ضمن العروض المتنافسة على جائزة القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي، قدمت فرقة المسرح الكويتي مسرحية «صدى الصمت».

Ad

عرضت فرقة المسرح الكويتي "صدى الصمت" أمس الأول على خشبة مسرح الدسمة، وهي من تأليف الكاتب العراقي الراحل قاسم مطرود (وهو آخر نص كتبه قبل رحيله عام 2012)، وإخراج فيصل العميري.

وتناول العرض قضية إنسانية في زمان ومكان غير محددين، عن عبثية الحروب وما ينتج عنها من ضحايا، من خلال رجل وامرأة، إذ إن كلا منهما فقد ابنه قتلا، فتنشحن العلاقات بينهما بالتوتر والتنافر، ليعودا حميمين في حواراتهما بعد أن تأكدا أنهما ضحيتا حروب لا معنى لها.

وبدأ العرض بتعريف المشاهد بملامحه، من خلال رجل يتحدث بلغة رتيبة، يجر حقيبة، لنكتشف أنه من يقف وراء تحريك كل حدث وإيقافه وتغيير مجراه وفق رؤيته، باعتباره "الدراماتورج" في العمل المسرحي، حيث يتدخل في حيثيات العرض، لنرى عرضاً بتقنية مسرحية داخل مسرحية، وسينوغرافيا محكمة الصنع ورائعة.

ويجسد الممثلان شخصيتي "رجل" و"امرأة"، يعيشان سنوات طويلة في شقة واحدة، إلا أنهما ظلا لا يفهمان دواخل بعضهما، وكأن كلاً منهما على طرفي وتر مشدود، داخل أحداث المسرحية التي يديرها "الدراماتورج"، من خلال لوحات مشهدية متتالية يرسمها لهما، لنكتشف أن السياق يشدنا إلى بوح أم فقدت ابنها الشاب في هذا الطرف، الرجل يعاني مثلها في الطرف الآخر، وبينهما مسافة من غياب الحوار، لأنهما لا يجيدان اللغة نفسها.

إلا أن كلا منهما ظل بحاجة إلى الآخر حتى انتهاء العرض، بعد أن بدأت تظهر بينهما لغة مشتركة من اللغتين ولكنها مشوبه بالعواطف والإنسانية.

كما استثمر "الدراماتورج" سلطته المتخيلة على المسرح، ليهيمن كذلك على حضورها، فهو تارة من يصدر أصوات العصافير وطيور الغابة والقردة، وحتى خرير جداولها، حتى الإضاءة كان يهيمن عليها من خلال تواصله مع شخص قابع في موقع مهندس الإضاءة، ليكسر العمل الحدود الفاصلة بين خشبة المسرح وخارجها، وهو ما وصل ذروته بتوجهه للجمهور منوهاً بالقول "هنا إشارة من المؤلف بين قوسين تقول إن الجمهور يضحك".

قدّم ثلاثي التمثيل سماح وعبدالله التركماني وفيصل العميري أداء تمثيلياً لافتاً، أطلق العنان لإبداعاتهم وطاقتهم بحرفية عالية الجودة، في كوميديا مسرحية راقية جداً.

يذكر أن "صدى الصمت من تأليف قاسم مطرود، وإخراج: فيصل العميري، وتمثيل: سماح، عبدالله التركماني، فيصل العميري، وسينوغرافيا: م. فيصل العبيد.