على وقع صدمة حادث القطار، الذي وقع أمس الأول، في مدينة ناصر بمحافظة بني سويف، الذي أسفر عن إصابة 71 شخصاً، جاء قرار وزارة النقل المصرية بتشكيل لجنة لطرح كراسة شروط للتعاقد مع شركة أجنبية، لإدارة وتشغيل السكك الحديدية، ليثير الكثير من الجدل حول الاتجاه إلى خصخصة وسيلة النقل الشعبية الأولى في مصر.

Ad

الحادث، جاء ليُعزز اعتراف وزارة النقل بالفشل في إدارة هيئة السكك الحديدية، حيث قال المتحدث باسم الوزارة، أحمد إبراهيم في تصريحات صحافية "قررنا التعاقد مع شركة عالمية متخصصة، لأننا فاشلون في الإدارة، ومهما أنفقنا على السكك الحديدية مع المنظومة الفاشلة الحالية فلن يتغير الوضع وستظل الخدمة بدون تحسن".

وأضاف إبراهيم "قرار وزير النقل بتشكيل لجنة لطرح كراسة شروط للتعاقد مع شركة أجنبية لإدارة وتشغيل السكك الحديدية هدفه الاستفادة من قرض البنك الدولي الميسر في الفائدة ومدة السداد، لاستجلاب خبرة استشارية عالمية للمعاونة في إدارة منظومة السكك الحديدية، والتدريب على أحدث ما وصلت إليه تقنيات التشغيل لرفع كفاءة هذا المرفق المهم"، نافياً عزم وزارة النقل خصخصة السكة الحديدية.

الخبير الاقتصادي فخري الفقي رفض تصريحات وزارة النقل بأن ما تقوم به ليس خصخصة للسكك الحديدية، مؤكداً لـ"الجريدة" أن إعطاء حق إدارة الهيئة لشركة أجنبية يدخل ضمن أوجه الخصخصة.

وطالب الفقي الحكومة بإنشاء صندوق سيادي يضم كل الهيئات الاقتصادية وشركات القطاع العام، التي تستهدف الربح وتتعرض لخسائر مثل السكك الحديدية ومبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو"، وإعطاء حق الإدارة لشركة خاصة تقوم بإدارتها وتحصيل الأرباح لمصلحة الدولة.

من جانبه، انتقد أستاذ إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية، حسام السنشوري عدم وجود شفافية لدى الحكومة فيما يتعلق بعملية الخصخصة، واصفاً لـ"الجريدة" الوضع الحالي لهيئة السكك الحديدية بأنه أصبح مزرياً.

يأتي هذا اللغط حول خصخصة السكة الحديدية، بعد أيام من تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي حول عدم قدرة الدولة على توفير الدعم المستمر لمياه الشرب، قائلاً: "نحتاج إلى 40 مليون جنيه في اليوم عشان نوصل المياه للمواطن لكي تكون المياه صالحة للشرب، لابد أن نكون منتبهين لنفسنا ولازم نعرف، محتاجين نرشد الاستهلاك علشان منقولش المياه والكهرباء غالية".

يذكر أن "محطة مصر"، هي ثاني محطة قطارات أسست في العالم عام 1851، بعد سنوات من تأسيس "محطة قطار لندن"، أول محطة قطار عرفتها البشرية.