أحمد كريمة لـ الجريدة•: خلايا نائمة لـ«الإخوان» في الأزهر
• الكتب الأزهرية تدرس آراء ابن تيمية المؤسِّسة لداعش
• هل التضامن مع دعوة الرئيس للتجديد أصبح جريمة؟
• هل التضامن مع دعوة الرئيس للتجديد أصبح جريمة؟
اتهم أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر أحمد كريمة، الأزهر الشريف بأنه لا يزال يُدرس آراء اعتبرها متطرفة للشيخ ابن تيمية، وغيره من الذين يستند تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف بـ«داعش» إلى مؤلفاتهم لتبرير منهجه المتشدد في تفسير الشريعة الإسلامية، موضحاً في مقابلة مع «الجريدة» أنه أفتى بجواز الاحتفال بـ«يوم الحب»، وأن النقاب عادة وليس عبادة، وأن مناهضة الآراء المُتشددة التي تتبناها الدعوة السلفية واجب. وفيما يلي نص الحوار:
• ما أسباب قيام جامعة الأزهر بإحالتك إلى التحقيق أخيراً؟- جامعة الأزهر أحالتني إلى التحقيق في أمر مُثير للدهشة، وما علمته أن سبب القرار هي تصريحات وحوارات صحافية منسوبة إلي، تتعلق بمهاجمتي للأزهر ومشيخته، وهو أمر غير صحيح، حيث لم أجر حوارات صحافية أسأت فيها للأزهر، وأعتقد أن الخلايا النائمة التابعة لجماعة «الإخوان» والسلفيين في الأزهر، هي التي تقف وراء الإساءة لي، في محاولة لتشويه سمعتي كنوع من تصفية الحسابات، نتيجة إصراري على التصدي الدائم لهم.• لكنك تحدثت مراراً عن بطء الأزهر في اتخاذ خطوات جدية لتجديد الخطاب الديني؟ - جريمتي أنني أدعو دائماً إلى تجديد الخطاب الديني، تماماً مثلما طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهل تضامني مع دعوة الرئيس أصبح جريمة!، وجامعة الأزهر انتهكت القانون بالتحقيق معي لمخالفتها المادة 22 من دستور البلاد، والتي تكفل حرية وكرامة أعضاء هيئة التدريس، ولكن للأسف حرية الرأي في مصر معدومة، وثقافة الدولة ـ والأزهر جزء منها ـ لم تتغير، وما تغير فقط هو رئيس الدولة، وما زالت حتى الآن بعض الكتب الأزهرية تدرس آراء ابن تيمية وغيره من غلاة التطرف الذين بنت عليهم «داعش» خلافتها المزعومة.• ماذا عن تعرضك لهجوم عقب إفتائك بجواز الاحتفال بعيد الحب؟- أنا أستاذ شريعة إسلامية في جامعة الأزهر، وحديثي يكون في هذا الإطار، وينبغي أن نعلم أن هناك فروقاً بين ما هو عيد وموسم ومناسبة، فكل مصطلح له دلالته والجزئيات التي تندرج تحته، فكلمة عيد تقتصر على عيدي الفطر والنحر، أما مصطلح الموسم فهو يُطلق على ليلة النصف من شعبان وغيرها، أما المناسبات فمنها من معالم السيرة النبوية مثل المولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج وتحويل القبلة، وهناك مناسبات اجتماعية مثل شم النسيم والمناسبات الوطنية، وبالنظر في مناسبة الحب فهي تقع في دائرة المصلحة المرسلة والإباحة في حدود الآداب الشرعية، أما المتطفلون على موائد العلوم الشرعية وهم سفهاء المسلمين الذين قال عنهم القرآن «وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» (النحل:116،117)، فهؤلاء يحرمون الحلال ويحلون الحرام وكفى بهم إجراماً أن خرجوا عن إجماع المسلمين بتحريم الاحتفال بالمولد النبوي.• كيف ترى مُطالبة السلف للمُنتقبات بعدم الالتزام بقرار منع النقاب في مشافي جامعة القاهرة؟- الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، هما المرجعية الإسلامية الوحيدة لما يخص الشأن الديني في مصر، طبقاً لنص الدستور، وما قاله نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، في بيان الرد على قرار رئيس جامعة القاهرة جابر نصار يخالف رأي الأزهر ودار الإفتاء، بل ويناهض الإسلام ويشوه صورته، فالنقاب من العادات وليس العبادات، ولا يوجد دليل قاطع من القرآن والسنة يدل على فرضيته، وفيما يتعلق بقوله تعالى «وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ» (النور: 31)، فالاستثناء في هذه الآية «إلا ما ظهر منها» فسره حَبر الأمة وترجمان القرآن عبدالله بن عباس بأنه الوجه والكفين، فهل ياسر برهامي وشيوخ السلفية أعلم من عبدالله بن عباس! ويجب التصدي لبرهامي وأمثاله ومنعهم من إصدار الفتاوى، وليس محاربتي أنا.