قُبيل ساعات من إعلان مصادر أمنية وقبلية، أمس الأول، تصفية قوات الجيش نحو 20 تكفيرياً من تنظيم "أنصار بيت المقدس"، زعم التنظيم الإرهابي الذي يتخذ من صحراء سيناء مقراً له، والذي بايع "داعش" تحت اسم "ولاية سيناء"، أنه أعلن توكيل ما سماه "شرطة إسلامية وحسبة"، بتنفيذ قرار فرض الشريعة الإسلامية في منطقة الرميلات، في مدينة رفح الحدودية مع غزة.

Ad

وفي بيانه ـ الذي نشرته صفحات تابعة له على موقع التواصل "تويتر" ـ قال التنظيم "اتباعاً لتعليمات أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي فقد تقرر فرض أحكام الشريعة الإسلامية على منطقة قبيلة الرميلات بأكملها، كي تكون كلمة الله هي العليا". التنظيم الإرهابي، وعلى الرغم من تراجع نفوذه بقوة في سيناء خلال الشهور السابقة، تحت وطأة ضربات عمليتي "حق الشهيد" الأمنيتيْن من قبل الجيش والشرطة، سبتمبر 2015، قال في بيانه "خطوة إقامة الشريعة في الرميلات هي الأولى، وستتلوها خطوات أخرى كي ينعم أهلها بعدل الإسلام ويتحرروا من القوانين الوضعية".

وبينما قال شهود عيان من أهالي منطقة "رفح" الحدودية، إن التنظيم له سوابق في ذلك السياق، حيث تقوم عناصره بمُلاحقة مُدخنين وبائعي سجائر في مناطق نائية، قالت مصادر قبلية من قبيلة "الرميلات"، طلبت عدم الإفصاح عن اسمها، إن التنظيم يتحفظ على نحو 70 شخصاً لأسباب مُختلفة بين مخالفة الشريعة أو التعاون مع الجيش، وتابعت "التنظيم نشر بيانات قال فيها إن المُدخن سيتم معاقبته بـ 40 جلدة حال ضبطه أو مخالفته الشريعة الإسلامية، فضلاً عن إصراره على إطلاق اللحى لكل من بلغ 15 عاما".

الناشط السيناوي، علي سلامة، اعتبر ان مزاعم التنظيم بتطبيق الشريعة "حرب نفسية" يشنها لإرهاب المواطنين، وقال لـ"الجريدة" "قوات الجيش والشرطة موجودة في جميع مناطق شمال سيناء، والتنظيم ليس في استطاعته الإعلان عن وجوده في منطقة بعينها رسمياً، ولو فعل ذلك سيلقى هزيمة قاسية، مثلما حدث في محاولته السيطرة على مدينة الشيخ زويد مطلع يوليو 2015".

مصدر أمني تحدث عن تهاوي قدرة التنظيم في سيناء، وقال لـ"الجريدة" "يسعون إلى بث الرعب في صفوف الأهالي، عبر تلك المزاعم، فضلاً عن الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام التابعة للتنظيم التي تروج الشائعات التي تدخل ضمن الحرب على الدولة المصرية، لتصوير الأمور أنها خارجة عن السيطرة"، ولفت إلى أن التنظيم تقلص نشاطه بعد الضربات الأمنية الاستباقية جنوب مدينة "رفح".