شُبّه موظفو مقهى فرنسي في إحدى الدراسات بـ {العرابين} الحامين الذين يعاملون الزبائن كما لو أنهم أقاربهم. ولا شك في أن هذا الجو من الألفة بين الموظفين والزبائن يعزّز توقّع الناس أن يحظوا بمعاملة منصفة وآمنة، حسبما كتب عالِم النفس في جامعة شرق باريس آلن ديبينديتي وزملاؤه في مجلة {أبحاث المستهلك}.

Ad

بالإضافة إلى ذلك، يرتبط مدى تعلُّقنا بمطعم بدرجة الشبه التي تجمعنا بمرتادي المطعم الآخرين من حيث المكانة والشخصية، وفق دراسة أعدتها جامعة فلوريدا.

مدى الحرية

يشعر بعض المتسوقين في IKEA ببكين بالاسترخاء لأنهم يستطيعون التمدد على المفروشات المعروضة، فيمنح التفاعل براحة مع مساحة المطعم أو المتجر، فضلاً عن التخفيف من القيود الاجتماعية، شعوراً بالانتماء ويدفع المستهلك إلى تطوير عادات تملُّك، حسبما كشفت دراسة مجلة {أبحاث المستهلك}. نتيجة لذلك، قد يكدّس مَن يرتادون المكان باستمرار الأغراض في موضع محدَّد أو يدخلون أماكن مخصصة للموظفين (مثل الغرفة المجاورة للمطبخ حيث تُحفظ قوائم الطعام وزجاجات الماء) من دون أن يشعروا أنهم يتخطون حدودهم.

لمسة أصلية

يؤكد فريق ديبينديتي أن المستهلك يتفاعل مع إشارات تُظهر أن هدف المؤسسة الأول ليس الربح المادي. على سبيل المثال، يشكّل {مغسل الملابس الأكبر في العالم} في إيلينوي، الذي يضم أكثر من 300 غسالة، مكاناً يتجمّع فيه الجيران أيضاً للعب والاستمتاع بأمسيات تقديم البيتزا مجاناً. بالإضافة إلى ذلك، يعكس الموظفون الحماسيون والتصميم الداخلي المميز، الذي يبرز شخصية المالك، مشاركة شخصية تُعتبر محببة. فقد وصف مشارك في إحدى الدراسات مقهى، مثلاً، قائلاً إنه {مبهج جداً، حتى إنك تشعر كما لو أنك في منزل امرأة}.

جزء من الوطن

عندما تعيش في بلد أجنبي، يشكّل الانغماس في الثقافة المحلية وسيلة مهمة للتكيّف. لكن مَن يواجهون صعوبة كبيرة في ذلك قد يحظون بمساعدة مهمة من تفاصيل تذكّرهم بالوطن، حسبما كشف بحث نُشر في مجلة Experimental Social Psychology.

في إحدى التجارب، أفادت مجموعة من الطلاب الأميركيين في الصين قُدمت لها حلوى أميركية (فطيرة التفاح) أنها شعرت براحة أكبر في التعامل مع السكان المحليين بعد ذلك، مقارنة بطلاب حصلوا على حلوى صينية (بودينغ المانغا). وفي دراسة أطول، طُلب من تلامذة صينيين يدرسون في الخارج ويفتقرون إلى الشعور بالأمان نوعاً ما إلى الكتابة عن موضوع من اثنين: معالم هونغ كونغ مثل مرفأ وجبل فيكتوريا، أو رموز البلد حيث يقيمون حالياً. فاتضح أن التلامذة الذين ركّزوا على وطنهم الأم حققوا عموماً نجاحاً أكبر في التكيّف خلال إقامتهم في الخارج، وكوّنوا انطباعات أكثر إيجابية عن رحلتهم.

تساهم هذه التفاصيل الصغيرة التي تذكّر بالوطن في جعل مَن يعيشون في منطقة غريبة يشعرون أنهم {أكثر استقراراً، راحة، وأماناً}، وفق جان هو-ينغ فو، عالمة نفس من جامعة مدينة هونغ كونغ. كذلك تشجّعهم هذه المذكِّرات على المخاطرة في تكيّفهم مع الثقافة الأجنبية.