السيسي يسعى لإنقاذ العلاقات مع إيطاليا... والزند إلى الإمارات

نشر في 17-03-2016 | 00:02
آخر تحديث 17-03-2016 | 00:02
No Image Caption
• اتفاق مصري - روسي على استئناف الرحلات الجوية قريباً

• مصرع «كوريا» قاتل رئيس مباحث شبرا
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، أن حادث مقتل الطالب الإيطالي فردي، كاشفاً عن توجه وفد أمني إلى روما لإطلاع الجانب الإيطالي على سير التحقيقات، في حين غادر وزير العدل المقال أحمد الزند القاهرة متجهاً إلى الإمارات، تلاحقه اتهامات بالتورط في قضايا فساد.

واصلت القاهرة، أمس، مساعيها لاحتواء تداعيات أزمة مقتل طالب إيطالي في القاهرة بظروف غامضة في فبراير الماضي، والعمل على تجاوز الأزمة المعلقة مع إيطاليا والاتحاد الأوروبي، إذ قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن الحادث كان صادما للشعب المصري، مؤكدا أنه فردي لم يواجهه سوى مواطن إيطالي واحد من بين ملايين الإيطاليين الذين يزورون مصر على مدار أعوام طويلة.

السيسي الذي أجرى حوارا مع صحيفة "لاريبوبليكا" التي تُعد إحدى أكثر الصحف الإيطالية انتشاراً، أضاف أن "النيابة العامة المصرية تولت التحقيق منذ اللحظة الأولى، كما تم تشكيل مجموعات عمل متخصصة من أجهزة الأمن المعنية للوقوف على أسباب الحادث وملابساته، وأن القاهرة حريصة على تكثيف التعاون مع الجانب الإيطالي لكشف غموض الحادث وتقديم مرتكبيه إلى العدالة".

واختفى الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة يوم 25 يناير الماضي، بالتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة المصرية، قبل أن يتم العثور على جثته وعليها آثار تعذيب بمنطقة صحراوية غرب القاهرة، 3 فبراير الماضي، ودخل البرلمان الأوروبي على خط الأزمة الخميس الماضي بتنديده بالحادث، رابطا الجريمة بما اعتبره "ظاهرة متكررة تشمل حوادث تعذيب واعتقال وقتل في مصر مؤخراً".

السيسي الذي يسعى لتجاوز أي تداعيات سلبية لحادث روجيني على مستقبل العلاقات مع إيطاليا الشريك الاقتصادي الأكبر لمصر في أوروبا، وجّه "أصدق التعازي وخالص المواساة" إلى أسرة ريجيني، وكشف أن الفريق المصري المكلف بالتحقيق في القضية سيتوجه خلال أيام إلى روما لمناقشة سبل التنسيق المشترك في القضية، لافتا إلى أن القاهرة حريصة على توفير الأمن والحماية لجميع زائريها، ومن بينهم الإيطاليون.

وأوضح أن توقيت الحادث يطرح العديد من الأسئلة، ومن بينها توقيت الكشف عنه أثناء زيارة وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية إلى مصر على رأس وفد من ممثلي مجتمع الأعمال الإيطالي، متسائلا ما إذا كانت هناك أطراف لديها مصلحة لعرقلة هذا التعاون.

وأشار إلى اختفاء المواطن المصري عادل معوض المقيم في إيطاليا منذ خمسة أشهر، مؤكدا أن "مثل هذه الأحداث الفردية لا يتعين اتخاذها كأسباب لإفساد العلاقة بين البلدين".

شاهد زور

    

في الأثناء، وبينما تواصل النيابة المصرية تحقيقها لكشف غموض مقتل ريجيني، كشفت النيابة عدم صحة ادعاءات أحد الشهود الذي أفاد بمشاهدته مشاجرة ومشادة كلامية بين ريجيني وشخص آخر، بالقرب من القنصلية الإيطالية في وسط القاهرة قبل اختفائه بيوم واحد، إذ أكدت تحريات النيابة عدم صحة شهادته، وأن تفريغ كاميرات القنصلية أثبت عدم صحة هذه الرواية، في حين بين تتبع مكالمات هاتف الشاهد عدم وجوده في المكان الذي حدده كتاريخ لمشاهدة المشاجرة المزعومة.

وعندما تمت مواجهة الشاهد بالأدلة تراجع عن شهادته قائلا: "أنا آسف"، خاصة أنه ظهر بأحد البرامج التلفزيونية، وأدلى بشهادة مغايرة عن تلك التي أدلها بها أمام النيابة.

وكشفت مصادر نيابية أن السلطات لم توجه تهمة الإدلاء بشهادة زور وتضليل العدالة إلى الشاهد، في حين أكد الخبير الأمني، اللواء أحمد رجائي، لـ"الجريدة"، أنه لا إمكانية للتلاعب في تحقيقات النيابة في مقتل ريجيني، خاصة أن التحقيقات يحضرها الجانب الإيطالي، لذلك تم كشف تهافت رواية الشاهد الذي اتضح أنه لم يشاهد شيئا.

الزند يغادر

    

في سياق منفصل، وبعد ثلاثة أيام على إقالته، غادر وزير العدل السابق أحمد الزند، القاهرة أمس، متجها هو وأسرته إلى مدينة دبي الإماراتية، ولم يعلن الزند سبب مغادرته، وما إذا كانت زيارته إلى دبي بغرض الاستجمام أو الإقامة بصفة مستمرة هناك.

إلا أن مصدرا قضائيا أكد لـ"الجريدة"، أن "الزند وبناء على نصائح بعض المقربين منه، قرر مغادرة البلاد لحين هدوء الضجة المثارة بعد تصريحه المسيء للنبي عليه الصلاة والسلام"، مشيرا إلى أن "النائب العام تلقى بلاغات خلال الأيام الماضية ضد وزير العدل المقال، وأن النيابة بدأت في التحقيق بشكل سري فيها، خاصة ما يتعلق باتهام الزند بالاستيلاء على أراض مملوكة للدولة".

أمنيا، وبينما قتل ضابط وأصيب 4 مجندين في انفجار عبوة ناسفة، قتل الجيش 10 من عناصر "داعش سيناء" أمس، ونجحت قوات الشرطة في قتل المسجل خطر محمود كوريا (31 عاما)، والمتهم الرئيس في قتل رئيس مباحث شبرا منذ نحو أسبوعين.

عودة الطيران

في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خلال استقباله نظيره المصري سامح شكري في موسكو أمس، إنه أجرى مباحثات مثمرة مع شكري، وإنهما توافقا على استئناف الرحلات الجوية بين البلدين خلال وقت قصير.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن وزارتي النقل المصرية والروسية تعملان حاليا على الانتهاء من الصياغة النهائية من مذكرة التفاهم بشأن استئناف حركة الطيران المباشر بين البلدين.

وأشار إلى أن موسكو تعمل على افتتاح قنصليتها في الغردقة السنة المقبلة، لتيسير إجراءات السياح الروس، في حين قال شكري: "إننا نعول على تعاون مع روسيا في المجال التقني الأمني في مطاراتنا، ونرحب بالبعثات التقنية الروسية ونأمل أن يكون هذا أمرا جيدا للطرفين".

وكانت طائرة روسية قد سقطت في سيناء نهاية أكتوبر الماضي ما أسفر عن مقتل جميع ركابها الـ 224، وأغلبهم روس، لتقرر بعدها روسيا وبريطانيا وعدة دول أخرى تعليق رحلات الطيران إلى مصر، بعد توافر معلومات لديها بأن الحادث جاء نتيجة عملية إرهابية.

back to top