في الوقت الذي يسعى الجيش العراقي والقوات المشتركة جاهدين إلى استرجاع ما تبقى من مناطق في يد تنظيم «داعش»، يعمل الساسة، في المقابل، على عملية الإصلاح والتغيير الوزاري.

Ad

أعلن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، أمس، أن المجلس يعمل مع جميع القوى السياسية على الوصول إلى تشكيلة وزارية قادرة على إدارة البلد للسنتين المقبلتين.

وقال الحكيم في كلمة موجهة لأتباعه في بغداد و14 محافظة خلال احتفالية بمناسبة "يوم الشهيد العراقي"،

"اليوم أنتم تتصدرون مشروع الإصلاح الكبير ولأنكم أصحاب مشروع ورؤية فإنكم وضعتم الحلول ورسمتم خارطة الطريق، وقد أيدتها كل القوى السياسية"، مؤكدا "سنعمل بقوة مع الجميع على أن تتجاوز الحكومة أزمتها وأن نصل الى تشكيلة وزارية تكون قادرة على قيادة العراق للسنتين المتبقيتين من عمر الحكومة".

وبين أن "الانتخابات المقبلة مفصلية في تاريخ العراق وستحدد المسارات التي سنسير فيها للأعوام العشرة المقبلة وقبلها أو معها ستكون انتخابات مجالس المحافظات"، مؤكدا أن "مهمتنا اليوم أن نحمي العراق ونعبر به الى بر الأمان وبعدها سيكون الحساب حسابا عسيرا لكل من غامر بدماء هذا الشعب وبدد أرزاقه وخان الأمانة".

وأشار الحكيم إلى أن "العراق لا يستقر إلا اذا شعر الجميع بأنهم متساوون فيه فلقد انتهى زمن المظلومية الطائفية أو القومية وأصبح كل الشعب مظلوماً"، لافتا الى أن "الإرهاب اثبت للعراقيين أن لا قيمة لهم خارج عنوان العراق الواحد الموحد وأنه مهما كانت خلافاتنا كبيرة فإنها تبقى صغيرة أمام العراق الواحد الموحّد الذي يجمعهم".

وأضاف: "قدرنا أن نحمل الراية ونحمي الوطن ونحن نواجه التحديات الأصعب والأخطر، ألا وهي تحديات التضليل والتشويش"، موضحا أن "كل التحديات تهون وكل الصعاب تواجه وكل المخاطر تفكك إلا تحدي الانقسام داخل البيت الواحد وتحدي التضليل وخلط الأوراق".

وبين رئيس المجلس الأعلى، أن "التحديات التي نواجهها اليوم بخطورة التحديات التي واجهناها في بداية سقوط الصنم، حيث كانت الأوضاع تسير نحو المجهول"، محذرا من أن "هناك اليوم من يحاول أن يفجر البيت من الداخل بكلمات حق يراد بها باطل وأن يسقط المنهج بذريعة الفشل".

إلى ذلك، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، بأن تكون جلسة التصويت على الكابينة الوزارية علنية.

وقال الصدر في بيان، "لست أنا من يطالب بل الشعب أجمع يطالب الجهات المختصة بأن تكون جلسة البرلمان التي يصوت فيها على الكابينة الوزارية التي طرحها العبادي جلسة علنية وتنقل بالنقل المباشر على كل القنوات العراقية، ليعلم الشعب من يصوت ومن يحجم عن التصويت"، مضيفا، أنه "من المفروض أنهم صوت الشعب وهو ما لا يجب حجبه عنهم بأية صورة من الصور، وإلا اعتبر خيانة للشعب وكتماً للحقائق".

هيت

على صعيد آخر، قال التلفزيون العراقي الرسمي أمس، إن قوات مكافحة الإرهاب العراقية تدعمها الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وصلت إلى وسط بلدة هيت في محافظة الأنبار وتقوم بطرد مقاتلي تنظيم داعش، وإجلاء آلاف المدنيين.

وقال قائد محلي، إن القوات العراقية لا تزال تطرد المتشددين الذين تركوا عائلاتهم وفروا، مضيفا أنه خلال أيام سيفرح العراقيون "بتحرير" محافظة الأنبار بالكامل.

كيري

في غضون ذلك، بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، زيارة لبغداد لإجراء مباحثات حول الحرب ضد تنظيم "داعش" وتأكيد "الدعم القوي" للحكومة العراقية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن كيري "سيؤكد الدعم القوي للحكومة العراقية في ما يتعلق بالأمن والاقتصاد والتحديات السياسية".

كما سيبحث كيري في زيارته هذه والتي تعتبر الأولى للعراق منذ سبتمبر 2014 في استمرار دعم التحالف الذي تقوده واشنطن لجهود العراق المتواصلة ضد "داعش".

ووصل كيري الى العراق قادما من البحرين التي زارها، أمس الأول، وأجرى مباحثات مع وزراء خارجية دول الخليج حول الصراعات في العراق وسورية واليمن.

وقال كيري للصحافيين إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم يقدم أي طلب لإرسال قوات أميركية جديدة للمساعدة في محاربة "داعش"، مؤكدا دعم الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جون بايدن للعبادي الذي يواجه أزمة سياسية واقتصادا متعثرا فضلا عن المعركة ضد "داعش".

وأضاف كيري أنه أوضح للعبادي أن من المهم أن يكون هناك استقرار سياسي في العراق حتى لا تتأثر العمليات العسكرية.

وكان كيري قد اجتمع في وقت سابق من أمس، مع العبادي ومسؤولين عراقيين كبار.

إلى ذلك أعلنت قيادة الحشد العشائري في محافظة الأنبار، أمس، عن تشكيل لواء درع الفلوجة من مقاتلي العشائر للمشاركة بمعارك تطهير المدينة من سيطرة "داعش".

وقال آمر الفوج الثالث في لواء كرمة الفلوجة للحشد العشائري العقيد أحمد كريم بديوي، إنه "سيتم تدريب واستقبال المتطوعين من عشائر الفلوجة في معسكر تدريب الحبانية، شرقي الرمادي، وتجهيز وتسليح أفواج لواء درع الفلوجة للمشاركة في العمليات"، مضيفا أن "مقاتلي لواء درع الفلوجة سيتكون من خمسة أفواج سيكونون من أبناء عشائر الفلوجة وسيشاركون في الخطوط الأمامية لتحرير مناطقهم من دنس داعش".

وأشار آمر الفوج الى أن "قيادة الحشد الشعبي في الأنبار ستكون هي المشرفة على تدريب وتسليح مقاتلي لواء درع الفلوجة ومهام عملهم قتالي وإسناد عسكري لقوات الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب في معارك تحرير الفلوجة خلال الأيام القليلة المقبلة".