قد تكون غوغل أكبر شركة إنترنت في العالم، لكن راجان أناندان، وهو رئيس عملياتها في الهند، يقول إنه يركز على ما يقوم به المستخدمون أون-لاين.
وقاد فريقه اندفاع غوغل نحو تطبيقات تستطيع تحميل معلومات لاستخدامات لاحقة من دون اتصالات جوال نشطة. التطبيق الأول يساعد الناس على استعراض وسائل النقل العام في نيودلهي، والثاني يسمح للمستخدم بتخزين مقاطع فيديو يوتيوب، من أجل إعادة اللعب، ويقدم التطبيق الثالث نسخة من خرائط غوغل. ولهذه الجهود كلها الهدف نفسه: جعل منتجات غوغل سهلة الاستخدام، حتى مع روابط الإنترنت الضعيفة.ويوجد في الهند ما بين 375 و400 مليون شخص أون-لاين، وهي ثاني أكبر شريحة إنترنت في العالم بعد الصين. ويعتمد العديد من هؤلاء على اتصالات الجوال.ويتمتع الهنود الذين يستخدمون الهواتف الذكية للعمل اون-لاين بقدرة الوصول إلى شبكة لاسلكية في نحو 56 في المئة فقط من الوقت، وفق تقديرات شركة تقنية الجوال السويدية إريكسون.وتصل السرعة المتوسطة للربط إلى 2.5 ميغابيت في الثانية، وفق أكامي تكنولوجيز (Akamai Technologies)، وهي شركة تصنع تقنية تهدف إلى تسريع إيصال محتويات الويب. (متوسط السرعة في الولايات المتحدة، وهو ليس الأفضل في هذه الفئة هو 12.7 ام بي بي اس، وفي كوريا الجنوبية 20.5).ويقول أناندان "في بعض الأوقات تحصل على 2 جي، وفي أوقات أخرى على 3، وفي بعض الأحيان لا تحصل على شيء. المهم هو صنع منتجات تعمل على شبكات مختلطة".تطبيقات فيسبوك المجانيةفي فبراير الماضي أصدرت هيئة تنظيم التيليكوم الهندية أنظمة تحظر بشكل فعلي تطبيقات فيسبوك المجانية، وهي منتج متوافر في العشرات من الدول، ويقدم قدرة وصول مجانية إلى نسخة مجردة من فيسبوك وحفنة من المواقع التي تقدم الأخبار وأحوال الطقس ومراكز الرعاية الصحية القريبة، إضافة إلى معلومات اخرى.وترى الحكومة ودعاة الإنترنت المفتوح، أن جعل فيسبوك مرادفاً لعالم أون-لاين بالنسبة للعديد من المستخدمين سوف يلحق الضرر بالمتنافسين، ولا يوجد نقص في مطوري البرامج في ذلك البلد.تطور حركة المعلوماتووفق تقديرات "سيسكو سيستمز" سوف ترتفع الحركة الشهرية لمعلومات الجوال في الهند ما بين سنة 2014 و2019 بنحو 13 ضعفا، لتصل إلى 1.1 مليار غيغابايت، وسوف تشكل مقاطع الفيديو بحلول عام 2019 ثلاثة أرباع إجمالي استخدامات الإنترنت مرتفعة عن معدل يقارب النصف اليوم، وأطلقت نتفيكس خدمتها في الهند في يناير الماضي.ومن بين الشركات التي تقترح حلولاً تدريجية، توجد غوغل ومايكروسوفت وهواوي تكنولوجيز صانعة المعدات اللاسلكية في الصين.وتقوم شركة غوغل بتركيب واي فاي مجاني في 100 محطة قطارات في شتى أنحاء الهند في هذه السنة وتبدأ في مومباي، كما أن مايكروسوفت تختبر معرفة ما إذا كانت الشرائح غير المستخدمة من طيف التلفاز تقديم خدمة واي – فاي.وتعمل هواوي مع مشغلي جوال لتحسين فاعلية شبكاتها الحالية، وتقول إنها تمكنت من زيادة السرعة للزبائن، بما يصل إلى 30 في المئة، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى استبدال معدات قديمة.وبالنسبة للشركات التي تعرض مقاطع فيديو فقد لا يكون ذلك كافياً. وعلى الرغم من ذلك عثر بعض مزودي الخدمة على طرق للتغلب على المشكلة. وتقدم فيوكليب (Vuclip)، وهي فرع وادي السيلكون من شركة اتصالات هونغ كونغ غبي سي سي دبليو أشرطة فيديو إلى تسعة ملايين عميل في الأسواق الناشئة أي أكثر من نصف العدد الموجود في الهند، حيث تعمل الشبكات بنظام 3 جي، لكنها في الحقيقة "تختلف في المكان"، وفق الرئيس التنفيذي نيخيل جاكاتدار، لأن الشبكات غير الموثوقة يمكن أن تؤدي إلى تأخير طويل.وتستخدم شركات أخرى استراتيجيات تعديل آلية لمنع التداخل والانقطاع. وأطلقت ستار انديا، وهي جزء من 21 سنتشري فوكس لروبرت ميردوخ خدمة فيديو تدعى هوتستار في السنة الماضية، كما طرحت سوني ووارنر براذرز واتصالات سنغافورة في يونيو الماضي خدمة فيديو أخرى تدعى اتش او او كيو مع طريقة اون لاين ومؤشر موجة يخبر المستخدم عن مدى جودة الاتصالات.تحميل خارج أوقات الذروةوفي نوفمبر الماضي، قدمت الذراع الهندية لشركة الجوال النرويجية تيلينور (Telenor) خدمة تجعل من السهل على المستخدمين تحميل المحتويات خارج أوقات الذروة ومشاهدتها في وقت لاحق من دون وصلات نت.وبغية تقليص فترات التأخير تتحول شركات إلى مشغلي مراكز المعلومات مثل جي بي اكس غلوبال سيستمز (GPX Global Systems)، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، والتي سوف توسع مركزها في مومباي، بغية مساعدة العملاء، بما في ذلك أمازون ويب سيرفيسز على الاتصال مع المستهلكين الهنود محلياً، بدلاً من المخدم في مواقع مثل سنغافورة.ويقول مانوج بول، وهو رئيس جيب ي اكس في الهند: "تحسنت هذه الوتيرة لأن العملاء يطلبون الآن خبرة أفضل وغدت الخدمة أكبر وأرخص".والسؤال المطروح هو ما إذا كانت حكومة الهند سوف تسمح بتدفق الحركة. وتفادت كلاود فلير (CloudFlare)، وهي مشغلة مركز معلومات تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها تفادت الهند لسنوات، بسبب قلقها من سياسة الحكومة الهندية إزاء الشركات الأجنبية.ويقول الرئيس التنفيذي ماثيو برنس: "سمعنا روايات مرعبة، وشهدنا لفترة طويلة كمية ضخمة من طلب العملاء، لكننا خشينا قليلاً من الأخطار التنظيمية".تنحية عوامل القلقوشجع رئيس الوزراء الهندي المناصر للعمل التجاري ناريندرا مودي الذي تسلم الحكم في منتصف سنة 2014 كلاود فلير على تنحية عوامل القلق جانباً. وخلال الشهور السبعة الماضية فتحت الشركة ثلاثة مراكز معلومات في الهند، ويقول برنس إن رفض الهند لفري بيسكز أفضى إلى شكوك جديدة لدى الشركات الأجنبية "ويحاول الكثير من الناس معرفة ما سينجم لاحقاً في ضوء ما حدث لفيسبوك".ولا توفر الحكومة حتى الآن الكثير من التطمينات. وعلى الرغم من أنها سمحت لغوغل ومايكروسوفت بالمضي قدماً في بعض المحاولات، فإن المتحدث باسم وزارة الاتصالات إن كول يقول إن الجهة التنظيمية ليست مستعدة للقول ما إذا كانت سوف توافق على خطط توسع الوصول إلى الإنترنت في الأرياف.
اقتصاد
توسع حذر لـ«غوغل» و«مايكروسوفت» في الهند بعد حظرها «فيسبوك»
26-03-2016