أكد الفنان سعد الفرج أنه لا يستطيع العيش بدون مسرح، ولذا فإنه إن لم يتمكن من الوقوف على الخشبة محلياً، فسيذهب إلى دولة أخرى لعرض أعماله.
ضمن أنشطة مهرجان المسرح أقيمت صباح أمس ندوة "رواد الفن... لماذا تركوا المسرح؟"، والتي تحدث فيها كل من الفنان القدير سعد الفرج، ومحمد المنصور، ومن قطر الفنان صلاح الملا، بينما اعتذر الفنان عبدالحسين عبدالرضا عن عدم الحضور لعارض صحي، وأدار الندوة الزميل عبدالستار ناجي.في البداية، تحدث الفنان سعد الفرج عن أسباب تركه للمسرح بأنه منذ عام قدم أكثر من عمل مسرحي خارج الكويت، بعضها في قطر، مبيناً أن هناك تضييقاً على المسرح، وتقصيراً إعلامياً تجاه وضع المسرح، بموازاة عوامل متعددة أثرت على الحراك المسرحي.وأكد ضرورة أن يتمتع المسرح بمساحة من الحرية في أي مكان حتى يقدم دوره ورسالته، معتبراً أن الفنان الأصيل هو رقيب نفسه، ولا يمكن له أن يسيء إلى قيم المسرح ورسالته، لافتا إلى أن ان "المسرح هو الأخطر على السلطة".وأضاف أنه لا يمكنه العيش خارج المسرح، فهو بالنسبة إليه الحياة، مبيناً أنه إذا "تسكرت" الأبواب أمامه في بلده فسيقدمه في دول أخرى، لأنه عندما يقف على خشبة المسرح يشعر أنه لا يزال في العشرينيات من العمر.تقشف الفرقوعن المسرح في قطر، قال الفنان صلاح الملا: "هناك بدأت وتعلمت المسرح، وكانت البداية مع الفنان عبدالرحمن المناعي، وكانت عيوننا كفنانين آنذاك مسلطة على المسرح الكويتي"، لافتا إلى أن هناك تقشفاً في تقليص الفرق المسرحية. وأكد أن المهرجانات المسرحية أصبحت واجهة بلا مضمون من خلال المؤسسات التي تدعمها، وفي ختام تلك المهرجانات ينتهي كل شيء، معرباً عن عدم استعداده لصعود خشبة المسرح في ظل تلك الأمور.مسرح المواسممن جانبه، قال الفنان محمد المنصور إنهم كفنانين على خشبة المسرح، قدموا خلاصة التجارب المسرحية داخل وخارج دولة الكويت، وكانت المنافسة قوية خاصة في المهرجانات المسرحية.وعن أسباب تركه المسرح، قال المنصور إن هذه الخطوة جاءت عندما تغيرت المعطيات، فعندما تسلم إدارة المسرح عام 1994 كانت خطوته الأولى مساندة زملائه الفنانين من الناحية المادية، خاصة أن ميزانية الفرق المسرحية الأهلية 16 ألف دينار، وفي مرحلة التسعينيات لمست أن هذا الدعم لا يسمح بتقديم أعمال ثرية، إلى جانب بعض المتغيرات الجماهيرية في حضور المسرح.وأشار إلى أنه ضد تقديم الأعمال المسرحية في المواسم فقط، إذ كان الفنان في السابق لا ينتظر، وكان يقدم أعمالا على مدار السنة، تحمل قيمة ورسالة. وبيَّن أن العمل في الدراما التلفزيونية ذو مردود داعم بالنسبة للفنان في ظل انتشار التلفزيون، كونه الأسرع توصيلا للجمهور، كما أنه قدم فكرة إنشاء المسرح القومي لكن المشروع توقف، مشيراً إلى أنه سيعود إلى المسرح قريبا.مداخلاتوفي مداخلة من الفنانة القديرة سعاد عبدالله، أوضحت أن الابتعاد عن المسرح كان نتاج الكثير من المسببات والعوائق التي أدت إلى الابتعاد، وأنه لم يعد يعني المسرحيين، مسرح تجاري أو جاد، لافتة إلى أن المسرح الخاص يسعى إلى إرضاء الناس من ناحية التعليقات والرقص والإضحاك وغيرها، "ولا يمكنني أن أقدم تضحيات بعد مشواري الطويل"، كما أن المتغيرات والتيارات في المنطقة كان لها تأثير مباشر وغير مباشر على حال المسرح.وأشارت عبدالله إلى أن أجور التلفزيون تختلف كثيرا عن المسرح، كونه محددا بميزانية قليلة جدا، إلى جانب أن المسرح الهادف بات للمثقفين فقط، معربة عن شعورها بالتشاؤم في ظل المعطيات الحالية لمستقبل المسرح.«التلفة»... عانت مأزق اللهجة المغربية وغياب التصاعد الدراميوقعت مسرحية "التلفة" في مأزق اللهجة المغربية، وعانت غياب التصاعد الدرامي في الحدث على خشبة المسرح.وفي آخر عروض المنافسة على جائزة د. سلطان القاسمي للدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي، قدمت فرقة "الأكوريوم" المغربية مسرحية "التلفة"، وهي من إخراج نعيمة زيطان، وبطولة كل من جميلة الهوني، هاجر الحامدي، آمال بنحدو، والشيماء اجبيري.قبل أن نتطرق للقضية التي طرحها النص، لابد أن نشير إلى معنى كلمة "التلفة"، التي تعني باللهجة المغربية "الشخص الضائع"، ففي بداية المسرحية تطل علينا أربع فتيات يعملن بورشة للحدادة داخل السجن في منتهى النشاط، اثنتان منهما شقيقتان من أب متوف، وفتاتان أخريان لكل منهما حياتها وظروفها الخاصة."التلفة" الذي قدم لنا من صميم اللهجة المغربية على مدار 60 دقيقة، والتي بالكاد فهمت منها المضمون العام حول الظروف الاجتماعية والمأساوية التي أحاطتهن وجعلتهن يمتهنّ مهنة بائعات الهوى، والتي أودت بهن خلف أسوار السجن، وانتقلت المشاهد بنا من مشهد لآخر على وتيرة واحدة من دون تصاعد في الصراع الدرامي. إلا أن حيوية الأداء لدى الممثلاث أوحت بمدى انسجامهن مع الواقع المعيش، فماذا أراد العمل أن يطرح من قضية نخرج بها بعظة هذا، إضافة إلى الترجمة التي وضعت أعلى الخشبة، وهي ترجمة أيضا باللهجة المغربية، والتي خلقت حالة من التشتت الذهني ما بين متابعة المشهد ومطابقة الحوار مع الممثلات وخلق حاجز بين الجمهور والخشبة، وخاصة تكرار المشاهد والحركة في الأداء التمثيلي الذي كان على وتيرة واحدة، باستثناء مشهد الاستحمام الذي خلق تنوعا إلى حد ما.عاش الشعبأما الإضاءة فكانت عامة في معظم الوقت والمؤثرات الصوتية كانت فقيرة جدا، باستثناء غناء الممثلات أغنيات خاصة بلهجتهن المغربية أيضا.وبختام المسرحية بالقطع المفاجئ بكلمة جاءت في الترجمة "عاش الشعب"، ولا أعلم ما هي علاقة الشعب أو ما يشير إلى ذلك بقضية أقدم مهنة في التاريخ، وهي"الدعارة".
توابل
سعد الفرج: إذا ضُيِّق على مسرحي فسأعمل بالخارج
17-01-2016