ألوان متعددة في ربيع السينما المصرية
تعود الحياة إلى السينما المصرية خلال الأيام المُقبلة في موسم الربيع بألوان مُختلفة، ذلك بعد الإعلان عن إطلاق عدد من الأعمال، هكذا سيحظى المُشاهد بأفلام متنوعة بين الجادة، والكوميدية التي يصنفها البعض تجارية... فإلى أي منهما سينحاز؟
طرح صانعو السينما في مصر أفلام موسم الربيع مُبكراً للحصول على مدة أطول داخل أروقة السينمات، خصوصاً أن الموسم الصيفي المقبل يداهمه شهر رمضان. أحد هذه الأفلام «نوارة» العائد بالنجمة منة شلبي إلى الشاشة الذهبية، وسيكون في صفوف المُقدمة للتنافس على السباق السينمائي لهذا الموسم متسلحاً بإشادات كثيرة نالها عقب مشاركته في مهرجان دبي السينمائي وبفوز بطلته بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، الذي يشاركها بطولته كل من محمود حميدة وأمير صلاح الدين، وأخرجته هالة خليل.طًرح الإعلان الخاص بالفيلم، وتقرر إطلاقه في دور العرض في 23 مارس الجاري. ويدور «نوارة» حول فتاة تعمل في منزل أحد رجال الأعمال المرتبطين بنظام مبارك، الذي يقرر في أعقاب الثورة السفر وترك منزله وجزء من المال لها.وتشارك ناهد السباعي في «حرام الجسد» لتلحق بدور العرض السينمائي وتطل على جمهورها عقب طرح الملصق الدعائي والإعلان الرسمي الخاص بالفيلم الذي أثار جدلا وتقرر وضع شارة «للكبار فقط» له. يشارك في بطولته كل من محمود البزاوي وسلوى محمد علي وأحمد كمال وأحمد عبدالله محمود، فيما تولى التأليف والإخراج خالد الحجر.بدوره يخوض علي ربيع المنافسة في موسم شم النسيم بـ{حسن وبقلظ» حيث يشارك في البطولة كريم فهمي مؤلف العمل، كذلك يسرا اللوزي وبيومي فؤاد. ويأتي الفيلم الذي ينتجه أحمد السبكي، بعد نجاح حققه ربيع في عروض «مسرح مصر»، كذلك يشارك فيه اثنان من نجوم العروض هما أوس أوس ومصطفى خاطر.وقرر رامز جلال العودة إلى شاشة السينما في «كنغر حبنا» حيث يشاركه البطولة كل من سارة سلامة وإدوارد والفنان الكويتي داود حسين، وقد صاحبت الفيلم سرية تامة حتى عرض الإعلان الرسمي له وطرحه.أما غادة عبد الرازق فتشارك في «اللي اختشوا ماتوا» بعد سلسلة تأجيلات، خصوصاً أن الفيلم كان مقرراً طرحه في شهر يناير الماضي، إلا أن تأخر عملية المونتاج تسبب في تأجيله. ويشارك في البطولة كل من عبير صبري وهيدي كريم ومروى اللبنانية، علماً أن العمل الذي يخرجه إسماعيل فاروق يعتمد بشكل كبير على البطولة النسائية. تنوّع لافتورأى النقاد أن هذا الموسم مُختلف عن غيره من مواسم سينمائية في مصر، نظراً إلى عدم سيطرة نوع في الأفلام كما يحدث غالباً.في هذا السياق، قالت الناقدة خيرية البشلاوي: «ثمة تنوع جيد في هذا الموسم، وأكثر من اتجاه في السينما المصرية، حيث نشاهد الكوميديا والدراما الاجتماعية والرومانسية، كذلك ثمة أعمال تتسم بالمغامرة والجرأة مثل «حرام الجسد»، إلى جانب أعمال فرضت حضورها في مهرجانات عربية ودولية لتحصد جوائز عدة قبل عرضها في الصالات مثل «نوارة» الذي سيحدث نقلة جيدة في المُقدمة. ولا ننسى الفيلمين الخفيفين لرامز جلال وعلي ربيع، وهو تنوّع يصبّ في صالح المشاهد الذي كان يعاني حالة ركود وسيطرة نوع واحد من سينما العنف والمخدرات، تلك الأفلام التجارية التي تخاطب الغرائز تحت مسمى «الجمهور عايز كده».وتتابع: «من المتوقع سطوع نجم «نوارة»، لأنه يضخ دماء جديدة في السينما، والمقبل سيكون أفضل لهذه النوعية من الأفلام».وأفادت الناقدة ماجدة خيرلله أن التنوع في السينما يجذب جمهوراً مختلفاً لها، ما يعد انتصاراً للمشاهد إذ تتوافر الأفلام التي يريدها وتقدم مضموناً يليق بالسينما، وهي إشارة جيدة إلى بدء انتعاش هذه الصناعة مجدداً».وأضافت: «فيلم «نوارة» انتصار لشرائح أخرى ترغب في الرجوع إلى السينما، وهو بمثابة عودة قوية لمنة شلبي ولأفلام ذات مضامين جيدة تتوافر فيها عناصر النجاح، ويفتح المجال أمام أعمال تحمل أفكاراً ورؤى وووقائع حقيقية، واستطاعت أن تفرض حضورها في مهرجانات عربية، أو أعمال تحمل هدفاً محدداً ولا تحقق الرواج لعدم مغازلتها الفئة العمرية الصغيرة نسبياً، لما تتضمنه من مشاهد عنف أو جنس».وتشير ماجدة إلى عودة سينمائية تحاكي الفترة الأخيرة التي استطاع الجمهور الانتصار لها مثلما فعل مع «قدرات غير عادية».ومن جانبه، يرى الناقد نادر عدلي أن الأفلام الجادة وذات المضامين الجيدة عادت وستحقق نجاحات خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الانتصار لا يأتي عبر شباك الإيرادات فحسب ولكن ثمة أفلام لا يستطيع أن نقول إنها خاسرة في موسم سينمائي، خصوصاً أن الأعمال التي تطرح في الأعياد تفوز بجمهور مؤقت، والدوام يكون لأفلام تحترم عقل المشاهد المصري الباحث عن سينما متميزة وجادة».