أعلنت منظمة العفو الدولية (امنستي) الأربعاء في بيان أن القوات الكردية، الشريكة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الجهاديين، دمرت آلاف المنازل في شمال العراق في مسعى واضح لتهجير السكان العرب.

Ad

وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان أن تدمير هذه المنازل جرى بعدما استعادت القوات الكردية السيطرة على مناطق كان يسيطر عليها تنظيم داعش الذي استولى على مساحات واسعة في شمال وغرب بغداد العام 2014.

وتشن الولايات المتحدة ضربات جوية لدعم القوات الكردية في مناطق الحكم الذاتي في العراق منذ أغسطس العام 2014، وانضم إليها عدد من الدول لتقديم الدعم الجوي والتدريب والسلاح للأكراد.

وأصبح تدمير المنازل ونهب الممتلكات ممارسة شائعة في إطار الحرب على تنظيم داعش ما يثير غضب السكان الذين يدعمون القوات الأمنية في سعيها للحفاظ على المناطق التي استعادت السيطرة عليها وتفادي أي معارك لاحقاً.

وأوضحت المنظمة أن «قوات البشمركة التابعة لحكومة كردستان العراق والميليشيات الكردية دمرت آلاف المنازل بالجرافات بعد تفجيرها أو حرقها في جهود واضحة للتهجير انتقاماً للدعم المفترض الذي قدمه هؤلاء العرب لتنظيم داعش».

وقامت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان بتحقيق ميداني وأجرت مقابلات مع شهود، مشيرة إلى أن صور الأقمار الاصطناعية قدمت دليلاً على «التدمير واسع النطاق».

وقالت دوناتيلا روفيرا المستشارة في المنظمة لشؤون أوضاع الأزمات «يبدو أن قوات البشمركة شنت حملة عشوائية لتهجير السكان العرب بالقوة».

وأضافت «أن تهجير المدنيين بالقوة وتدمير منازلهم وممتلكاتهم بشكل عشوائي وبدون أي مبرر عسكري قد يعتبر بمثابة جرائم حرب»،

كما منع الأكراد المدنيون الذين فروا من المعارك من العودة إلى منازلهم.

وجمعت المنظمة غير الحكومية أدلة عن «تهجير بالقوة وتدمير منازل على مستوى كبير» من قبل القوات الكردية في محافظات نينوى وكركوك وديالى.

وتقع هذه المحافظات خارج كردستان ولكن القوات الكردية سيطرت عليها أو عززت السيطرة على بعض المناطق فيها بعد فرار القوات العراقية خلال الهجوم الذي شنه تنظيم داعش في 2014.

ونشرت المنظمة التي تتخذ من لندن مقراً لها تقريراً مماثلاً عن القوات الكردية في سورية المجاورة في أكتوبر، متهمة «إدارة الحكم الذاتي» التي يقودها أكراد سوريين بارتكاب جرائم حرب.

وقالت إن تلك القوات قامت بهدم منازل المدنيين عمداً وهجرتهم بالقوة «من دون أسباب عسكرية مبررة».

ورغم ذلك، فإت وحدات حماية الشعب الكردية رفضت هذه الاتهامات، وقالت الثلاثاء إنها ستحاكم أربعة من مقاتليها المتهمين بإتلاف ممتلكات في بلدة استعاد تنظيم داعش السيطرة عليها قبل أشهر عدة.

وتلقت القوات الكردية السورية أيضاً دعماً جوياً وعسكرياً من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.