تصدرت حادثة انهيار نفق في شمال قطاع غزة ومقتل سبعة من عناصر كتائب القسّام الذراع العسكرية لحركة حماس قبل يومين، اهتمامات شاشات التلفزة والصحف الإسرائيلية، والتي تابعت الحدث بأدق تفاصيله، مؤكدة في ذات السياق، استعداد "حماس" للمواجهة المقبلة.

Ad

وتقول إسرائيل، إن رصد ما يحدث في غزة، في المجالين المدني والعسكري، يترك انطباعا مفاده أن هناك في غزة من يجهز الأرضية، على المستوى العام، وتحت الأرض على المستوى العسكري لتصعيد واسع النطاق، يؤدي إلى الدخول في مواجهة جديدة مع إسرائيل.

وحول موعد وظروف المواجهة القادمة، يقول محلل شؤون الشرق الأوسط لـ"تايمز أوف إسرائيل" آفي يسسخاروف، إن "الأرقام تعكس أكثر من أي شيء آخر مدى عزم حركة حماس على إعادة تأهيل مشروع الأنفاق، الذي تعرض لأضرار جسيمة خلال حملة الجرف الصامد".

وبحسب يسسخاروف، فإن "حماس" تقوم اليوم بتشغيل أكثر من 1000 شخص، ستة أيام في الأسبوع، على مدار الساعة، حتى تتمكن من حفر المزيد والمزيد من الأنفاق الهجومية إلى داخل إسرائيل، وان الأحوال الجوية السيئة لا تؤخر أعمال الحفر، كما أظهرت الحادثة في حي التفاح، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه بالنسبة لـ"حماس" هذا هو السلاح الذي سيمكنها من شن ما أسماها "ضربة افتتاحية"، تمكنها من الخروج بصورة نصر في كل مرحلة قتال مستقبلية مع إسرائيل.

وكان المحلل السياسي في غزة فايز أبوشمالة المقرب من "حماس"، قال عن لقائه مع قائد محلي في كتائب القسّام، "اعترف أمامي أنهم يواصلون العمل ليلا ونهارا، وعلى مدار عام ونصف العام لم يعرفوا طعم الراحة، ولم يتسرب إليهم الوهن، فالمعركة التي يستعدون لها معركة مصيرية، بقاء أو فناء، حياة أو موت، ولا خيار لهم إلا العمل تحت كل الظروف".

وتشير تقارير إسرائيل، إلى أن عدد الأنفاق التي تجتاز الحدود إلى داخل إسرائيل ما بين 5 و10 أنفاق، ولكن قد يكون هناك عدد أكبر، وتنوه أن هذه ليست بالأنفاق القديمة من بداية العقد الماضي من جبهة محور فيلادلفيا، وليست مجرد عمل هواة على عمق متوسط (7-8 أمتار)، إن هذه أنفاق تم حفرها بواسطة معدات هندسية على عمق حوالي 30 مترا، مع الاستعانة بتكنولوجيا متطورة أكثر ورسوم هندسية وما إلى ذلك.

ولم تخف "حماس" عملها المستمر في خنادق رملية تحت الأرض، وتجاربها الصاروخية في عرض البحر، إذ صرح كثيرون من قادتها بأن العمل تحت الأرض مستمر، وان منظمتها المسلحة جاهزة لأي معركة قادمة.

في المقابل يؤكد مراقبون وسياسيون فلسطينيون، ان المواجهة العسكرية باتت حتمية وقريبة، خصوصا أن ظروف حرب 2014 مازالت قائمة سواء السياسية والاقتصادية.

على الصعيد ذاته، أعلنت كتائب القسام مقتل أحد عناصرها مساء أمس الأول خلال مهمة أسمتها بـ"الجهادية". ويأتي ذلك بعد تشييع سبعة من عناصر الحركة قتلوا خلال انهيار أحد الأنفاق. وأكدت كتائب القسّام في بيان، "أن أحد مقاتليها من عناصر البحرية، ويدعى حمدي السلطان، استشهد في مهمة جهادية قبالة سواحل بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة".