لم يعد خفيا أن المؤسسة الحزبية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري باتت أكثر إفصاحا عن ميولها التفضيلية بالنسبة إلى المرشحين الرئاسيين في الانتخابات الأميركية.
على الأقل هذا ما كشفته التعليقات والتسريبات "الحزبية" التي تلت المناظرة الديمقراطية الأخيرة التي جرت أمس الاول في شارلستون بولاية ساوث كارولينا، أو التي تلت المناظرة الجمهورية قبل ستة أيام.وظهر أن تقليص عدد المناظرات بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ومنافسها بيرني ساندرز، يعود في جانب منه الى تخوف المؤسسة الحزبية من تمكن الأخير من ابتزازها وإحراجها في العديد من القضايا، خصوصا علاقتها بمؤسسات المال والمصارف المتمركزة في نيويورك مكان إقامتها.من ناحية اخرى، تخشى تلك المؤسسة من طغيان الخطاب التحريضي الذي يبرع فيه ساندرز على تأليب ما تبقى من الرأي العام الحزبي الذي لايزال يحافظ على رجحان ثقل التيار الوسطي في الحزب، لمصلحة شعارات أكثر راديكالية، تبين ان القاعدة الشابة في الحزب باتت تنحاز فيها لساندرز الذي يستغل حالة الغضب التي تسود أوساط الحزب من "فساد" النظام وهيمنة رأس المال متعدد الأطراف على النظام السياسي برمته.واقع يوحد قواعد الحزبين الديمقراطي والجمهوري في "غضب" من انسداد أفق التغيير إذا ما تمت إعادة "انتخاب الوجوه السياسية المسؤولة الى هذا الحد او ذاك عما آلت اليه الأوضاع في أميركا".هكذا استدارت المؤسسة الجمهورية عبر دعم المرشح تيد كروز، ولو بشكل غير مباشر، في معركته ضد المرشح "الغاضب" دونالد ترامب، الذي تهدد طروحاته وشعاراته على الأقل بإفقاد الحزب توازنه أو بخسارته السباق.وقبل أسبوعين من بدء جولة الانتخابات الحزبية التمهيدية في ولاية أيوا، بات واضحا ان هيلاري كلينتون في طريقها الى خسارة المعركة فيها، بعدما تمكن ساندرز من التعادل بل والتقدم عليها في استطلاعات الرأي هناك، وتقدمه عليها في نيو هامبشر الولاية الثانية التي ستجرى فيها الانتخابات.ومع إظهار أول الاستطلاعات تفوقه عليها في المناظرة، رغم احتفاظها بالتقدم عليه وطنيا، فاجأ ساندرز المراقبين عبر تنظيم اولى حملاته الانتخابية بعد المناظرة في ولاية جنوبية بدلا من التوجه الى أيوا ونيوهامبشر. ونقلت أوساطه أنه بات متأكدا من فوزه في تلك الولايتين، الامر الذي يسعى الى استغلاله لجسر الهوة التي بدأ في تقليصها مع كلينتون التي تحظى بشعبية واضحة في ولايات الجنوب، حيث غالبية الناخبين من السود، والتي من دونها ومن دون النجاح في استقطاب الاقلية اللاتينية، لا يمكنه الفوز في السباق الرئاسي.في المقابل، بدا أن دونالد ترامب فقد أعصابه أو على الاقل بدأ يستشعر خطورة خسارته ولاية أيوا أمام منافسه تيد كروز، ومن التداعيات السلبية على بقية الولايات جراء الضرر الذي قد يصيب صورته كمرشح لا يمكن هزمه، مكثفا من الاستعانة غير الموفقة بمقاطع من "الانجيل" لكسب ثقة الانجيليين في تلك الولاية و"المؤمنين" عموما.تيد كروز الذي تحول الى حصان رابح لدى المؤسسة الحزبية، كثف من استخدام الخطاب الايديولوجي واستحضار "قيم" المحافظين، مستعينا بمواقف الرئيس الراحل رونالد ريغان، ليكشف عبر أشرطة فيديو نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي أن ترامب دخيل على الحزب الجمهوري، وان تاريخه السياسي والشخصي ليس أكثر من داعية ديمقراطي.هيلاري: بوتين «مشاكس» وعلاقتي به «شيقة»وصفت هيلاري كلينتون المرشحة الأبرز للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي، علاقتها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بـ"الشيقة".وقالت وزيرة الخارجية السابقة، في تصريح خلال جولة انتخابية "علاقتي به شيقة ومبنية أولا على الاحترام، ولكن التعامل معه في بعض المسائل صعب جدا، وأعرف أنه ممن يجب على المرء أن يأخذ حذره ويفتح عينيه معهم، ومثل الكثير من المشاكسين، يحصل على كل ما يقدر عليه إن لم تفعل".
دوليات
ساندرز وكروز يفقدان كلينتون وترامب توازنهما
20-01-2016