«فريا» نجح في الديكور التجريدي وأخفق في الإيقاع

نشر في 21-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 21-04-2016 | 00:01
No Image Caption
أداء أليسون وعدم تماسك النص زادا «الطين بلّة»
لم يحسن المخرج عبدالعزيز الحداد إيجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، فثمة تداخل بين الموسيقى التصويرية والعزف الحي، ما أحدث تشويشاً لدى المتابع.

ضمن فعاليات مهرجان الكويت الدولي للمونودراما بدورته الثالثة، قدم المخرج عبدالعزيز الحداد عرضاً باللغة الإنكليزية تحت عنوان "فريا" من تأليف هدى الشوا وتمثيل البريطانية أليسون شان برايس.

يتناول العرض الرحالة المستشرقة فريا ستارك (ولدت في باريس ونشأت في إيطاليا)، التي زارت الكويت عامي 1932 و1937، أي في مرحلة ما قبل النفط، ونشرت انطباعاتها عن تلك الزيارتين في مقالة نشرتها المجلة الجغرافية، إضافة إلى مجموعة من الرسائل عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية، التي حملت توثيقاً مهماً مدعماً بالصور.

أقدمت الكاتبة هدى الشوا على خوض غمار تجربة جديدة من خلال كتابة نص لدراما الممثل الواحد "مونودراما"، وهذا الحقل صعب للغاية، وكان نصها غير متماسك، بل غير محبوك، وغلب عليه السرد، الذي يصرف ذهن المتلقي عن المتابعة، فأين بناء الفعل الدرامي من تسارع أو تصاعد درامي نحو الذروة، فللنص المسرحي إيقاعه أيضاً.  

ومن يتصدى لكتابة نص المونودراما، عليه مراعاة استخدام قواعده، في أن يكون الحوار مضغوطاً، كذلك الحال بالنسبة إلى الأحداث، والحدث فيه مركز ومحدد الهدف، ويحتوي على تكثيف الأحداث بعيداً عن الحشو، والاقتصاد في الشخصيات، ومطواعاً للأداء التمثيلي لتقديمه كعرض مسرحي، وأن يحقق الحميمية بين الجمهور وموضوع العمل، وأن يحظى بقبول المتلقي وذائقته.

ويجب أيضاً أن يكون الحوار بعيداً عن السرد والخطابة، فلغته لها خصوصية الموسيقى الداخلية والتناغم بين الشخصيات وحواراتها، لتحقيق المتعة على الصعيدين الفكري والفني.

كما أن موضوع النص المسرحي، يجب أن يكون من النوع الذهني، أو يمس واقعاً إنسانياً عاماً، وأن فكرته الرئيسة مبتكرة وجذابة بعيدة عن التقليدية.

الأداء

أما الأداء التمثيلي لأليسون شان برايس، فقد جاء رتيباً "مونو تون"، إلى جانب الإيقاع الهابط، مما بعث الملل، وهذا يخالف الاشتراطات الواجب توافرها في ممثل/ممثلة المونودراما، الذي يعد من أهم عناصر العرض، ويعتبر حاملاً للواء العرض، حيث يتطلب هذا النوع من المسرح مهارات عالية جداً في التمثيل، وقدرة تحكم بجسده، وحسن الإلقاء، ومخارج حروفه سليمة، ولياقة ورشاقة في الحركة، والتحكم والتلوين في صوته في الانتقال من حالة نفسية إلى أخرى ومن شخصية إلى أخرى.  

الإخراج

لم يحسن المخرج عبدالعزيز الحداد إيجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، فثمة تداخل بين الموسيقى التصويرية والعزف الحي، ما أحدث تشويشاً لدى المتابع، أما لقطات الفيديو عبر الشاشة عن كويت الأمس في بداية العرض لم تكن واضحة، فما العبرة منها؟ وجودها من عدمه سيان!  

ولا ندري لماذا وضع البيانو على الجهة اليمنى أمام مقاعد الجمهور، لقد حجب الرؤية عن المنطقة اليمنى لخشبة المسرح، وأعاق متابعة ما يجري هناك أثناء انتقال الممثلة إليها، وهذا خلل كبير.

لعل أبرز وأجمل ما في العمل هو ديكوره التجريدي، الذي أحسن استخدامه وتوظيفه، إذ تحوّل من طائرة إلى سفينة ثم سيارة.

back to top