ماراثون من المركز العلمي إلى المارينا للتوعية بـ «التوحد»
أقامه مركز الشراكة في اليوم العالمي للمرض وشهد إقبالاً كبيراً من جميع الشرائح
أقام مركز شراكة التوحد للاحتياجات الخاصة مسيرة من المركز العلمي للأبحاث إلى مجمع المارينا أمس في اليوم المصادف ليوم التوعية العالمي للتوحد 2 أبريل، وشهدت الفعالية اقبالا كبيرا من جميع شرائح المجتمع، فضلا عن أهالي الأطفال الذين يعانون التوحد.وقالت المستشارة الإعلامية لمركز شراكة التوحد للاحتياجات الخاصة ليلى الكندري إن مركز شراكة التوحد في الكويت هو مركز إنساني غير ربحي تأسس في ديسمبر من العام الماضي يهدف لتأهيل حالات التوحد المتزايدة في الكويت، موضحة أن مركز شراكة التوحد الكويتي هو فرع من ضمن 8 مراكز منتشرة حول العالم وامتداد للمركز الرئيس الموجود في أميركا، كما أنه الممثل للشرق الأوسط، مؤكدة أن المركز مختص بعلاج حالات التوحد بعلاج تطبيقي سلوكي.
وذكرت الكندري أن فعالية المركز عبارة عن ماراثون، وهدفها توعية الشعب الكويتي في قضية التوحد بمشاركة جميع أطياف المجتمع، قائلة إنه كلما انتشر الوعي لهذه القضية بين اطياف المجتمع كلما ساعد في التشخيص المبكر الذي يعد أهم مراحل العلاج، لافتة الى أن هناك خططا مستقبلية للمركز تقتضي التعاون مع جميع الجهات استكمالا لدوره في الكويت للقضاء على التوحد، مشيرة الى أنه خلال السنوات الـ3 القادمة نتطلع لعلاج ما يزيد على 100 حالة، فضلا عن إنشاء مركز أبحاث وإحصاءات معنى بقضية التوحد، مع العلم بأنها قضية مغيبة إحصائيا ولا توجد إحصاءات رسمية تتبناها الدولة.رسالة واضحةوبينت الكندري أن الفعالية شهدت تسجيل حضور ما يفوق 1200 مشارك، وهذه رسالة واضحة أن الناس لديها الرغبة للمشاركة في التوعية، مضيفة أن الجهود المجتمعية والحملات التوعوية لها دور كبير في نشر القضية، فضلا عن مشاركة وسائل الإعلام، وهذا ما يعتمد عليه المركز في دعوة الجميع إلى المشاركة، وكانت ثمارها نجاح الفعالية، لافتة إلى أن مؤسسة المركز غصون الخالد لها الدور الكبير في تحويل المركز لعمل مؤسسي متكامل، وهذا ما شهدناه من أول فعالية قام بها المركز. من جانبه، قال المنسق الاعلامي للفعالية علاء الشيتي إن هذه الفعالية تتصادف مع اليوم العالمي للتوحد، عندما أعلنت الأمم المتحدة في عام 2007 إدراكا منها لأهمية خطورة انتشار مرض التوحد ومعرفة الناس بماهية التوحد، فضلا عن جمع حقائق ومعلومات عنه، مشيرا الى أن هذا اليوم كذلك يعرف الناس ويبين لهم الفرق بين التوحد والإعاقة الدائمة، موضحا أن التوحد هو اختلاف قابل لتعليم في حال اتباع منهج علاج سليم.أفضل مركز وذكر الشيتي أن مركز شراكة التوحد هو امتداد لأفضل مركز في العالم الموجود في كاليفورنيا، وفي نفس مستوى الطاقم الاستشاري المشرف على المركز، والذي يمتلك الطاقة الإيجابية للتعامل مع أطفال التوحد بنسة نجاح تزيد على 70 في المئة، لافتا الى أن المركز حديث المنشأ في الكويت ويحتاج الدعم من جميع أطياف المجتمع والمؤسسات للتقليص من مرضى التوحد، مبينا أن مركز شراكة التوحد غير ربحي، ومؤسسه صندوق وقف المرحومة نسيمة الرفاعي، الذي تكفل برسوم التأسيس، كما أن رسوم المركز قائمة على مبدأ توزيع التكاليف بين أهالي المشتركين في المركز، مضيفا أن التكاليف مرتفعة بسبب كلفة العلاج، بحيث يحتاج كل مريض توحد إلى استشاري خاص به بشكل متواصل وطريقة تمرين مكثفة.السعد: الخدمات المقدمة لمرضى التوحد تحاكي العالمية قالت مديرة مركز الكويت للتوحد، د. سميرة السعد، إن الكويت وصلت الى مستوى متطور للخدمات المقدمة لمرضى التوحد يحاكي أفضل البرامج في العالم المتقدم.وأضافت السعد، في تصريح صحافي أمس، بمناسبة احتفالات العالم بيوم التوحد الذي يصادف الثاني من أبريل، أنه على الرغم من تلك الخدمات "فإننا مازلنا نعاني نقصا في المدارس لاستقبال جميع المتقدمين إضافة الى نقص العاملين المهنيين المدربين".وذكرت أن هناك الملايين حول العالم يعانون التوحد، خاصة بعد تيسير أدوات التشخيص منذ العام الثاني للطفل، مبينة أن هذا المرض "خلل يبدأ في الطفولة ويحتاج المصاب للعناية طوال حياته، مما يستدعي جهدا عالميا لمواجهته وتقديم أفضل السبل لرعايته". وقالت إن "النسبة العالمية للإصابة تقدر بواحد لكل 88 مولودا، وتصل أحيانا إلى مصاب في كل 50 مولودا" مبينة انها نسبة "عالية جدا" وتحتاج إلى مواجهة علمية وطبية وتعليمية واجتماعية في كل دولة.وأضافت أنه بالرغم من كل المليارات المبذولة للأبحاث في الدول المتقدمة فإن السبب الرئيس للإصابة بالتوحد لم يعرف حتى الآن، إذ إن له "أسبابا كثيرة مجتمعة لم يتمكن العلماء حتى اليوم من سبر أغوارها".وقالت إنه على الرغم من أنه لا يوجد علاج طبي متوافر حتى الآن، فإن التشخيص المبكر والتدريب المكثف والمتخصص المنظم يساعدان على التحسن.