سورية تشهد أول هدنة منذ 6 سنوات اعتباراً من السبت

نشر في 23-02-2016 | 00:00
آخر تحديث 23-02-2016 | 00:00
No Image Caption
• الأسد يخسر طريقاً مهماً بحلب

• طهران تلمح إلى نيتها العرقلة

• أنقرة تتراجع عن العملية البرية
وسط تكثيف المساعي الدولية لبدء تطبيق الهدنة في سورية، لأول مرة منذ ٦ سنوات اعتباراً من السبت ٢٧ الجاري، اجتمعت المعارضة السورية، لبحث موقفها، خصوصا الضمانات التي منحت لها للسير بوقف المعارك، في حين غردت طهران خارج السرب، نافية حصول اتفاق بشأن تفاصيل وقف إطلاق النار الذي أعلنته واشنطن وموسكو.  

أفاد دبلوماسيان غربيان، أمس، بأن بنود مسودة الاتفاق الروسي- الأميركي الهادفة إلى وقف إطلاق النار في سورية تشمل وقفاً لجميع الأعمال العدائية اعتباراً من يوم السبت 27 فبراير الجاري، باستثناء المواجهة مع تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" الموالية لتنظيم "القاعدة".

وأكد المصدران، اللذان طلبا من وكالة "رويترز" عدم الكشف عن اسميهما، تقريراً لتلفزيون "الجزيرة" ذكر أيضاً أن المسودة تدعو الأطراف السورية إلى الموافقة على وقف الاقتتال بحلول ظهر يوم 26 فبراير.

وقال أحدهما، إن هذا التوقيت دقيق، في حين لم يتمكن الثاني من تأكيد ذلك.

وعقدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية أمس اجتماعاً طارئاً، لبحث الهدنة المحتملة، وتوافر الضمانات اللازمة لنجاحها.

وقال رئيس الهيئة رياض حجاب إنه سيبحث مع أعضاء الهيئة آخر ما تم التوصل إليه بشأن الهدنة والمفاوضات، كما ستجرى اجتماعات ثنائية بين الهيئة وممثلين عن دول غربية.

طهران خارج السرب

وفي طهران، صرح وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، بأنه لم يتم التوافق بعد على التفاصيل المرتبطة بكيفية تنفيذ وقف إطلاق النار، مشدداً على أنه "يتعين منع إعداد الأرضية لإرسال المساعدات إلى الجماعات الإرهابية خلال مرحلة وقف إطلاق النار، وكذلك منع إرسال وتجنيد عناصر جديدة، بمعنى الإشراف الكامل على الحدود".

بدوره، اتصل مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبداللهيان هاتفيا بالمبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف.

وأكد الجانبان "ضرورة بذل الجهود لوقف إطلاق النار في جميع مناطق المواجهات، ما عدا تلك التي يتواجد فيها الإرهابيون"، وكذلك إرسال المساعدات، كما اعتبرا متابعة الحلول السياسية هي الأولوية الأساسية.

الأسد يخسر

رغم الغارات الروسية المتواصلة، تمكنت فصائل "الحزب الإسلامي التركستاني" وتنظيم "جند الأقصى" وكتيبة من المقاتلين القوقازيين بعد منتصف ليل الأحد- الاثنين من قطع طريق خناصر حلب الاستراتيجية التي تربط مناطق سيطرة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب بمناطق سيطرتها في سائر المحافظات، بعد سيطرتهم على جزء من قرية رسم النفل الواقعة على الطريق، إثر هجوم مفاجئ شنته من غرب خناصر، تزامن مع هجوم آخر لتنظيم "داعش" على الطريق تمكن خلاله من قطعها في مكان آخر.

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان عبدالرحمن، أن طريق خناصر، الذي يعد المسلك الوحيد لقوات النظام الموجودة غرب مدينة حلب والمناطق المحيطة بها، للوصول من وسط البلاد، هو "طريق الامداد الوحيد لقوات النظام والمدنيين إلى محافظة حلب".

ويأتي هذا التطور في وقت لا تزال قوات النظام تحاصر بشكل شبه كامل الاحياء الشرقية من المدينة الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، بعد تقدمها خلال الأسابيع الأخيرة في ريف المدينة الشمالي.

وأشار المرصد إلى "اشتباكات عنيفة جارية في قرية رسم النفل وعلى أطراف بلدة خناصر بين المقاتلين الجهاديين وقوات النظام"، موضحاً أن المعارك تزامنت مع غارات جوية روسية كثيفة استهدفت مناطق الاشتباك، بالإضافة إلى مناطق أخرى تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، وأخرى تحت سيطرة "داعش" في الريف الشرقي، الذي انتزعت قوات النظام خلال الـ 48 ساعة الماضية 34 قرية فيه تقع كلها على طريق محوري يبلغ طوله نحو 40 كيلومترا، ويربط شرق حلب بمحافظة الرقة (شمال).

كر وفر

وفي اللاذقية، أفاد المرصد عن معارك كر وفر بين قوات النظام، بقيادة ضباط وجنود روس والفرقة الأولى الساحلية وحركة "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى، في عدة محاور بجبلي الأكراد والتركمان.

وفي الحسكة، تشهد منطقة الشدادي، أهم معاقل "داعش"، اشتباكات عنيفة منذ أيام تمكن خلالها التنظيم من استعادة "قرية 47" وأسر 30 عنصراً من قوات "سورية الديمقراطية" المدعومة أميركياً.

تفجيرات السيدة

وفي ريف دمشق، ارتفعت حصيلة تفجيرات منطقة السيدة زينب، التي تبناها "داعش"، وتعد الأكثر دموية منذ اندلاع النزاع منتصف مارس 2011، إلى 120 قتيلاً و178 جريحاً، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد، الذي أوضح أن بين الضحايا 90 مدنياً غالبيتهم من النازحين من المناطق المجاورة، بالإضافة إلى 19 مسلحاً موالياً للنظام.

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن "الهجمات الإرهابية تهدف إلى تقويض عملية السلام، وتخريب مساعي التسوية السياسية. وتتطلب رد فعل مناسباً من المجتمع الدولي".

أنقرة تتراجع

وفي أنقرة، استبعد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، قيام تركيا والسعودية بعملية برية في سورية، مبيناً أن أي خطوة من هذا القبيل يجب أن تضم كل دول الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وقال جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني: "قلنا إنه بدلا من دعم منظمات إرهابية أخرى لمحاربة تنظيم الدولة يمكننا محاربته بأنفسنا نحن الدول الخمس والستين (أعضاء الائتلاف). هذا ما قلناه. بخلاف ذلك، فإن أي عملية برية في سورية من قبل تركيا والسعودية لم تكن أبداً مطروحة على جدول الأعمال".

وأضاف: "فشلنا في حربنا ضد الدولة الإسلامية. 65 دولة في العالم فشلت في المعركة. والسبب في ذلك عدم وجود استراتيجية أو إرادة"، مشدداً على أن الضربات الجوية الروسية هي أكبر عقبة أمام وقف إطلاق النار.

back to top