ولد الشيخ يجري اتصالات بالحوثيين ويتشبث بمفاوضات الكويت

نشر في 20-04-2016 | 00:00
آخر تحديث 20-04-2016 | 00:00
No Image Caption
• المتمردون كانوا إيجابيين حتى يومين قبل الموعد... ووفد الحكومة يرفض أي شروط جديدة

• مخاوف من انهيار الهدنة بسبب المعارك بتعز والجوف ومأرب وصنعاء

• 49 ألفاً تضرروا بالأمطار
عبر مستشار وفد الأمم المتحدة الموجود بالكويت لرعاية مفاوضات السلام اليمنية عن صدمة المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ من تخلف وفد المتمردين الحوثيين عن حضور الاجتماعات، التي كان من المقرر انطلاقها أمس الأول، في حين تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين رغم سريان الهدنة.

بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة تأخيرَ مفاوضات السلام اليمنية بالكويت، عبر مستشار وفد الأمم المتحدة الموجود بالكويت عن صدمة المبعوث الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ من تخلف وفد المتمردين الحوثيين عن حضور الاجتماعات، لكنه شدد على أن ولد الشيخ متشبث بضرورة مواصلة الجهد لحث المتمردين بالعاصمة اليمنية صنعاء على القدوم إلى مفاوضات السلام.

وقال مستشار الوفد الأممي، الذي طلب عدم نشر اسمه، لـ"رويترز" أمس، إن الحوثيين اتسموا "بالإيجابية الشديدة" حتى يومين (قبل الموعد المحدد لانطلاق المفاوضات)، وإنهم اتفقوا مع ولد الشيخ على كل شيء تقريباً، مضيفاً "تغير موقفهم تماما منذ ذلك الحين، وسبب ذلك صدمة لولد الشيخ".

وأكد المستشار أن ولد الشيخ يعمل الآن مع الحوثيين والحكومة لتسوية المشاكل وإقناع جماعة "أنصار الله" الحوثية بإرسال ممثلين عنها لمحادثات السلام في الكويت.

ولم يتحرك المفاوضون الحوثيون من العاصمة صنعاء مطالبين بالالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه يوم العاشر من أبريل الجاري، قبل السفر لحضور المحادثات، في حين وصل مندوبو حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى الكويت.

ورفض الحوثيون كذلك جدول أعمال مقترحا ينص على أن يسلموا أسلحتهم الثقيلة وينسحبوا من المناطق التي يسيطرون عليها قبل تشكيل حكومة جديدة تمثل فيها جميع القوى اليمنية.

والتزم الحوثيون بفترة هدوء على امتداد الحدود مع السعودية، وتبادلوا السجناء مع الرياض ممهدين الطريق أمام ولد الشيخ لوضع إطار عام للمحادثات التي كان من المقرر أن تبدأ أمس الأول، إلا أن تخلفهم عن الحضور للكويت أثار علامات استفهام وشائعات بشأن خلافات بينهم وبين حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

في المقابل، هدد مندوبون يمثلون حكومة هادي بمغادرة الكويت متهمين الحوثيين بمحاولة فرض شروط جديدة على المحادثات، وقال المسؤولون إن "المندوبين يجتمعون بقصر الأمير لاتخاذ قرار بشأن خطوتهم التالية".

حرص وسب

وفي وقت سابق، أكد الناطق الرسمي باسم "أنصار الله"، محمد عبدالسلام، حرصهم على إجراء حوار سياسي يكون فيه خير ومصلحة للشعب اليمني وعموم المنطقة.

وقال عبدالسلام، إن لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بمحافظة الجوف تعرضت لغارتين جويتين من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، مضيفاً أن زحف القوات الحكومية مستمر على أكثر من جبهة.

في هذه الأثناء، هاجم قياديون بالجماعة الحوثية، المبعوث الأممي، مشبهين إياه بـ"الكلب".

وقال عضو المكتب السياسي للجماعة، يوسف الفيشي، إن "مبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ كل يوم له أجندة ومرجعيات جديدة".

واتهم الفيشي ولد الشيخ بالتلاعب، قائلا: "كلما اتفق مع القوى السياسية على مسودة للحوار تناقض وأرسل مسودة جديدة فيها مرجعيات جديدة للحوار"، مضيفا "فمثله كمثل الكلب، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث".

هدنة هشة

في موازاة ذلك، يتخوف المراقبون من انهيار الهدنة الهشة السارية باليمن مع تواصل الخروقات.

ويرجح أن يؤدي فشل محادثات السلام إلى تصاعد القتال بين الحوثيين المتحالفين مع إيران والرئيس السابق علي صالح من جانب وبين أنصار هادي المدعومين من تحالف تقوده السعودية من الجانب الآخر.

وذكر سكان في محافظة مأرب أن القتال اشتد في المحافظة الواقعة شرقي العاصمة بعد وصول تعزيزات جديدة للقوات الموالية لهادي أمس الأول بعد تلقيها التدريب في السعودية.

وتعرضت الأحياء السكنية في مدينة تعز، وسط البلاد، لقصف من الميليشيات المتمردة وصف بالأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

واستخدمت الميليشيات، المتمركزة في المكلكل وتبة القاضي وتبة الجعشة وتبة السلال، المدفعية ومضادات الطيران في القصف الذي استهدف مواقع المقاومة الشعبية الموالية للحكومة في ثعبات شرقي المدينة وطريق صبر.

وأكدت تقارير يمنية، أمس، أن المتمردين واصلوا خرق الهدنة في جبهات الجوف ومديرية نهم بريف صنعاء.

وتأتي الخروقات في تعز على الرغم من وجود مراقبين لوقف إطلاق النار في حين تحلق طائرات مقاتلة تابعة للتحالف فوق صنعاء.

ضحايا السيول

على صعيد منفصل، أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أمس، أن 24 يمنياً توفوا، في حين تضرر 49 ألف ساكن، بسبب الفيضانات وسيول الأمطار التي هطلت خلال الأيام الماضية بعدة محافظات في اليمن.

وأوضح المكتب، في تقرير نشره بموقعه على شبكة الانترنت، أن "49 ألف شخص تضرروا بسبب الأمطار الغزيرة خلال يومي 13 و14 الجاري، في حين تم الإبلاغ عن 24 حالة وفاة في محافظات الحديدة وعمران وحجة وصنعاء وعدن ومأرب والمحويت".

وأضاف التقرير أن "منطقة شرس بمحافظة حجة شهدت انهيارات صخرية بسبب السيول أدت إلى وفاة 14 شخصاً، في حين شرد نحو 900 آخرين وقطعت الطرق المؤدية إلى سبع قرى"، لافتا إلى أن ثلاثة آلاف أسرة في محافظة عمران البعيدة من صنعاء بنحو 50 كم، تأثرت بهذه السيول وتم إيواؤها في المدارس العامة.

إنقاذ الريال

إلى ذلك، قال وزير التخطيط اليمني محمد الميتمي، في التقرير الشهري الذي يصدر عن وزارته، إن بلاده استخدمت كل الأدوات النقدية لإنقاذ العملة المحلية واستنفدت جميع الحلول، و"إنه ينبغي بشكل عاجل الحصول على وديعة نقدية بالدولار الأميركي في المصرف المركزي اليمني تعيد للريال اليمني عافيته وللاقتصاد بعض استقراره".

back to top