بينما كان لبنان منهمكاً باستقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، برز حدث أمني في عرسال، ليذكر المسؤولين اللبنانيين، وربما الزائر الأممي الرفيع، بأن الحدود مع سورية لا تزال غير مؤمنة بالكامل.

Ad

فقد أدى انفجار عبوة ناسفة وضعت إلى جانب الطريق بدورية للجيش في عرسال إلى وقوع شهيد و3 جرحى، أحدهم في حال خطر، ووقع التفجير في وادي الرعيان بجرود عرسال خلال انتقال آلية من الجيش إلى أحد مراكزها، ورد الجيش بقصف مراكز المسلحين بعنف.

في موازاة ذلك، وصل بان كي مون إلى لبنان، صباح أمس، في إطار زيارة تستغرق يومين، يرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي المدني.

وزار الأمين العام المقر العام لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" في الناقورة، جنوب لبنان، كما اجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء تمام سلام، ووزير الدفاع سمير مقبل، ومع كبار المسؤولين، كذلك سوف يزور التجمعات المضيفة للاجئين السوريين والفلسطينيين.

غياب باسيل

وحطّت طائرة بان كي مون في المطار، وسط تدابير أمنية مشددة نفذتها الأجهزة الأمنية المختصة، وكان لافتاً عدم حضور وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل في مطار بيروت الدولي لاستقبال كي مون، حيث كان في استقباله أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير وفيق رحيمي، ومندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام، والمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، ومديرة المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين السفيرة ميرا ضاهر، وقائد اليونيفيل الجنرال لوتشيانو بورتولانو، وعدد من ضباط القوة الدولية.

وغاب باسيل بسبب مراسم دفن خاله في حدث الجبة المرحوم دانيال حنا صعب، وقد ترك هذا الأمر جدلاً بروتوكولياً، حيث قال بعض الدبلوماسيين، إنه كان مفترضاً أن يبلغ الوزير باسيل رئاسة الحكومة بتعذر استقباله لبان كي مون شخصياً، وكانت الرئاسة كلفت وزيراً آخر للقيام بواجب الاستقبال لشخصية مهمة كالأمين العام للأمم المتحدة.

أما البعض الآخر فرأى أن لا إشكال دبلوماسياً بتكليف باسيل السفير رحيمي تمثيله في استقبال بان، باعتبار أن الأمين العام للخارجية هو رأس الهرمية الدبلوماسية في البلاد، وليس سفيراً عادياً.

أمن المطار

إلى ذلك، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في حديث تلفزيوني، أمس، "أننا سنشهد في الأسابيع القليلة المقبلة على سدّ الثغرات الأمنيّة في مطار بيروت الدولي".

وكان رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط غرد عبر "تويتر" أمس قائلاً: "في لندن يكتشف الوزير (وزير الداخلية نهاد المشنوق) أن هناك ثغرات أمنية في مطار بيروت ويعد بمعالجتها"، وسألَ: "كيف يمكن التصديق ونرى الفوضى والإهمال في كل مكان، وآخر الفصول كان موضوع الإنترنت، الذي يحاول ما يسمى بمصدر أمني رفيع التقليل من أهميته لأنه قد يكون من المستفيدين؟".

وأضاف: "كيف نصدق ومن نصدق من هذا التنوع في المصادر وفي توزع الصلاحيات والتنافس، كما يجري في أمن الدولة، من هو المسؤول الأمني أو العسكري الذي يبالي بأمن المواطن؟ نرى مراكبهم الجرارة مع جيوش المرافقين".

مقابلة جعجع

في سياق منفصل، أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مساء أمس الأول، أن "حزب الله لا يريد انتخابات رئاسية في لبنان في الوقت الراهن، وما علينا فعله هو إيجاد الطرق المناسبة ليفك حزب الله قيود هذا الاستحقاق، فحزب الله لديه مصلحة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية على مستويين استراتيجي وتكتيكي، على المستوى الاستراتيجي حزب الله لا يستطيع التعايش مع دولة فعلية في لبنان، فالمعادلة بسيطة وواضحة، إما دولة قوية وحزب ضعيف، وإما حزب قوي ودولة ضعيفة".