«داعشي» أو مختل لا فرق؟
الدواعش وبالذات شبابنا الصغار لا يمكن أن يكونوا سليمي العقول، ولا بد أن فيهم لوثة أو أنهم مشوشون أو كارهون لأنفسهم أو متعاطون أو فيهم من العلل النفسية أو الاجتماعية ما يجعلهم غنيمة للمسؤولين عن التجنيد في التنظيم الإجرامي، هؤلاء الشباب مساكين وضحية من ضحايا هذا التنظيم الجائر، قادته مجرمون تسيرهم خيالات تاريخية تغذيها مخابرات إسرائيلية ودولية من أجل ضرب الأمتين العربية والإسلامية. الشباب الذين يجندون من الجزيرة العربية أغلبهم مغيبون يلتقطهم التنظيم فيحولهم إلى قتلة ومتفجرات باستغلال ظروفهم النفسية والاجتماعية، وشحنهم بعقيدة هي أبعد ما تكون عن الإسلام، هؤلاء الشباب بحاجة إلى أن نعيد لهم عقولهم، وأن تتضافر جهود المختصين والحكومات العربية لمعالجتهم، وتوفير كل الوسائل لاستعادتهم من "داعش" وغيرها من التنظيمات التي تدعي الإسلام.
في الكويت عندنا مشاكل نفسية معقدة لأسباب كثيرة تأتي في مقدمتها مشكلة المخدرات وأنواع المواد المنتشرة التي تدمر شبابنا، وتزداد الحالات النفسية في العائلات التي يكون للأب زوجات كثيرة وأبناء كثيرون، وضعف في إمكانات الأب لإعالتهم، وعندنا بالذات مشكلة أبناء البدون وحرمانهم من أبسط حقوق الحياة الكريمة، ومشاكل الفراغ والتنافس على المظاهر مما خلق حالات من الانحراف أدت إلى تعاطي الخمور والمخدرات، وغير ذلك من مسببات تركت أثرها في هذا الجيل. وليس عندنا خطة ولا وسائل ولا مؤسسات تتصدى لهذه الظواهر بأساليب وأدوات حديثة تساعد على تخليص هؤلاء الشباب من الألم والعزلة والضيق والخوف، وأعتقد أنه لا بد أن يكون عندنا في الكويت أفضل منتجع لمعالجة هؤلاء، وأقول منتجعا لا مستشفى لأننا لا نتعامل مع مجانين فقدوا عقولهم، ولكن مع مرضى نخشى عليهم أن يفقدوا عقولهم أو تسرقهم عصابات "داعش" وأمثالها لتحولهم إلى قنابل موقوتة أو قتلة يذبحون الإنسان بدون أي مشاعر إنسانية.أتمنى لو تعدّ الحكومة مثل هذا المنتجع وتزوده بأفضل علماء النفس والأطباء والمساعدين المؤهلين، بحيث يكون منتجعا فيه كل وسائل الترفيه والرياضة والتعليم، ليحس الشاب فيه بالعناية، وأن هناك من يحبهم ويخاف عليهم. لنسبق "داعش" وغيره قبل أن يختطف أبناءنا، نريد وعياً من الأهل والمجتمع ووسائل الإعلام بمشكلة أبنائنا لنحيطهم بالحب والعناية ولنعيد إلى أذهانهم ونفوسهم صفاءها.