«حماس» تغازل القاهرة بـاللافتات

بعد يومين من إزالة شعار جماعة «الإخوان المسلمين» من وسط مدينة غزة، نصّب ناشطون من حركة «حماس» الإسلامية، حول مقاطعة السرايا، مركز التنقل الأكثر ازدحاما في قطاع غزة، لافتة كبيرة تؤكد أن «المقاومة لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد».

وتأتي هذه اللافتة الضخمة بعد لقاءات ناجحة وايجابية أجراها وفد «حماس» مع المخابرات المصرية أخيراً في القاهرة، بحسب عضو المكتب السياسي لـ»حماس» زياد الظاظا.

ودرجت «حماس» خلال العقد الأخير، بخاصة بعد سيطرتها على الجيب الساحلي في صيف 2007، على نصب اللافتات التي تعكس آراءها، وتمجد أصدقاءها على مفارق الطرق والشوارع الرئيسية.

إذاً ليس غريباً أن يشاهد الفلسطينيون وسط مركز التنقل في مدينة غزة الذي يكتظ بالمارة والمركبات، لافتة كتب عليها «المقاومة لا توجه سلاحها إلى الخارج، والبوصلة نحو تحرير فلسطين»، وأن يزال شعار «الإخوان المسلمون» عنها، لكن ما يربك السكان أن اللافتة ذاتها شهدت قبل سنوات صورة كبيرة للرئيس المصري المخلوع محمد مرسي.

وتشكل هذه اللافتات إشارات على فتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية بين حماس والقاهرة، عقب اتهامها أخيرا بالتورط في عملية اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات.  

وتقول مصادر مطلعة على المفاوضات بين القاهرة و»حماس»، إن الميناء العائم بين قطاع غزة وميناء لارناكا القبرصي، الذي تحاول تركيا تضمينه الاتفاق مع إسرائيل لتطبيع العلاقات بينهما، كان محور المحادثات التي أجراها وفد «حماس» مع المسؤولين الأمنيين في مصر.