VENUS دراما كوميدية تعرض على خشبة مسرح مونو في بيروت، بطولة ريتا حايك وبديع أبو شقرا، وتشهد إقبالا نظراً إلى طبيعة الموضوع الذي تطرحه ويتمحور حول إشكالية الحياة في الواقع والحياة الممسرحة الطالعة من خيال كاتب يريد  عيشها وفق أحاسيسه  ومشاعره. تستند المسرحية إلى نص {فينوس مرتدية الفراء} لدايفيد آيفز (كتبه في 2010، وحوّل إلى فيلم سينمائي في 2013) اقتباس المخرجة لينا خوري والممثل غابريل يمّين. وإخراج جاك مارون. إنتاج جاك مارون و {محترف الممثّلين في بيروت}.

Ad

كثر وصفوا المسرحية بالجريئة، صح، لكن هذه الجرأة ليست مبتذلة، فهي تتحدث عن فينوس إلهة الجمال والشهوة، بالتالي من الضروري تقديم  شخصية فاندا وفق  ما يقتضيه النص من دون الوقوع في الابتذال، ذلك أن  شخصيتي الكاتب وفاندا أو فينوس تنبضان برسائل وأفكار وصلت إلى الجمهور من دون الوقوع في فخ السطحية، وهنا تكمن ميزة المسرحية في أنها بعيدة كل البعد عما يقدّم اليوم، سواء في المسرح أو التلفزيون، من أعمال مبتذلة تلعب على الغرائز وتتحوّل إلى مجرد سلعة خاضعة للعرض والطلب وفق ما يتطلب السوق.

تقوم المسرحية على ممثلين اثنين يملأ حضورهما المسرح الخالي من اي ديكورات ضخمة، فقط مكتب وكرسي وأريكة، وتتركز حولهما الأحداث من دون أن يغيبا عن الخشبة لحظة، هنا يكمن سر  إبداع بديع ابو شقرا وريتا حايك، فهما امتلكا الخشبة طيلة فترة العرض، ولم يضعف أداؤهما ولو للحظة، إنما بقي على وتيرة متصاعدة إلى آخر كلمة  في آخر مشهد... جاء كل ذلك نتيجة خضوعهما لتدريبات مضنية في الصوت وحركة الجسم، فضلا عن موهبتهما الفذة وتناغمهما مع بعضهما البعض.

تكامل  وتناغم

يمكن وصف المسرحية  بالمتكاملة سواء من ناحية الكتابة أو الإخراج او الإنتاج، ولم تعر الوضع الاقتصادي الذي يتخبط به لبنان أي اهتمام، إنما بُذل فيها جهد كبير على المستويات كافة، لا سيما الإنتاج،  لتشكل علامة فارقة في المسرح اللبناني الحديث والمعاصر، وقد نجحت في ذلك بل تفوّقت من ناحية التأكيد أن الجرأة لا تعني ابتذالا بل موقفاً يرمي إلى الدخول في أبعاد نفسية لا تخضع لأي حدود تحت أي مسمى...

اللافت في أداء بديع أبو شقرا وريتا حايك، أن كليهما تحديا نفسيهما في بلوغ أماكن لا حدود لها في موهبتهما وشخصيتهما، فهو كان في كندا يعمل على مشروع خاص عندما أرسل له المخرج جاك مارون نص المسرحية وعندما قرأه عاد إلى لبنان على الفور وباشر التمارين، وأراد أن يعطي دوره أبعاده من دون الالتفات إلى كلمة هنا وموقف هناك يتجاوزان حدود المسموح او غير المسموح التي يفرضها المجتمع بطريقة نسبية وليست شاملة، ونجح في رهانه على نفسه. كذلك الأمر بالنسبة إلى ريتا حايك التي أرادت أن تقتحم  دوراً جريئاً من دون أن تلتفت إلى إمكانية أن تُلقب من بعده بممثلة جريئة، فنجحت بدورها في تحدي ذاتها وفي رهانها، ذلك أن الجمهور أشاد بأدائها بغض النظر عن جرأتها.

برهنت هذه المسرحية أن الجمهور اللبناني يتذوق المسرح وليس صحيحاً أنه يلهث وراء الابتذال دائماً، والدليل الإقبال على المسرحية وتمديد العروض. يذكر أن VENUS عرضت للمرة الأولى في مارس 2015  على خشبة مسرح مونو ويعاد عرضها حالياً.

فريق  العمل

لينا خوري، تخصصت في الإعلام السمعي البصري في الجامعة اللبنانية- الأميركية في بيروت، وانهت دراستها العليا في الإخراج المسرحي في الولايات المتحدة الأميركية. أستاذة في قسم المسرح في الجامعة اللبنانية-الأميركية، بيروت. لها أكثر من عشرة أعمال مسرحية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية من أشهرها «حكي نسوان» و{مجنون يحكي».

غبريال يمين، مخرج، ممثل، مؤلف وأستاذ جامعي، يعمل في الدراما منذ أكثر من 35 عاماً. آخر أعماله في المسرح «مجنون يحكي» للينا خوري، وفي التلفزيون «أبرياء ولكن» لسمير حبشي. ترجم واقتبس للمسرح أكثر من 75 مسرحية.

جاك مارون، تخرّج في  جامعة تكساس و the Actors Studio Drama School في نيويورك، حيث حاز ماجستيراً في الفنون الجميلة. أسس محترف الممثلين في بيروت (يونيو 2011)، وهو مركز تدريب لممثلين محترفين وغير محترفين، بهدف نشر الوعي على أهميّة التدريب والتواصل وضخ دم جديد من الممثلين... كذلك أسس {شركة إنتاج محترف الممثلين}، بهدف إنتاج أعمال الممثلين الموهوبين أعضاء المحترف.

بديع أبو شقرا، حاز إجازة التمثيل مع مرتبة الشرف في الجامعة اللبنانية (1998)، شارك في ورش عمل في لبنان وفرنسا والأردن وتونس مروراً بمحترف الممثلين في بوسطن، وصولا إلى محترف Equity Showcase Theatre  مع دايفيد سماكلر ومختبر الممثلين المحترفين مع دايفيد روتنبرغ في كندا. عمل في المسرح والسينما والتلفزيون في لبنان والشرق الأوسط وألمانيا وكندا.

ريتا حايك، خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، شاركت في دورات تدريبية في ستوديو ستيلا أدلر للتمثيل في لوس انجليس. بدأت مسيرتها  مع الدراما في مسلسل {حلم أذار} (2006)، شاركت في اعمال تلفزيونية في لبنان والخارج. أول عمل مسرحي لها {دون كيشوت} مع الرحابنة. في 2014 ادت دوراً رئيساً في مسلسل {كفى}، وشاركت في مسرحية {كعب عالي}.