خطف السجال بين رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل، على طاولة الحوار اللبناني، أمس، الأضواء من مجمل التطورات السياسية في بيروت.

Ad

فبعدما كانت كل التوقعات تشير إلى أن ملف النفايات سيكون الطبق الرئيسي على مائدة المتحاورين، أتى التراشق الكلامي بين الرجلين ليظهر إلى العلن حجم الخلاف بين التيارين حول ملف رئاسة الجمهورية.

وبدأ السجال عندما قال باسيل إنه: "عندما تتوافر الميثاقية ويحترم التمثيل المسيحي، ننزل إلى مجلس النواب لانتخاب الرئيس"، فردّ فرنجية: "لا يمكن لأحد الادعاء أنه بشخصه يختصر التمثيل المسيحي".

هنا تدخل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل، فقال، إن "التوافق السياسي والميثاقية الطائفية والميثاقية المذهبية كلها متوافرة في المرشحين، فلماذا لا يتم انتخاب الرئيس؟"، عندها تدخل باسيل ليقع السجال بينه وبين فرنجية، علماً أنّ مداخلته (فرنجية) كانت مقتضبة وجاءت في نهاية الجلسة، لكنها كانت "حامية"، إذ توجه إلى باسيل بالقول: "لا أحد يلغينا، وأخطاء الطائف هي ردة فعل على ممارسة (الجنرال ميشيل) عون قبله".

واستدرك رئيس مجلس النواب نبيه بري الموقف ورفع الجلسة إلى 30 مارس المقبل.

وقال وزير الاتصالات بطرس حرب بعد الجلسة، إن "الجلسة بدأت بطرح الأمور بشكل جدي أكبر"، مضيفاً: "البلد ينهار ولا نستطيع أن نستمر في حوار من دون هدف".

وأكد حرب أن "هناك لجنة جدية تعمل ونأمل أن تصل إلى حلّ لموضوع النفايات".

أما عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض فقال: "بحثنا موضوع الرئاسة، والرئيس نبيه بري كان حاسماً بعدم تجاوز الدستور، الذي ينص على نصاب الثلثين لانعقاد جلسة انتخاب الرئيس".

الحريري

في موازاة ذلك، أشار رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري في تصريح له بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي، أمس، إلى أنه "تم البحث مع سلام في موضوع النفايات"، لافتاً إلى أن "القوى السياسية تعمل على حل موضوع النفايات".

ولفت الحريري إلى أن "هناك لجنة وزارية ستجتمع اليوم (أمس) ويستحق اللبنانيون أن يكون بلدهم نظيفاً"، متمنياً أن "تصل اللجنة إلى حل، وأن يكون هناك انفراج في موضوع النفايات".

وأفاد الحريري بأنه "أجرى اتصاﻻت مع كل القوى السياسية"، آملاً "التوصل إلى حلول مناسبة لهذه الأزمة".

إلى ذلك، أكد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، أمس، أن "تحصين البيت اللبناني الداخلي، يجب أن يكون في أعلى مراتب الاهتمام لدى القوى السياسية كافة، لإنقاذ لبنان من التداعيات السلبية في المنطقة بنتيجة الصراعات المشتعلة، ومن مغبة رسم الحلول بمعزل عن رأي لبنان الرسمي غير الموجود على الطاولة، بفعل الفراغ الرئاسي، الذي ينهش المؤسسات، ويُرهق الدولة، ويضع البلاد على شفير الانهيار".

وإذ رأى سليمان أن "انتخاب رئيس الجمهورية كفيل بإيقاف هذا الجرح النازف"، شدد على "ضرورة إيجاد الحلول العملانية لتصريف شؤون الناس الحياتية من خلال تفعيل دور الحكومة، والاسراع في انهاء مهزلة النفايات وعدم تغطية أي فريق يعرقل سير الحلول، منبهاً من تراكم المخاطر الصحية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية بعد انتشار السموم، ناهيك عن سلبيات ترشيح لبنان لدخول موسوعة غينيس بصفته أكبر مطمر للنفايات، أو بنتيجة أطول فترة زمنية من دون رئيس للجمهورية".

سفير الكويت: كل لبناني شريف سيلقى معاملة طيبة في الخليج

ألقى سفير الكويت لدى لبنان عبدالعال القناعي، كلمة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، عقب لقائهم رئيس الحكومة تمام سلام، الذين استدعاهم أمس، إلى السراي الحكومي، وقام بتسليمهم رسالة خاصة إلى دول المجلس.

وأكد القناعي في كلمة للصحافيين «أننا لمسنا من سلام حرصه على الحفاظ على أطيب العلاقات مع دول الخليج، وتأكيده ضرورة إزالة أي شوائب تعيق تقدم العلاقات بين دول الخليج ولبنان».

وشدد سفير الكويت على أن «كل لبناني شريف سيلقى معاملة طيبة في دول الخليج»، مشيرا إلى أن «سلام حملنا رسالة واضحة إلى المسؤولين في بلادنا، ونحن نؤكد حرص دول الخليج على أمن واستقرار لبنان، واستمرارنا لتعزيز العلاقة مع لبنان».

وأكد أنه «لن يتم اتخاذ إجراءات بحق اللبنانيين الذين لا توجد إشكالات لديهم مع الدول الخليجية».

وأفادت التقارير بأن رئيس الحكومة تمام سلام، أكد أمام سفراء دول مجلس التعاون الخليجي خلال لقائهم في السراي الحكومي، «موقف لبنان حول الإجماع العربي»، مشيراً إلى أن هذا الإجماع من دون قيود من قبل أي من الأفرقاء.

ولفتت إلى أن سلام عرض أمام السفراء العلاقات المميزة والطيبة لوقوف الدول العربية إلى جانب لبنان، مشدداً على ضرورة عودة هذه العلاقات.

وأشارت إلى أن سلام حمَّل السفراء رسالة إلى المسؤولين الخليجيين، وأعرب عن تفهمه للغضب العربي.