الملك سلمان يبحث في الأزهر نشر «الوسطية» ومواجهة التطرف

نشر في 10-04-2016 | 00:01
آخر تحديث 10-04-2016 | 00:01
No Image Caption
وضع حجر الأساس لمدينة إسكان الطلبة الوافدين والتقى الطيب وبابا الأقباط... ويزور اليوم البرلمان وجامعة القاهرة
يُلقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم، كلمة تاريخية، هي الأولى لملك سعودي أمام البرلمان المصري، كما تفقد، أمس، أعمال الترميم التي تُجرى حالياً في الجامع الأزهر، في حين أعلنت الخارجية المصرية تسلمها رسمياً قرار استدعاء إيطاليا سفيرها في القاهرة، مما يعزز المخاوف المصرية، من تصعيد دبلوماسي.  

يواصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، زيارته الاستثنائية إلى مصر، ونشاطه الميداني وفق برنامجها الخاص، ومن المقرر أن يقوم بزيارة تاريخية، إلى البرلمان المصري، اليوم، والمُرجح أن يُلقي أمامه كلمة، كما يشمل البرنامج زيارة العاهل السعودي إلى جامعة القاهرة، التي وضعت اللمسات النهائية لمراسم منح خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه الفخرية.

الأمانة العامة لمجلس النواب، حدّدت التعليمات الواجب توافرها في النواب، أثناء الزيارة التاريخية للملك سلمان، وطالبت النواب بضرورة الحضور قبل موعد إلقاء الملك سلمان كلمته بنحو ساعتين ونصف الساعة، وترك الهواتف النقالة خارج المجلس، ومنع دخول السيارات مقر المجلس.

إلى ذلك، وفي أول زيارة لملك سعودي للجامع الأزهر – المرجعية السنية الأولى في العالم - زار الملك سلمان، الجامع الأزهر، أمس، وتفقد أعمال الترميم التي تُجرى فيه تحت رعاية سعودية، وتشمل تقوية الأساسات وحقن التربة وترميم وتجديد المأذنة، إلى جانب أعمال ترميمات دقيقة للعناصر المعمارية والزخرفية بالمبنى الرئيسي للجامع وملحقاته والمأذنة الخاصة به، حيث وضع حجر الأساس لمدينة إسكان الطلبة الوافدين للدراسة بالأزهر.

واستقبل شيخ الأزهر أحمد الطيب وعدد من علماء الأزهر الملك سلمان،  وقال بيان أصدره الأزهر، إنها المرة الأولى، التي يزور فيها عاهل سعودي الأزهر.

وترى السعودية أن الأزهر يتبنى تفسيراً وسطياً للإسلام يرفض التشدد، الذي تعبر عنه تنظيمات أبرزها "القاعدة" و"داعش".

وقال بيان الأزهر، إن اجتماع العاهل السعودي وشيخ الأزهر، أمس، عقد "في إطار تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف و‫المملكة العربية السعودية في نشر الفكر الوسطي ومواجهة التطرف والإرهاب".

وبعد زيارة الجامع الأزهر، أرسى العاهل السعودي بحضور الطيب حجر الأساس لمدينة تمولها المملكة للطلبة الوافدين من الدول الأجنبية للدراسة في جامعة الأزهر.

مقر إقامة الملك سلمان في القاهرة، شهد نشاطاً مكثفاً أمس الأول، حيث التقى العاهل السعودي شيخ الجامع الأزهر، د. أحمد الطيب، وقال بيان للجامع الأزهر، إن "شيخ الأزهر أعرب خلال اللقاء عن ترحيبه وترحيب الأزهر بزيارة الملك سلمان".

كما استقبل العاهل السعودي، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني.

وقال المركز الإعلامي القبطي الأرثوذكسي، في بيان له: "اللقاء هو الأول الذي يلتقي فيه العاهل السعودي، بابا الكنيسة القبطية".

الملك سلمان استقبل كذلك، رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل، وجرى خلال اللقاء استعراض مجالات التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها، ورحب رئيس الوزراء بهذه الزيارة التاريخية، وأكد عمق العلاقات والروابط، التي تجمع بين القيادتين والشعبين المصري والسعودي.

القوة العربية

على الصعيد ذاته، قال مصدر رفيع إن مصر والسعودية اتفقتا على إنشاء مركز أمني عربي لمكافحة الإرهاب، يكون مقره مصر، على أن تُعقد الاجتماعات الخاصة به بحضور ممثلين عن الأجهزة السيادية للبلدين، وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه  إن "القوة العربية المُشتركة" سوف تدخل حيز التنفيذ يوليو المقبل، وأن الملك سلمان رحب بضرورة تأسيس قوات عربية مشتركة، كونها تختلف عن التحالف الإسلامي، وشدد المصدر على أن قيادتي البلدين اتفقتا على إنشاء مركز قيادة لتلك القوات.

في الأثناء، وفيما له صلة بعرض الملك سلمان الوساطة على الرئيس عبدالفتاح السيسي لإنهاء الخلاف بين مصر وتركيا، قال المصدر، إن الملك سلمان عرض عقد قمة تضم مصر وتركيا وقطر بوساطة سعودية، لإتمام المصالحة بينهم، كما عرض الملك على الرئيس السيسي حضور القمة الإسلامية، المقرر لها أواخر أبريل الجاري في إسطنبول.

ريجيني

على صعيد آخر، وفيما له صلة بتطورات مقتل باحث الدكتوراه الإيطالي، جوليو ريجيني، بعد قرار روما استدعاء السفير الإيطالي في القاهرة للتشاور، أفاد الناطق باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، أن الوزارة تلقت، أمس، مُذكرة رسمية من سفارة إيطاليا بالقاهرة، تشير إلى أنه تم استدعاء السفير ماوريتيزو ماساري، سفير إيطاليا لدى القاهرة إلى روما لإجراء بعض المشاورات مع الحكومة الإيطالية.

وبحسب مراقبين، فإن خطوة سحب إيطاليا لسفيرها، هي أولى الخطوات التصعيدية، التي تنوي روما اتخاذها ضد مصر، وقد تصل الإجراءات إلى تجميد العلاقات بين البلدين، وبحث المسألة في المحافل الدولية بينها مجلس الأمن.

وبعد ساعات من عودة الوفد الأمني المصري إلى القاهرة، قادماً من روما، مصدر رفيع المستوى قال لـ"الجريدة"، إن اجتماعات الجانب المصري والإيطالي لم تأتِ بجديد، وأن الجانب الإيطالي اعترض على التقرير المصري، ووصفه بـ"غير الجدي"، كما رفض الجانب الإيطالي ما تضمنته بعض التقارير المصرية، التي اعتبرت ريجيني يقوم بجمع ونقل معلومات عن مصر، وأن الجانب المصري رفض وصم الأجهزة الأمنية بالتقصير، وعدم توفير الحماية الكافية للرعايا الأجانب وتحديداً الإيطاليين.

back to top