(1) القهوة التركية ليست تركية، هي يمنية الأصل ولدت هناك في مدينة الموخا أو "الموكا" كما يرطنها قهوچية الستاربكس، ولكن اليمان غفر الله لهم تَرَكُوا دم "الكافيين" يتفرق بين فناجيل العجم، الترك فالهولنديين ثم البرازيليين وخرجوا يبحثون عن قوت آخر يشبه قهوتهم الضائعة فأضاعوا الطريق ووجدوا "القات"، "قوت"، "قات" ربما خدعهم تشابه الأسماء، وربما أضاعوا الطريق، ولكن الشهادة لله اليمنيون في الحالتين ليسوا وحدهم، فتشابه الأسماء وإضاعة الطرق مرض يعربي معتبر منقوش على رخام جينات تاريخنا الحديث، عبدالناصر مثلاً كان يريد القتال في "تل أبيب" فوجد نفسه في النهاية يقاتل فوق "تلال صنعاء"،"تلال" جمع نعم "وتل" مفرد نعمين، ولكن احذر ـ رعاك الله ـ فلا صوت "قواعد نحو" يعلو فوق صوت المعركة.
صدام أيضاً كان يريد حرق نصف إسرائيل فأحرق نصف آبارنا، وطبعاً لا داعي للقول بأن كويتنا تقع جنوباً والقدس غرباً، ولكن أي منطق بوصلة يستطيع الهمس في حضرة مقصلة القائد الفذ الملهم؟! أما حسن نصر الله سيد المقاومة وغلام إيران صاحب مقولة "حيفا وما بعد حيفا" فقد أضاع الطريق أيضاً وأَضَلَّه تشابه الأسماء، فـ"حِيفا" فلسطين صارت "حَيفاً" يصبه على رؤوس الشعب السوري في دمشق وحلب وحمص وغيرها، و"الأقصى" الذي كان يبكيه فوق منابر المقاومة والممانعة صار "إقصاءً" لإرادة الشعوب، ومنعها من حكم وطنها بحرية وعدالة!(2) الصفر ليس أوروبياً بل هو حفيد بنات أفكار شيخنا العالم "محمد أخا خوارزم"، ولكننا وحقناً لدماء وجوهنا بعد ٥٠٠ عام من سكرة الجهل، ارتضينا أن نتقاسم صفر "خ و ا ر ز م" مع الفرنجة، فتركوا لنا "خواء" الفكر وأصفاره الشمال وتركنا لهم الـ"رُزم"وأصفارها الميامين!، بعدها حكموا هم "اقتصاد" العالم على مذهب مولانا الخوارزمي، وحكمتنا بدورنا "اقساط" البنك الدولي وصندوق النقد على مذهب مولاتنا كريستين لاغارد!(3) الوطن العربي ليس عربياً، فنحن هنا مجرد أيتام على موائد لئام المجتمع الدولي، يقول مجلس الأمن نصاً فننصت، ويصرخ مجلس الامن: "أص" فنصمت، صامتين منصتين كأن على "رؤوس امالنا" طيور "الإف ١٨" والسوخوي والرافال، هو وطن العالمين لا وطننا، نحن هنا مجرد أرقام تسهر ليلاً طويلاً كأنما لم يخلق إلا لها تحتسي خلاله قهوة ترك كانت يوماً لها لتتابع نشرات الأخبار وهاشتاقات "التويتر" وتعد "أصفار" الديون والشهداء والمواقف الدولية.
مقالات
خارج السرب: معلومات سامة
27-02-2016