«تطويق الدروب» خطة عسكرية جديدة لتطهير المدن السيناوية
بدأت قوات الجيش المصري تنفيذ خطة عسكرية جديدة في العديد من المناطق والمدن السيناوية ذات الظهير الصحراوي، بغية تطويق العناصر الإرهابية، التي تلجأ إلى تلك المناطق لتسهيل حركة تنقلها واختبائها وتخزين المواد المتفجّرة فيها، حيث انتشرت مجموعات مسلحة، يتزعمها تنظيم ما يعرف بـ «أنصار بيت المقدس»، داعشي الانتماء، منذ عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، يوليو 2013.شهود عيان تحدثوا مع «الجريدة» عن سياسة الجيش الجديدة الرامية إلى تطويق المناطق ذات الظهير الصحراوي في مُدن «الشيخ زويد» و«رفح» و«العريش»، عبر نشر قواته على طول حدود تلك المناطق، فضلاً عن تدشين ارتكازات ثابتة ومتحركة مدعومة بظهير جوي من مقاتلات «F 16» و«أباتشي»، إلى جانب إغلاق الطرق المؤدية إلى وسط سيناء لمنع العناصر الإرهابية من التسلل إلى «جبل الحلال».
وقال شهود، إن قوات من الجيشين الثالث والثاني، تحاصر المُدن الثلاث من جهة الشمال والجنوب، فضلاً عن تدشين كمين ثابت شديد التحصين في منطقة «البرث» لمنع المسلحين من العودة إليها مرة أخرى، فيما لفت مصدر أمني لـ«الجريدة» – تحفَّظ على نشر اسمه – إلى خطورة تلك المناطق التي تستغلها العناصر الإرهابية في الاختباء، وقال: «قوات الجيش عثرت على مخابئ للإرهابيين تحت الأرض وُجد بداخلها أمتعة شخصية ومطبوعات وذخائر وأجهزة تصنيع العبوات الناسفة ووسائل معيشة». الناشط السيناوي عبدالقادر مبارك، أعرب عن سعادته البالغة من خطة الجيش الجديدة، وقال لـ«الجريدة»: «الخطة جديدة ولم تطبَّق منذ بدء عمليات الجيش قبل عامين، وفعلياً أربكت حسابات التنظيم الإرهابي، وأفقدته العديد من عناصره»، وأوضح أن الخطة تقوم على تطويق الجيش الثاني لمنطقة وسط سيناء للحيلولة دون هروب العناصر الإرهابية إلى جبال تلك المنطقة، إلى جانب قيام قوات الجيش الثالث بتطويق مدينة العريش حتى معبر العوجة.وقال مبارك: «العملية الجديدة استخدم فيها الجيش كل أنواع الأسلحة الثقيلة، ومقاتلات الجيش نفذت منذ (الخميس) الماضي 100 طلعة جوية»، وأشار إلى أن الجيش يعتمد في عملياته الحالية على إحداثيات ومعلومات دقيقة تسببت في إصابة الأهداف بدقة، وجنبت المدنيين ضربات خاطئة». وكانت «الجريدة» نشرت تقريراً مطلع الشهر الجاري، تحدثت فيه عن خطورة الظهير الصحراوي للعديد من مدن شمال سيناء، التي تشهد تصاعداً في العمليات الإرهابية، قبل ثلاثة أعوام، إذ أشار تقرير «الجريدة» إلى أن العناصر الإرهابية تلجأ إلى تلك المناطق الصحراوية، لأنها ذات طبيعة جُغرافية وعرة تسهل الاختباء تحت الأرض، عبر حفر الأنفاق والمخابئ.