«طاح حظ الخيار وسعره وصل إلى الصفر»... بهذه العبارة يقابلك المزارعون والتجار عند السؤال عن «نكبة الأسعار» التي حلت بالخيار إلى حد أنه بات يعرض بالمجان تقريبا في بعض الجمعيات التعاونية، بينما رفعت جمعيات أخرى شعار «اشتر كرتون خيار واحصل على آخر بالمجان»، علما ان بعض الجمعيات نشرت إعلانات حددت فيها سعر كرتونة الخيار بـ5 فلوس.
ويعود هذا الانخفاض الحاد في أسعار الخيار إلى عدة أسباب، منها كثرة المعروض وارتفاع درجات الحرارة، والنتيجة أن مصائب المزارعين عند المستلهكين فوائد... «الجريدة» جالت في بعض الأسواق والجمعيات التعاونية، للتعرف على الأسعار وأسباب التدهور.بداية، أكد رئيس اتحاد المزارعين هادي الوطري أن المزارع خلال الأشهر الماضية لم يكن يعاني مشاكل في الزراعات التي يزرعها بسبب انخفاض درجات حرارة الجو، وخلال أبريل الجاري بدأت درجات الحرارة في الارتفاع، وبدأ المزارع يعرض منتجه في الأسواق، لكي لا يتلف بسبب ارتفاع الحرارة، وفي المقابل السوق الكويتي صغير، ولا يتحمل الكميات الضخمة المقدمة من الإنتاج الزراعي.وأضاف الوطري: «الأمر لا يقتصر فقط على الخيار، فسعر الطماطم بدأ في الانخفاض أيضا، حيث وصل إلى نحو 500 فلس، في حين أن هناك خضراوات أخرى لم تتأثر بدرجات الحرارة مثل الفلفل والباذنجان، لذلك أسعارها متماسكة إلى حد ما».المنتج الكويتيوقال الوطري: نحن الآن في ذروة الإنتاج الزراعي للعديد من الخضراوات، وبالتالي سنجد انخفاضا ملحوظا في أسعارها في كافة الأسواق، مشيرا إلى أن المنتج الكويتي يتم دعمه من قبل الدولة، لذلك لا يتم تصديره إلى الخارج، بل يتم بيعه في الكويت فقط كونه منتجا متميزا، فهو منتج طازج ويباع بشكل مباشر دون تخزينه فترات مثل المنتجات الأخرى المستوردة.وتابع: خلال الفترة المقبلة سترتفع الأسعار بشكل يتوافق مع المزارع ومع الدعم المقدم للمزارع، ويتوافق مع المستهلك بحيث يستفيد الكل من تلك الأسعار سواء كان المزارع أو المستهلك. 90 ألف كرتونبدوره أكد أمين سر اتحاد المزارعين عودة الظفيري أن الإنتاج اليومي من الخيار يزيد على 90 ألف كرتون ويستقبلها اتحاد المزارعين يوميا، وهي كمية كبيرة جدا تفوق الطلب في السوق، لافتا إلى أن السوق الكويتي يكفيه قرابة 50 ألف كرتون يوميا لتغطية كافة طلباته واحتياجاته.وأضاف: نعيش خلال هذه الأيام ذروة انتاج الخيار في الكويت وكذلك في البلدان الأخرى، فهناك ذروة في إنتاج الخيار والطماطم، لافتا إلى أنه مع ارتفاع درجات حرارة الجو بدأ المزارعون عرض كميات هائلة من الخيار في الأسواق، في حين أن الطلب عليها أقل من المعروض، لذلك انخفضت أسعار الخيار بهذا الشكل الملحوظ، حتى أن الكرتونين عرضا في بعض الجمعيات بـ«5» فلوس أحدهما بالمجان.التوزيع على الجمعياتوتابع: لدينا في الكويت 50 جمعية تعاونية تعد الأسواق الرئيسية لبيع المنتج الزراعي الوطني، ونوزع على كل جمعية بحسب حجم الجمعية واحتياجاتها والطلب عليها ما يتراوح ما بين 600 إلى 700 كرتون يوميا، لافتا إلى أن الفائض في المنتج يوميا قرابة 100 ألف كرتون تم طرحها كذلك مع تلك الكميات المزروعة فازداد المعروض في الأسواق.ولفت إلى أن المزارع الكويتي مع هذه الأسعار خسران في ظل الدعم المقدم له من الدولة وهو يقارب 60 فلسا على كرتون الخيار، مشيرا إلى أن الكرتون يكلف المزارع قرابة 150 فلسا تقريبا حتى يصل إلى المستهلك.المزارع الكويتيوشدد الظفيري على أهمية المحافظة على المزارع الكويتي من خلال دعم زراعاته وتوفير احتياجاته الضرورية، مشيرا إلى أن المثل يقول «لا يموت الذيب ولا تفنى الغنم»، بمعنى أن المزارع ينتج والمستهلك دائما بحاجة إلى هذا الإنتاج، وعلينا أن نوفر السبل لتلك الدورة الزراعية من أجل خدمة البلد.ولفت إلى أن هناك تنسيقا بين اتحاد المزارعين وبين الجمعيات التعاونية المختلفة من أجل بيع الخضراوات إلى الجمعيات مباشرة دون وسيط، بهدف عدم رفع الأسعار بسبب وجود وسيط يسعى إلى رفع أسعار السلع للاستفادة منها.وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد ارتفاعا في أسعار الخيار، فمع ارتفاع درجات حرارة الجو لن يزرع الخيار إلا في المحميات المبردة، لذلك سوف تنخفض الكميات المعروضة في الأسواق، ومن ثم تعود أسعار الخيار إلى وضعها الطبيعي في الأسواق كما كانت، موضحا أن نسبة المنتج من الخيار زادت خلال الشهر الجاري ما يقارب 10 أضعاف المعروض منه في الأيام الماضية، فكانت النتيجة انخفاض الأسعار.الكرتون بالمجانمن جانبه، قال رئيس مجلس إدارة جمعية هدية التعاونية، فايز المطيري، إن سعر كرتون الخيار منذ عدة أشهر وصل إلى دينار ونصف، لقلة المعروض في الأسواق، لذلك أقبل المزارعون على زراعة الخيار بكميات كبيرة، من ثم انخفضت أسعاره في الأسواق.وأضاف: «بعض الجمعيات، مثل جمعية النزهة التعاونية، عرضت الكرتون بـ 5 فلوس، وإذا استمرت العروض بهذا الشكل، فهناك توجه لدينا بأن نوزع كراتين الخيار على المستهلكين بالمجان».بدوره، قال سيد مهران (تاجر يعمل في بيع الخضراوات للجمعيات منذ 10 سنوات)، التقته «الجريدة» بجمعية الفروانية التعاونية: «سعر الكرتون يباع في الجمعية اليوم بـ 35 فلسا، والسعر المعلن 50 فلسا»، لافتا إلى أن الجمعيات تبيع إلى جانب المنتج الوطني «الخيار السعودي والخيار الأردني»، إلا أنه مع ارتفاع كميات الخيار الوطني يختفي الخيار المستورد من الأسواق.وتابع: «أقوم بشراء الخيار من الشبرة، من ثم أبيعه إلى الجمعيات بهامش ربح قليل جدا، لتستفيد الجمعية من الأسعار التي أقدمها».لقطات• أسعار الخيار في الجمعيات ما بين 5 و50 فلسا.• ارتفاع أسعار الكرتون وفق الوزن في الأسواق الموازية، لتصل إلى 140 فلسا.• محاولة إظهار أسعار الخيار وسط المعروض لبيع الكراتين على المستهلكين داخل الجمعيات.• الأسعار اختلفت من جمعية لأخرى وفق العروض التي تقدمها.• انتشرت أسعار الخيار عبر مواقع التواصل تحت عناوين مختلفة كان في مقدمتها «خيار تايمز».• الأسعار في البقالات تصل إلى ربع دينار للكرتون وزن كيلو ونصف، ولا يشتريها أحد.• توجه لبيع الخضراوات مباشرة للجمعيات دون وسيط يرفع الأسعار.• كرتون خيار بـ 5 فلوس، واحصل على آخر بالمجان.40 مليون دينار دعم الدولة للقطاع الزراعيأكد رئيس اتحاد المزارعين هادي الوطري، أن هناك تعاونا كبيرا بين الاتحاد والحكومة، وحرصا من الدولة على دعم المزارع الكويتي ودعم المنتج الكويتي.ولفت إلى أن الدعم المقدم إلى الهيئة العامة للزراعة، بمختلف قطاعاتها، من قبل الدولة يقارب 40 مليون دينار سنويا، مثمنا جهود الدولة في دعم المزارع الكويتي ومنتجه، والتشجيع على زيادة الرقعة الزراعية في البلاد.سعر الكرتون الفارغ أغلى من الخيارعزا العديد من المزارعين الانهيار في أسعار الخيار إلى كثرة إنتاجه، مع بدء الارتفاع في درجات الحرارة، موضحين أن الشبرة المحمية التي كانت تعطي 50 كغم من الخيار يوميا أصبحت تعطي بفعل الحرارة المرتفعة 150 كغم.وأضافوا أن معظم المزارعين يزرعون الخيار في آلاف الشبرات المحمية، وفي مئات المزارع بالعبدلي والوفرة، لأنه المحصول النقدي الأسرع نموا وإنتاجا وعطاء، مقارنة بالمحاصيل الأخرى، كالطماطم والبطاطا.وأشاروا إلى أن سعر الكرتون الفارغ أصبح أغلى من الخيار، إلا أن الأسعار مع الوقت سوف ترتفع مع انخفاض الإنتاج، بسبب حرارة الجو.53% نسبة الاكتفاء الزراعي في البلاد حتى 2011أوضح تقرير أصدرته الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، حرص الدولة على تطوير القطاع الزراعي، حيث شهد ارتفاعا في معدلات الإنتاج من المنتجات النباتية والحيوانية والسمكية، وأصبح يغطي جزءا كبيرا من الاحتياجات المحلية.وذكر التقرير أن عدد المزارع في العبدلي والوفرة بلغ 2880 مزرعة، وإجمالي المساحة الحقلية المستغلة تقارب 141 مليون متر مربع، والبيوت المحمية بها 30174، فيما عدد البيوت المحمية المبردة 29630، وتحتوي هذه المزارع على 3888 بئرا ارتوازية و9 آبار فوارة، وما يزيد على مليون نخلة عادية، و570 ألف نخلة نسيجية، وذلك خلال عام 2011.وأفاد التقرير بأن نسبة تطور الاستهلاك ونسب الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية زادت خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت في الخضر الطازجة 53 في المئة، وفي الأعلاف الخضراء 86 في المئة.
أخبار الأولى
الخيار بـ «المجان»... ولا عزاء للمزارعين
21-04-2016