شدد القيادي السابق في التنظيم الدولي لجماعة «الإخوان المسلمين»، كمال الهلباوي، في مقابلة أجراها مع «الجريدة» على عدم قدرة «الإخوان» على الحشد في ذكرى ثورة يناير.

Ad

وفتح النار على نواب البرلمان المصري الجديد، حيث شكك في قدرتهم على التشريع، وقال إن الجلسة الأولى للبرلمان شهدت فوضى وعشوائية، وفيما يلي نص الحوار:

• كيف رأيت الجلسة الأولى لمجلس النواب؟

ـ الجلسة الأولى كانت عشوائية وفوضوية، وأشك في قدرة النواب على حمل مهمة التشريع، فضلاً عن كونهم غير قادرين على التعبير عن تطلعات الشعب بعد ثورتي 25 يناير، و30 يونيو، لكن في كل الأحوال، التنوع داخل المجلس أكثر الأشياء إيجابية، فالمجلس يشمل شباباً ونساءً وأقباطاً.

• كيف ترى دعوات "الإخوان" إلى الحشد في ذكرى ثورة يناير الخامسة؟

ـ "فشنك"... فالجماعة لا تستطيع الحشد أو الدعوة للتظاهر في الوقت الحالي، لكن على قوات الأمن اتخاذ تدابيرها الأمنية للحيلولة دون وقوع أية تحركات ميدانية في ذلك اليوم، تتسبب في مزيد من إراقة الدماء.

• ما تقييمك للعمليات الأمنية في سيناء؟

ـ ضرورية، لكن الحل الأمني وحده في سيناء غير كافٍ، فالأمور تحتاج إلى تنمية حقيقية، والعمل وفق قاعدة "مواجهة الفكر بالفكر والقوة بالقوة"، فالوضع في سيناء يحتاج إلى حلول اقتصادية وسياسية وعلمية واجتماعية وأمنية، والدولة تهمل كل ذلك وتركز فقط على الشق الأمني، وللأسف أنا أتعجب من دعوات تجديد الخطاب الديني التي دعا إليها الرئيس السيسي ولم يحرِّكها الأزهر حتى الآن.

• ماذا عن مستقبل "الإخوان" في ظل انشقاقاتهم الداخلية؟

ـ "الإخوان" انتهوا في مصر، وعودتهم مستحيلة، فهم منقسمون إلى 3 تيارات، أحدهم يتبنى العنف، والثاني رافض له، والثالث متردد بينهما، وأزمة الجماعة يُديرها في الوقت الحالي القائم بأعمال المرشد محمود عزت، وهو قادر على مواجهة جماعة أحمد عبدالرحمن، ومحمد كمال، اللذين يتخذان من العمل الثوري منهجاً لهما، وقدرة عزت على القيادة ستُرجح كفته في النهاية.

• ما فرص إجراء "الإخوان" مراجعات فكرية؟

ـ المصالحة والمراجعات الفكرية أمر ضروري لشباب "الإخوان"، الذين لم يشتركوا في عمليات عنف، فترك شباب الجماعة على وضعهم الحالي إما في السجون أو قيد المطاردة أمر خطير، ربما يزيد من عنف الشباب واتجاههم إلى الانخراط مع الجماعات الإرهابية، لذلك يجب إنشاء مركز للحوار بالتعاون مع الأزهر والمؤسسات الفكرية لمحاورة الشباب، لإقناعهم بترك الفكر المتطرف، ولا أتوقع عودة "الإخوان" إلى العمل السياسي خلال الفترة الحالية، ولا عن طريق الأحزاب الدينية الأخرى، مثل حزب "الوسط"، فرئيس الحزب أبوالعلا ماضي أخطأ بعودته للتحالف مع "الإخوان" قبل عزل محمد مرسي.

• ماذا بخصوص سياسات مصر الخارجية حالياً؟

ـ الرئيس عبدالفتاح السيسي دشَّن لمصر سياسة خارجية قائمة على الانفتاح على الجميع، وعدم التمترس في صف دول إقليمية على حساب أخرى، فهو منفتح شرقاً على الروس والصين، ويحافظ على علاقات قوية مع الغرب خصوصا فرنسا وألمانيا، ولابد أن يستمر الرئيس في تلك السياسة الخارجية.    

• كيف ترى الصراع بين السعودية وإيران؟

ـ بشكل عام، أدعم الوحدة والتقارب بين المذاهب، لكن لابد من العمل على إنهاء الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران، حتى لا تتفاقم الأمور أكثر من ذلك، لكن على إيران احترام حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤون الدول العربية، وليس من مصلحة مصر التورط في حروب إقليمية قائمة بين دول في المنطقة، مهما بلغت علاقاتنا بتلك الدول، فمصلحة مصر تتمثل في الحفاظ على جيش قوي يخدم مصالحها، ويكون حائط الصد الوحيد في المنطقة بعد سقوط جيوش عدة دول إقليمية مثل العراق وسورية.