أثارت إطلالة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله جملة ردود من قبل حلفائه وخصومه في ما خص موضوع الاستحقاق الرئاسي اللبناني. وبدا لافتاً كلام نصرالله عن "الانعكاسات السلبية" للأسلوب الذي اتبع في تسريب نتائج لقاء باريس لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، و"صديقنا وحليفنا" رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، معتبراً أن "طريقة إدارة الموضوع قطعت الطريق على أي حوار حقيقي وجدي حتى الآن في هذه المسألة، لأنها تسببت في إشكالات حتى في الشكل وطريقة المقاربة كانت خاطئة".

Ad

لكن نصرالله، الذي حرص على تأكيد ثقته بفرنجية وأبدى ترحيبه بترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب عماد عون، حسم موقف الحزب بإعلانه المضي في التزام دعم ترشيح عون، "إلا في حالة واحدة إذا قال عون إنه لم يعد مرشحاً". وخلص إلى الدعوة "إلى مزيد من الحوار والنقاش والتواصل وعدم الاستعجال، لكي نسعى جميعاً إلى تفاهم حقيقي، وانتخاب رئيس بأكبر نسبة من التواصل، بحيث لا يشعر أحد بأنه كسر أحداً وعلى قاعدة حل داخلي وعدم انتظار الخارج".

واسترعى الانتباه مسارعة النائب فرنجية إلى التعليق على كلام نصرالله، إذ غرد عبر "تويتر" قائلاً: "سيد الكل السيد حسن نصرالله".

كما علّق رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب مساء أمس الأول عبر حسابه الخاص على "تويتر"، قائلا: "ما أروع هذا الرجل وهو يتحدث عن كيفية الالتزام مع حلفائه وعدم تجاوزهم"، وأضاف: "السيد مدرسة في الوفاء والأخلاق السياسية لم يشهدها يوماً لبنان".

وعلّق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على كلام السيد نصرالله، الذي أكد خلاله أن "المشهد السياسي حتى هذه اللحظة يظهر أن هناك ربحاً سياسياً كبيراً لفريقنا السياسي"، سائلاً: "إذا كان السيد نصرالله يعتبر أن فريقه حقق ربحاً سياسياً فلماذا لا ينزل فريقه إلى جلسة 8 شباط ويترجم هذا الربح السياسي؟ أما قوله انه إذا انعقد مجلس النواب غداً لانتخاب عون، فنحن جاهزون للمشاركة. هذا أمر يتعلق بهم، لأن المرشح الآخر للرئاسة من صفوفهم، والذي أكد البارحة تحديداً أن السيد نصرالله هو سيد الكل".

وتابع جعجع: "أما قول السيد نصرالله انهم لا يستطيعون فرض أي شيء على حلفائهم فأين كان من هذا القول عندما فرضوا على غير حلفائهم تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة؟".

إلى ذلك، ردّ عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت على كلمة السيّد نصرالله، معتبراً أن "الأخير يريد تعيين رئيس للجمهورية، وهو ما قاله بشكل واضح أمس الأول".

وأشار إلى أن "حزب الله أثبت أنه ينظر للأمور إلى أنه راعي الشأن السياسي اللبناني وأنه المقرر الوحيد".

وكشف فتفت أن "مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في حزب الله وفيق صفا هو من سرّب أجواء اجتماعات باريس إلى بعض الأعلام، بهدف عرقلة الانتخابات الرئاسية". وقال: "أن يقول لنا نصرالله اما أن ننتخب عون واما لا رئيسا فهذا أمر مرفوض"، مؤكداً أن "موقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لن يتغير في ترشيح رئيس المردة النائب فرنجية".

كما اعتبر رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط أمس انه "إذا كانت إيران فعلاً لا تعطل الانتخابات الرئاسية اللبنانية كما تقولون، فيحق لأي مواطن أن يسأل عن الأسباب الحقيقية التي تمنع تأمين النصاب في مجلس النواب لانتخاب رئيس لبناني جديد طالما أن 8 آذار تفاخر بأن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى خطها السياسي وهنيئاً لها بذلك؟ أليس السيد عبدالأمير اللهيان هو الذي قال فليتفق اللبنانيون وإيران تدعم هذا الاتفاق، وبالتالي هذا الاتفاق اللبناني أصبح أكثر قابلية للتحقق طالما أن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى فريق 8 آذار".

رفع عقوبات طهران فرصة للبنان

أفاد السفير الإيراني في لبنان محمد فتحلي، بأن رفع العقوبات عن بلاده فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري مع لبنان. وقال فتحلي، خلال مشاركته في ندوة جنوب لبنان، إنه «خلال الأيام القليلة المقبلة سنشهد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين إيران ولبنان في طهران، ونحن على ثقة تامة بأنه في ظل المرحلة الجديدة التي بدأت برفع الحظر الظالم على إيران، ونظرا للمزايا التفاضلية الموجودة لدى البلدين سنشهد تعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين إيران ولبنان».