وضع المعتدلون والإصلاحيون في إيران كل ثقلهم في سبيل المشاركة بقائمة واحدة لإنهاء سيطرة المحافظين المتشددين على مجلسي الشورى والخبراء في الانتخابات المقررة يوم الجمعة المقبل.

Ad

أعلن الإصلاحيون والمعتدلون في إيران قائمة انتخابية موحدة، أطلق عليها اسم «أوميد» (الأمل)، للمشاركة في انتخابات مجلس الشورى (البرلمان) ومجلس الخبراء (الذي يراقب المرشد الأعلى وينتخب خليفته في حال وفاته أو عزله)، المقرر إجراؤها يوم الجمعة المقبل.  

وتضم قائمة «أوميد» الأحزاب والتيارات المنضوية تحت مظلة «جبهة المشاركة الإصلاحية» إضافة إلى «ائتلاف 92» المقرب من الرئيس الحالي المحسوب على المعتدلين حسن روحاني وكتل مقربة من الرئيس الأسبق المعتدل أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام.

ونقلت وكالة «إيرنا» عن رئيس الحملة الانتخابية للإصلاحيين، علي صوفي، قوله إن الحملة الانتخابية للتيارين الإصلاحي والمعتدل ستكون تحت قائمة «أوميد» الموحدة في أنحاء البلاد كافة.

خاتمي

وفي تحد للحظر الإعلامي الذي فرض عليه، بعد اتهامه قضائيا بدعم حركة الاحتجاجات في 2009 بعد إعادة انتخاب مثيرة للجدل للرئيس المحافظ السابق محمود أحمدي نجاد، دعا الرئيس الإيراني الأسبق، زعيم التيار الإصلاحي، محمد خاتمي، إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، وشدد على التصويت لقائمة «أوميد».

وقال خاتمي إن التصويت بكثافة الجمعة لمصلحة المرشحين الإصلاحيين «سيقطع الطريق على المتشددين»، الذين يسيطرون على مجلس الشورى ومجلس الخبراء. وأكد خاتمي في رسالة فيديو نشرها على موقعه «بعد الخطوة الأولى والنجاح في انتخابات 2013 الرئاسية (فوز الرئيس المعتدل حسن روحاني) يبدأ التحالف خطوته الثانية للانتخابات التشريعية».

وأضاف: «مع التحالف الذي يستحق التحية، بين الإصلاحيين والقوى الأخرى الداعمة للحكومة، تم تقديم لائحتين، واحدة للبرلمان وأخرى لمجلس الخبراء»، داعيا الناخبين إلى التصويت لجميع المرشحين على اللائحتين.

وكان المتحدث الرسمي باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام إيجائي، قد صرح لوسائل الإعلام الإيرانية، في فبراير الماضي، بأنه بموجب قرار قضائي يمنع ذكر اسم الرئيس الأسبق محمد خاتمي، أو نشر تعليقاته أو تصريحاته أو صوره. وقامت صحيفة «اطلاعات» الحكومية قبل أشهر بكسر الحظر المفروض على خاتمي، ونشرت ترجمة لحوار له مع رئيس تحرير جريدة السفير اللبناني، طلال سلمان.

رفسنجاني

بدوره، دعا الرئيس السابق رفسنجاني في رسالة منفصلة الناخبين الى التصويت للائحتي تحالف الإصلاحيين والمعتدلين من أجل قطع الطريق على «المتشددين».  

وحظر بث أو نشر أي خطاب لرفنسجاني في السابق مدة 6 سنوات من بسبب تأييده الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي في الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009.

وقال في رسالته: «علينا أن نثبت للعالم أن الراديكالية والتطرف لا ينتميان إلا إلى أقلية وحقيقة الإسلام تقضي بتجنب الحرب وسفك الدماء والتشديد على السلام والأخوة».

وترشح رفسنجاني وروحاني لعضوية مجلس الخبراء، سعياً إلى إبعاد الشخصيات الأكثر محافظة فيه، ومنها رئيسه آية الله محمد يزدي.

من جهته، دعا حفيد مؤسس الجمهورية الاسلامية حسن الخميني الناخبين إلى التصويت بكثافة، علما بأن ترشيحه إلى مجلس الخبراء رفض.

واعتبر أنه يجب عدم مقاطعة الانتخابات تحت أي ذريعة، وأضاف أن «كل الذين لديهم اعتراضات وشكاوى يمكنهم الاحتجاج لاحقا، لكن هذا الأسبوع ينبغي اختيار الأكثر كفاءة».

المحافظون

وفي المعسكر المحافظ، اتهم مرشحون ومسؤولون سياسيون، بريطانيا بدعم لائحة الإصلاحيين والمعتدلين عبر قناة «بي بي سي» التلفزيونية الناطقة بالفارسية، وخصوصا لائحة رفسنجاني لمجلس الخبراء، منددين بتدخل البريطانيين في الشؤون الداخلية لإيران.

دولياً، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين أنصاري بأن المشاورات جارية مع روسيا في المجالات الدفاعية، ومن ضمنها بشأن الحصول على جيل جديد من المنظومة الصاروخية «اس 300»، وأن العلاقات بين البلدين هي في أعلى مستوياتها، ويجري العمل لتطوير التعاون الاقتصادي.

وكانت طهران أعلنت قبل أيام أنها ستسلم اول دفعة من هذه المنظومة، إلا أن موسكو نفت هذا الأمر.