«بلادي الدولارية» للمغتربين... الفائدة عالية والمخاوف أكبر

نشر في 02-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 02-03-2016 | 00:01
No Image Caption
طرحت وزارة الهجرة والمصريين بالخارج، أمس، شهادات استثمار بالدولار الأميركي، للمصريين في الخارج، بفائدة قيمتها بين 3.5 و5.5 في المئة، لتعزيز الأرصدة الدولارية للبنوك الحكومية، في ظل أزمة شح الدولار في الأسواق المصرية وارتفاع قيمته في السوق الموازي، ليصل إلى أكثر من تسعة جنيهات ونصف الجنيه أمس.

وستطرح البنوك الحكومية الثلاثة (الأهلي المصري والقاهرة ومصر)، شهادة تحمل اسم "بلادي" لا تسترد قيمتها قبل مرور عام وبفائدة 3.5 في المئة، وهناك شهادات بأجل 3 سنوات يمكن استردادها بعد 6 أشهر بفائدة 4.5 في المئة، وشهادات لمدة 5 سنوات لا تسترد قبل عام بفائدة 5.5 في المئة، والحد الأدنى لقيمة الشهادة 100 دولار.

من جانبه، قال الخبير المصرفي محسن خضير، إن هذه الشهادات هي وعاء ادخاري يطرح للمصريين بالخارج، كإحدى وسائل تعبئة المدخرات لتكوين حصيلة ضخمة للدولة، تساعد في تحريك عجلة الاقتصاد.

وأضاف خضير لـ"الجريدة" أن "رفع معدل الفائدة حتى 5.5 في المئة يأتي لإشباع رغبات المدخرين ولدفع الاستثمار والاستيراد الذي تعطل بعد أزمة الدولار مؤخرا، بعد أن وصل سعر الصرف في السوق السوداء إلى نحو 9 جنيهات مصرية وعشرين قرشا".

إلى ذلك، أوضح رئيس قسم الاقتصاد في جامعة الأزهر صلاح الدين فهمي لـ"الجريدة" أن الدولة تجمع الدولار من خلال هذه السندات الدولارية، وهذا يحدث في أغلب دول العالم عند تعثر اقتصادها الداخلي، لافتاً إلى أن هذه الشهادات لن تعمل على تخفيض قيمة الدولار، ولكن قد تثبت سعر صرفه، وتخفف الضغط والطلب عليه، وأضاف فهمي أن "عائد الشهادات سيكون بالدولار أيضاً وسيدفع المصريين بالخارج لشرائها لأن أسعارها في متناول أيديهم".

وتأتي الشهادات الدولارية في ظل حملات مصرية تقودها الدولة لجمع أموال وتبرعات مصرية لإنعاش الاقتصاد المتعثر منذ 25 يناير 2011، وكان آخرها حملة "اتبرع ولو بجنيه"، التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي الأسبوع الماضي.

بدوره، حذر مسؤول اللجنة الاقتصادية في حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، إلهامي الميرغني، من أن الفائدة المعلنة على شهادة "بلادي" الدولارية مبالغ فيها جداً، وغير مسبوقة على مستوى العالم، مضيفا أنها "تمثل عبئاً جديداً على الموازنة العامة واحتياطي العملة الصعبة، وأخشى من عدم وجود وعاء توظيف دولاري يمكن من خلاله تحقيق عوائد تغطي نسبة الـ5.5 في المئة، فمن أين سيتم توفير إجمالي تلك الفوائد الدولارية؟".

يذكر أن مصر تعاني من شُح الدولار بعد تعطل السياحة، إثر إسقاط الطائرة الروسية نهاية أكتوبر من العام الماضي، حيث سحبت عدة دول أجنبية رعاياها من مدينة شرم الشيخ الساحلية جنوب سيناء.

back to top