هجوم إعلامي يُخرج الأزهر عن صمته
«تجاوزات الفضائيات والمجلات طالت الثوابت وطعنت التراث»
خرج الأزهر الشريف عن صمته، أمس الأول، منتقداً ما أسماه «ظاهرة التجاوزات غير المسبوقة في حقه»، وتعرض الجامع الأزهر الشريف لانتقادات واسعة خلال الفترة الماضية، على خلفية قضية تجديد الخطاب الديني، وصلت إلى حد تدشين أحد المفكرين المصريين حملة جمع توقيعات لإدراجه «إرهابياً»، في سابقة هي الأولى من نوعها.وقال الأزهر في بيان رسمي له: «التجاوزات طالت التجريح في ثوابت الإسلام، والطعن في التراث الفكري الذي جعل من أمتنا الأولى على ظهر الأرض أكثر من عشرة قرون»، ولفت الأزهر إلى أن حملة التشويه ضده تشارك فيها فضائيات، ومجلات ثقافية، وصفت كتب التراث بـ«النفايات البشرية التي مثلت لعنة حلَّت على الأمة»، ومفكرون سماهم البيان بـ«المتمركسين» و«العلمانيين» الذين يتهمون الأزهر ومناهجه وعلماءه بالإرهاب.
ويواجه الأزهر أزمة تتعلق بمطالب واسعة بضرورة تطوير مناهجه وتنقية كتب التراث؛ لما تحتويه من مسائل فقهية عفا عليها الزمن، بحسب منتقديه، في وقت طالب الرئيس عبدالفتاح السيسي الأزهر بإجراء ثورة لتجديد الخطاب الديني في مطلع 2015، لكن الملف لا يزال يراوح مكانه منذاك، في وقت تتمدد تنظيمات إرهابية في عدة دول عربية تطرح تفسيرا متشدداً للإسلام، تجتذب به العديد من الشباب للانخراط في تنظيمات مسلحة.من جهته، قال وكيل الأزهر عباس شومان، إنه ليس من الصالح العام الهجوم على المشيخة، وأن من يتصور أن بإمكانه أن ينال من الأزهر فهو واهم ولا يعرف الحقيقة، وتابع في تصريحات إعلامية، «علماؤنا ليسوا معصومين من الخطأ، والأزهر الشريف يرحب بأي عالم ينتقده من أجل التحسين والتطوير ويرحب بالنقد، شريطة أن يكون الناقد عالماً له علمه»، مؤكداً ضرورة أن يعمل الأزهر والإعلام سوياً لمكافحة الإرهاب والأفكار المتطرفة.