بعد عامين من بدء الحملة التي تشنها قوات الجيش والشرطة على الجماعات المسلحة في شبه جزيرة سيناء، بات من المرجَّح أن تمتد المعركة لفترة مقبلة، نظراً إلى أن تنظيم "ولاية سيناء" - الذي بايع زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي، أواخر عام 2014 ـ غيَّر من استراتيجية المواجهة المباشرة، مع القوات المصرية، إلى المواجهة المُستترة، عبر زرع ناسفاتٍ في طريق سير القوات؛ ما يكبِّدها خسائر كبيرة في صفوف الأفراد والمركبات.

Ad

"ولاية سيناء"، الذي تمكّن من الحفاظ على وجوده في سيناء، رُغم إطلاق الجيش مرحلتين من عملية "حق الشهيد"، التي أطلقها سبتمبر 2015،  تباهى بتغيير استراتيجيته الميدانية، عبر الصفحات التابعة له، على "تويتر"، حيث زعم التنظيم السبت الماضي، أنه فجَّر جرافة للجيش بعبوة ناسفة كبيرة الحجم، وقال: "جنودنا أصبحوا صائدين لجرافات وكاسحات الجيش بالعبوات الناسفة".      

مصادر أمنية، قالت إن "الناسفات المُستخدمة من قبل التنظيم الإرهابي، محلية الصنع، يتم تعبئتها في براميل بلاستيكية، وحاويات حديدية، مثل أسطوانات الغاز الفارغة"، موضحاً أن مادة "TNT" شديدة الانفجار هي أبرز المواد المستخدمة في عملية التصنيع.

وكشفت المصادر لـ"الجريدة": أن "مُخلفات الحروب تعتبر المصدر الرئيسي في تصنيع تلك العبوات"، لافتة إلى أن العناصر الإرهابية تقوم بشراء بقايا ومخلفات الحروب من التجار وتقوم بتفريغها لتصنيع العبوات.

مصادر أخرى ذكرت أن عناصر التنظيم تعتمد على أربع وسائل لتفجير لتلك العبوات، بينها استخدام الهواتف النقالة أو أجهزة الريموت كنترول، أو عبر الدوائر الكهربائية و"المؤقت الزمني"، أو عبر توصيل الناسفات بخيوط رفيعة لا ترى وعند تحريكها تحدث الموجة الانفجارية، معتبراً أن الناسفات المرتبطة بدوائر كهربائية هي أكثر العبوات خطورة، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية زوّدت قوات الأمن في سيناء بمركبات تشويش واعتراض.

خبير الجماعات الإسلامية، علي عبدالعال، قال إن "داعش سيناء" يغير في شكل دوري استراتيجيته الميدانية في المواجهة، لتفادي خطط قوات الأمن والجيش التي باتت تسيطر على الأوضاع الميدانية في سيناء، مضيفاً لـ"الجريدة": "التنظيم على وشك الانقراض من مدينة الشيخ زويد ورفح"، فيما برر نائب رئيس مباحث أمن الدول الأسبق، عبدالحميد خيرت، لجوء التنظيمات المتطرفة إلى زرع الناسفات لسهولة زرعها وقلة كلفتها المادية، وقال: "استراتيجية الإرهاب في سيناء حالياً، هي إيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف القوات بأقل كلفة".