انسحاب تكتيكي

كنت أستمع إلى برنامج حواري يبث من إذاعة البرنامج الثاني بدولة الكويت، وهو من إعداد وتقديم الشيخ الفاضل صالح النهام، وقد جاءته مكالمة هاتفية من أحد المتصلين ليشارك في موضوع الحلقة عن الحياة الزوجية، وكم أعجبتني مداخلة المتصل "بومبارك"، الذي قال إنه لا يوجد بيت يخلو من المشاكل الزوجية، ولكن إذا حدث خلاف بينك وبين زوجتك فعليك أن تغادر المكان فوراً، وتخرج من بيتك لكي لا تتأزم الأمور ويقع الطلاق.

وقد ذكرني المتصل "بومبارك" بالموقف الرائع الذي حصل مع الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وإليكم الموقف: دخل النبي عليه الصلاة والسلام على ابنته فاطمة، رضي الله عنها، فسألها عن زوجها علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فقالت: كان بيني وبينه شيء، تعني "مشادة كلامية"، فخرج مغاضباً، فخرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يبحث عنه فوجده في المسجد نائماً، وقد سقط عنه رداؤه والتصق التراب بجسده، فجعل يمسح عنه التراب، ويقول له: قم يا أبا تراب.

 نعم عزيزي الزوج، إذا حدث خلاف بينك وبين زوجتك فلا تغضبا معاً، بل عليك بالانسحاب التكتيكي والخروج من المنزل، ثم العودة ثانية بعد ساعات، لتهدأ النفوس وتعود المياه إلى مجاريها بعد حل المشكلة بالحوار والتفاهم، بعيداً عن الغضب الذي ربما يؤدي إلى اتخاذ قرار خاطئ تندم عليه أشد الندم.

والشيء بالشيء يذكر، فمن باب الدعابة أذكر لكم الطرفة التالية: كان هناك جار حديث الزوج كل يوم يتشاجر مع زوجته والجيران يسمعون صوتيهما، فقال هذا الجار لجاره: صار لي سنة أسكن بجوارك لم أسمع لك ولزوجتك صوتاً نهائياً فما السر في ذلك؟

قال الجار: في بداية حياتنا الزوجية اتفقنا على أنه إذا أغضبتها تذهب هي إلى المطبخ، وإذا أغضبتني هي أذهب إلى الحديقة الخلفية لمنزلنا، وصار لي 10 سنوات أسكن في هذه الحديقة الخلفية!