ثلاثة وعشرون بطلاً... نفوس مجيدة صلبة كصلابة أشجار بلاد الشام... ثلاثة وعشرون شهيداً حصدهم السفاح على دفعتين!

Ad

إنه الوحش (جمال باشا السفاح)!

الذي أرسلته الدولة العثمانية –أثناء الحرب العالمية الأولى– إلى بلاد الشام ليتسلم دفة الأمور فيها:

• وعندما اصطف الوجهاء للترحيب بمقدمه.. وقف فيهم خطيباً:

"بوصفي وزيراً للبحرية العثمانية، وقائداً للجيش الرابع... ستكون مهمتي هنا في بلاد الشام عسكرية بحتة"!

إننا –أيها العرب– في حالة حربٍ، وإذا تجاسر أي عربي منكم على عرقلة مجهودنا الحربي، فليس له عندي غير حبل المشنقة!

• ويجيبه أحد الوجهاء:

- يا سعادة الباشا... إن كل السياسيين العرب في بلاد الشام يمارسون حقوقهم من خلال الأحزاب المعترف بها من الدولة العلية!

- ليس في حالة الحرب!

- وهل لديك يا جمال باشا موافقة من الباب العالي فيما تقول؟!

- فليسمع الجميع: إنني رجل عسكري... لم أعتد الحصول على موافقة مسبقة على التكتيك!

- الواضح من حديثك يا جمال باشا أن تكتيكك هو اللجوء إلى العنف!

- بل هو العنف العنيف! الذي سأواجه به تلك الجمعيات السرية التي أخذت في الانتشار في هذه البلاد مثل: "الجمعية القحطانية"، و"جمعية الإصلاح" و"جمعية الجامعة العربية"!.. فكل هذه أوكار يجب هدمها على الفور، وقتل أعضائها من الخفافيش!

***

• وانتشرت زبانية السفاح جمال باشا تهدم كل بيت تفوح منه رائحة الحرية... تهدمه على رؤوس أهله من الرجال، والنساء، والأطفال... ففي مدينة عالية تحركت آلة السفاح الجهنمية لتصدر حكمها بإعدام 12 بطلاً على رأسهم الشهيد عبدالكريم الجليل.

• وثارت الأمة العربية لما يجري على يد السفاح مما استثار حفيظة الاستانة، فاستُدعي السفاح إلى إسطنبول ليحضر اجتماعاً يتعلق بمهمته في بلاد الشام!

• ويصرخ في المجلس:

- إنني مسؤول عن بلاد الشام ولا أناقش مع أحد أسلوبي في العمل؟!

- لكن يا جمال باشا عدد المساجين عندك في الشام كبير!

- لم أقم بإحصائهم!

- يا جمال باشا من ألقيت عليهم القبض، من الشخصيات المرموقة وأعضاء في مجالس أعيان، ونواب، وصحافيين.

- (مقاطعاً بعصبية) لا يهمني مناصبهم، يكفي أنهم ضد الدولة العلية!

***

• وعاد جمال باشا السفاح إلى بلاد الشام ليروي شجرة الحرية بدماء الأبطال، فالحرية عند أبناء بلاد الشام قاعدة ثابتة انحنى لصدقها التاريخ عند تلال بيروت.

• وقائمة الشرف التي أعدمها جمال باشا السفاح طويلة تضم أسماء 23 شهيداً من أبطال الحرية التي بلغ صداها في مصر، ما جعل شوقي يغرد ببسالتهم:

إذا سألتهم الأوطان أعطوا... دماً وأبناء ومالاً

تعلق في ضمائرهم صليباً... وحلق في سرائرهم هلالاً