مغازل الخير في الكويت لم تتوقف عن الدوران منذ نشأتها الأولى، فأهلها مجبولون على العطاء والتراحم والفزعة كلما حلت بهم النائبات.

Ad

 وحين أفاء الله على الكويت بالنعم الوفيرة بعد تفجر النفط في أرضها، وبعد أن قاسى أهلها شظف العيش وضيق الحال قبل عصر الوفرة، فإنهم استلهموا في صلاتهم بالغير خارج الحدود، حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"، فقرن أهل الكويت أعمالهم بعطاءاتهم التي انتشرت عبر العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه لسد رمق المحتاجين، ووقاية عوز الملهوفين، ونجدة المنكوبين، ولم يقرنوا بأعمالهم الإنسانية والخيرية منة ولا أذى.

كوكبة من رجال الكويت الأوائل تداولوا أعمال الخير ونجدة الإنسان، وأعمال البر والتطوع عبر التاريخ، ولا تتسع الصفحات لذكرهم جميعاً، وأسسوا الهيئات واللجان والجمعيات، وعلى رأسها جمعية الهلال الأحمر الكويتي عام 1966 ليرأسها المرحوم العم عبدالعزيز الصقر، ويليه المرحوم برجس حمود البرجس، ثم يتبوأ رئاستها حالياً د. هلال الساير، وعاونهم - ولايزالون - ثلة من الرجال والنساء الأخيار الذين نذروا أنفسهم لخدمة الإنسانية في كل مكان من دون تمييز في لون أو دين أو مذهب أو طائفة.

 د. هلال الساير يجمع بين رحمة مهنة الطب وإنسانيتها، وشغفه بالعمل التطوعي والإنساني الذي سخر له علمه الغزير، وأفنى من أجله جهده الوفير طوال حياته المليئة بالعطاء الذي لم تحده الحدود.

 د. هلال مساعد الساير، الجراح الماهر ذائع الصيت، وزير الصحة السابق، ذو عطاء متدفق لا ينضب نحو الأعمال التطوعية والإنسانية، وهو قبل رئاسته جمعية الهلال الأحمر الكويتي، رئيس لمركز دسمان لعلاج مرض السكري، الذي يعد حافلة تحمل الغالبية العظمى من الكويتيين، وهو مع حرمه الفاضلة (مارجريت) صاحبا مشروع الترفيه عن الأطفال نزلاء المستشفيات (catch)، وهو من المشاريع المتفردة كويتياً وعالمياً، كما أنهما مؤسسا واحد من أكثر المشاريع ذات الوقع والأثر الإنساني المتفرد، وهو "بيت عبدالله" الذي كان مشروعاً وحلماً أوحت إليهما به أم لطفل اسمه (عبدالله المضف)، كان رحمه الله مصاباً بمرض سرطاني خبيث التهم طفولته المشرقة قبل الخامسة من عمره، ثم تحول الحلم عام ٢٠١٢ إلى أرض الواقع، ليكون أيقونة الأعمال الإنسانية التي تفخر بها الكويت وبيرقاً خفاقاً من بيارقها الإنسانية المشرفة.

"بيت عبدالله" هو مأوى عالي الكفاءة والجمال للعلاج التلطيفي للأطفال المصابين بالأمراض المستعصية والذين لا يتحملون أجواء المستشفيات في أيامهم الأخيرة، كما أنه مستراح لنفوس وقلوب أهالي أولئك الأطفال المكلومين على حال فلذات أكبادهم الذين اختارتهم الأقدار ضحايا لقسوة الأمراض التي لا شفاء منها، ولا راد لقضاء الله.

د. هلال الساير وأمثاله هم من القدوات الذين يهبون الحياة قيمتها ومعناها حين يفنونها جهداً وعطاء، من أجل منكوب هنا ومكلوم هناك، وطفل وإنسان ضعيف، جميعهم في أمسّ الحاجة إلى الرعاية والاهتمام.

فهنيئاً لذلك الإنسان الفذ الساكن داخل عقل وجسد وعاطفة د. هلال الساير (أبو خالد)، الذي هو هلال يرأس هلالاً، وهو الاسم المناسب للرجل المناسب في المكان المناسب، بمسؤولية رئاسة جمعية الهلال الأحمر الكويتي.

 تحية كبيرة وأمنيات صادقة له ولرفاقه الأفذاذ من حملة مشاعل العمل الإنساني والتطوعي في الكويت.