أثار انخفاض نسبي لمنسوب مياه نهر النيل قلقا كبيرا في الأوساط الشعبية المصرية، وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا توضح ظهور جزر يابسة في مجرى النيل وسط القاهرة، نتيجة انحسار المياه، وسط تعليقات عكست مخاوف البعض من أن يكون مشروع سد النهضة الإثيوبي وراء الظاهرة التي تنبئ عن شح مائي في المستقبل.

Ad

بداية يقول أستاذ المحاصيل في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، محمد خطاب إن "هناك شكوى عامة من المزارعين بسب انخفاض مستوى المياه عموماً"، إلا أنه أكد لـ"الجريدة" أن "المقننات المائية المخصصة للزراعة في هذا التوقيت من نهاية العام كافية"، لافتا إلى أن "فصل الصيف يعد موسم أقصى الاحتياجات، ويتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، بدءا من نهاية شهر أبريل وحتى أغسطس".

رسمياً، أوضح المتحدث باسم وزارة الري والموارد المائية، خالد وصيف، أن "انخفاض منسوب مياه النيل ليست له أي علاقة بسد النهضة"، وقال لـ"الجريدة" إن "منسوب المياه يرتفع أو ينخفض وفقا للاحتياجات"، مشيراً إلى أن "البلاد تشهد الآن موسم حصاد خلال شهري فبراير ومارس، الأمر الذي يترتب عليه انخفاض في تدفق المياه من بحيرة ناصر، لافتاً إلى أن الوزارة لم تتلق أي شكاوى بخصوص نقص المياه".

وفي ظل التخوفات الشعبية من تأثر مياه الشرب، أكد وزير الري الأسبق، محمود أبوزيد لـ"الجريدة" أن "هناك تنسيقا بين وزارة الري ووزارة الإسكان المسؤولة عن مياه الشرب لتوفير الكميات المطلوبة من المياه"، لافتاً إلى أن "مياه الشرب تتصدر أولويات هيئة السد العالي".

وأضاف: "الفترة الحالية تسمى (أقل الاحتياجات)، وهي توفير الكميات الضرورية للسكان والزراعة وخلافه"، نافياً أي علاقة بين السد الإثيوبي وما تشهده مصر حالياً، حيث "لم تبدأ إثيوبيا بعد مرحلة التخزين وراء السد".

على النقيض، اعتبر أستاذ المياه والتربة في جامعة القاهرة، نادر نورالدين، أن "ما تسوقه وزارة الري من أسباب عن انخفاض مياه نهر النيل هو كذب وبهتان". وقال: "لا يوجد موسم حصاد في الفترة الحالية، بل يبدأ في مايو المقبل، وأن كثيرا من المحاصيل في أمس الحاجة إلى المياه الآن".

وتابع نورالدين: "حال قيام إثيوبيا ببدء تخزين المياه خلف سد النهضة في مايو المقبل، قبيل الفيضان السنوي، ستتفاقم الأزمة وستعيش مصر في مأساة، حيث إن بحيرة ناصر في أقل مستوياتها الآن، داعيا الحكومة إلى مصارحة الشعب بالحقيقة وإطلاق حملة لترشيد استهلاك المياه".