يبدأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، زيارة رسمية للقاهرة، في مارس المقبل، يبحث خلالها مع الرئيس السيسي موضوعات على رأسها القوة العربية المشتركة وملف المصالحة مع تركيا، في حين أحالت محكمة عسكرية أوراق 8 متهمين إلى المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم.
بدأت القاهرة التحضير لقمة مصرية - سعودية مهمة في شهر مارس المقبل، على مستوى زعيمي البلدين، الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.وعلمت "الجريدة" من مصدر مطلع أن الزيارة ستكون في الربع الأخير من مارس المقبل، وأن القضايا الإقليمية محل اهتمام البلدين، ستكون على جدول المباحثات. وأوضح المصدر أن الزيارة تعد تتويجاً لجهود البلدين، في اجتماعات المجلس التنسيقي المصري ـ السعودي.وتحرص القيادة الحاكمة في البلدين على تعزيز العلاقات بينهما، في إطار الحفاظ على العلاقات التاريخية، حيث لعبت الرياض دور الوسيط في القضايا التي تمثل أزمات للقاهرة، بينها رعاية ملف المصالحة بين مصر وتركيا، إلى جانب تدخلها لتلطيف الأجواء بين مصر وإثيوبيا والسودان بعد إصرار أديس أبابا على بناء سد النهضة المائي، الذي تقول القاهرة إنه سيخصم من حصتها التاريخية في مياه النيل.وقال مصدر رفيع المستوى إن "زيارة الملك سلمان مؤجلة منذ شهور، نظرا لتطورات الأوضاع في المنطقة". وأشار في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن الزيارة ستشهد تدشين مركز عربي مقره السعودية، يختص بتحليل أنشطة الإرهاب، وكيفية مواجهته، إلى جانب مركز إعلامي عربي موحد، مؤكدا أنه سيتم التطرق لملف المصالحة المصرية ـ التركية، وكيفية مواجهة تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، وقال المصدر: "تشكيل القوة العربية والتحالف الإسلامي سيكونان على جدول أجندة الزعيمين".من جانبه، رجح نقيب الصحافيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، أن تركز زيارة الملك سلمان على مناقشة مستقبل تشكيل القوة العربية المشتركة، وملف المصالحة بين القاهرة وأنقرة، والتحالف الإسلامي ضد "داعش"، وقال لـ"الجريدة": "لا أتوقع إتمام مصالحة مع تركيا في ظل وجود إردوغان".احتواء الألتراسعلى صعيد آخر، وبعد ساعات من إحياء رابطة مشجعي النادي الأهلي، "أولتراس أهلاوي"، ذكرى مجزرة "استاد بورسعيد" 1 فبراير 2011، التي راح ضحيتها 72 من مشجعي النادي، أطلق السيسي، أمس الأول، مبادرة لتهدئة "الألتراس" من خلال تشكيلهم لجنة ممن يثقون بهم لاطلاعهم على ما تم إنجازه من قبل.وقال السيسي في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، لبرنامج "القاهرة اليوم"، المذاع على فضائية ART، أمس الأول، "ييجي 10 من شباب الألتراس ويطلعوا على سير التحقيقات، والتعرف على ما لديهم من آراء ومقترحات ومعلومات".واعترف السيسي بوجود تقصير من الدولة في التواصل مع الشباب، وقال: "احنا مش عارفين نتواصل مع شباب مصر، ونبذل جهدا لإيجاد مساحة للتفاهم معهم"، مؤكدا أنه لا يضيق من الانتقادات، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها له البعض، ولاسيما رسام الكاريكتير إسلام جاويش، ولفت إلى أن مشاكل اليوم ليست وليدة اللحظة، إنما هي إرث 50 عاما.وأضاف الرئيس المصري: "الدولة كادت تنهار في 2011 لولا ستر ربنا"، متعهدا أن يكون الوضع أفضل قريبا". وتابع "عندي أمل إن ربنا هيساعدنا، وهنبقى حاجة جميلة، وبكره تشوفوا".على صعيد ذي صلة، التقى السيسي وزير الصناعة الروسي دينيس مانتوروف، وناقش الاجتماع إنشاء منطقة "صناعية روسية" في السويس، وقرضا روسيا بقيمة 500 مليون دولار، لتأهيل المصانع المغلقة وإعادة فتحها، إضافة إلى توقيع الجانب الروسي مذكرة تفاهم لإنشاء 3 مصانع جديدة في الصعيد لدعم الصناعات الثقيلة.جلسة عاصفةعلى صعيد آخر، دخل مجلس النواب المصري على خط الأزمة المتصاعدة بين نقابة الأطباء ووزارة الداخلية، على خلفية اعتداء عدد من أمناء الشرطة على مجموعة من الأطباء في مشفى المطرية شمال القاهرة.وقال عضو مجلس نقابة الأطباء، خالد سمير، إن "نقيب الأطباء، حسين خيري ووكيل المجلس منى مينا، حضرا جلسة استماع عقدها البرلمان، أمس"، موضحا لـ"الجريدة" أن "الوفد عرض على المجلس رؤيته لحل الأزمة وتفادي وقوعها مجددا، عبر تقديم وزارة الداخلية اعتذارا عن الواقعة وتقديم الأمناء للمحاكمة، وهدد بخطوات تصعيدية بينها وقف العمل في المشافي، حال عدم تقديم المعتدين للمحاكمة".بينما قال محرر "الجريدة" إن "إحدى غرف البرلمان شهدت اجتماعا عاصفا بين الطرفين، استمر عدة ساعات، تخللها شد وجذب بين الأطباء المعتدى عليهم، وممثلي الداخلية، المسؤول بإدارة العلاقات العامة، اللواء عمرو هاشم، وحكمدار القاهرة اللواء جمال السعيد، وسط تدخلات من وكيل مجلس النواب سليمان وهدان لتهدئة الموقف".قضائيا، أحالت المحكمة العسكرية في الإسكندرية، أوراق 7 متهمين في قضية تفجير استاد كفر الشيخ الرياضي، الذي أسفر عن مقتل 3 من طلبة الكلية الحربية، في أبريل الماضي، إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، وحددت المحكمة جلسة 2 مارس المقبل للنطق بالحكم.ميدانيا، تمكنت قوات الجيش من تصفية 5 إرهابيين من عناصر تنظيم "أنصار بيت المقدس"، وإصابة 20 آخرين جنوب مدينة رفح في محافظة شمال سيناء، أمس الأول، وقال مصدر أمني لـ"الجريدة": إن "القوات تمكنت من رصد عناصر التنظيم الإرهابي في منطقة صحراوية بقرية البرث الحدودية جنوب رفح، وتمت محاصرتهم والتعامل معهم".
دوليات
الملك سلمان إلى القاهرة في مارس والسيسي يهدئ الألتراس
03-02-2016