Censored Voices... «حرب الأيام الستة» فيلم وثائقي استفزازي

نشر في 20-02-2016 | 00:01
آخر تحديث 20-02-2016 | 00:01
No Image Caption
يستعمل الفيلم الجديد Censored Voices ({أصوات خاضعة للرقابة}) أسلوباً تأملياً وموثوقاً به يذكّرنا بالفيلم الوثائقي الحديث (والمدهش) The Gatekeepers ({الحراس}) الذي يتمحور حول رؤساء سابقين في جهاز {الشاباك} الاستخباري الإسرائيلي وآرائهم الواقعية حول الصراع العربي- الإسرائيلي. لا يقدم الفيلم أي مبررات لإسرائيل أو جيشها أو الكلفة البشرية التي تكبدتها في {حرب الأيام الستة} في عام 1967.
في مناسبات متكررة، يستعمل المخرج مور لوشي الذي شارك في كتابة الفيلم Censored Voices تقنية الشريط التماثلي في الصور المقرّبة التي تظهر إلى جانب أدلة حسية متحركة. اقتُبس المشروع من كتاب The Seventh Day ({اليوم السابع}) ويقدم الفيلم إثباتات قائمة منذ عقود على قوة تشغيل جهاز التسجيل وأهميته وضرورة السماح للناس بالتكلم صراحةً عن مسائل مؤلمة جداً. بعد العودة من الحرب بأيام، أجرى عموس أوز وأبراهام شابيرا مقابلات مع جنود للتحدث عن تجاربهم في ذلك الصراع الذي وضع شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وغزة وبعض أجزاء من هضبة الجولان تحت سيطرة إسرائيلية مثيرة للجدل. وفق ملاحظة ظهرت في بداية فيلم لوشي، منعت الحكومة الإسرائيلية عرض معظم لقطات المقابلة.

يبدو مسار الفيلم بسيطاً: فيما نسمع مجموعة من الرجال المحبطين الذين سجلوا المقابلة في عام 1967، تركز الكاميرا على الرجال نفسهم اليوم وهم يصغون إلى ذواتهم حين كانوا أصغر سناً. غالباً ما يتوهون في أفكارهم أو ذكرياتهم. نشاهد أحياناً ابتسامة امتنان أو لمحة عن الدمار العاطفي الذي أصابهم.

كانت الحرب التي نسمع عنها من مصادر متنوعة كفيلة بتحويل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين إلى محتلّين {مكروهين} (إنها الكلمة التي استعملها أحدهم لوصف سلوكه خلال الحرب). عامل الكثيرون العرب المعتقَلين وكأنهم نكرة أو ذبحوا السجناء عشوائياً بعد الحصول على موافقة ضمنية من قادة الجيش الإسرائيلي. قال رجل أمام الكاميرا: {لا شيء يستطيع أن يمحو ذلك الشعور}. تدفقت العائلات المشردة أو اليتامى إلى مخيمات اللاجئين في عمّان وأماكن أخرى من الصحراء بعد أن تحولت بلداتهم إلى أنقاض.

راح الشبان الإسرائيليون الذين أجروا المقابلة في عام 1967، بعد عودتهم من الحرب مباشرةً، يطرحون أسئلة متلاحقة يتردد صداها على مر العقود. يتساءل أحدهم: {هل حُكِم علينا أن نقصف البلدات كل عشر سنوات لأغراض دفاعية؟}. ويسأل رجل آخر: {هل حُكِم علينا أن نعيش خلال الاستراحة التي نأخذها بين الحروب؟}. كان يمكن أن يستفيد فيلم Censored Voices على الأرجح من أخذ آراء الرجال الأكبر سناً الذين ظهروا على الشاشة. لكنّ المضمون كله لا يخلو من الأفكار الاستفزازية.

back to top