{الأم} إحدى أهم الشخصيات الدرامية، وطالما كانت محور اهتمام كُتاب السيناريو لما لها من أهمية خاصة في نفوسنا جميعاً. برعت فنانات كثيرات في تجسيدها، من بينهن سلوى محمد علي مقدّمةً الأم المصرية بتفاصيلها وتضحياتها، خصوصاً في الأفلام الأخيرة.

Ad

عن هذه الأعمال وصورة الأم في السينما قديماً وحديثاً كان لنا معها اللقاء التالي.

أخبرينا عن أبرز الأعمال التي قدمت فيها شخصية الأم.

أديت دور الأم في أكثر من عمل سينمائي وتلفزيوني، أبرزها {أوقات فراغ}، وكانت حالة خاصة جداً في فيلم طرح مشاكل الشباب بصورة مختلفة محققاً نجاحاً كبيراً.

كذلك جسدت شخصية أم منى زكي في {أسوار القمر}، رغم تخوف المخرج، وحقّق العمل نجاحاً واسعاً. وقدمت الأم بشكل سلبي في {الليلة الكبيرة}، بينما كانت لديها في {أسرار عائلية} مشكلة خاصة بابنها بسبب تربيتها الخاطئة له.

لماذا اختلفت صورة الأم في السينما بين الأفلام القديمة وأفلام اليوم؟

يكمن الاختلاف في الجمهور الذي يقصد السينما. في الماضي، كان الجمهور هو الأسرة المصرية كلها بمختلف مراحلها العمرية، والطبقات الاجتماعية.أما الآن، فيقتصر الرواد على الشباب من سن 16 حتى 21، ما انعكس على نوعية موضوعات السينما، حيث تم تهميش دوري الأم والأب، وتحوّل العمل إلى النجم الأوحد الذي يحصد الإيرادات، ويُسيطر على شباك التذاكر، أما الباقون فصاروا مساعدين له أو ثانويين، لأن منتج العمل يعلم جيداً الجمهور يأتي لأجل من.

هل يعني ذلك أن الأفلام الحديثة أساءت إلى الأم المصرية؟

بالطبع لا، لكن النظرة إلى الفن اختلفت، إذ ظهر كثير من مدعي الفضيلة والأخلاق، ومعهم أنواع مختلفة من الرقابة غير الرسمية على الفن بدعوى الحفاظ على تقاليد المجتمع.

غيّرت هذه المفاهيم والدعوات الغربية النظرة إلى الفن، وأظهرت ما أطلقوا عليه تشويه الأم والمرأة والمجتمع، رغم أن في كلاسيكيات السينما ترى كلاً من تحية كاريوكا وهند رستم مثلاً تجسدان الأم والمرأة المصرية بكل براعة وجرأة، رغم أنهما دخنتا الشيشة، وحملتا السلاح، وقدمتا دور العاهرة، ولم نسمع أحداً وقتها يقول إن أياً منهما أساءت إلى المرأة أو المجتمع.

معنى ذلك أن سينما الأبيض والأسود انتصرت للأم المصرية؟

في سينما الأبيض والأسود، كانت الأسرة المصرية الجمهور والبطل، لكل فرد فيها دوره في السينما وأهميته، وهو ما تسبّب في نجاح شخصية الأم وبقائها في ذاكرتنا حتى الآن. أما في السينما التجارية وشباك التذاكر، فالأم لا وجود لها، هي مجرد استكمال للشكل، إلا في حالات قليلة جداً، وهو أمر ينطبق على شخصية الأب التي تحولت إلى هامشية أيضاً.

أفضل ممثلة

وعن رأيها في أفضل ممثلة قدمت دور الأم المصرية قالت: بالطبع الفنانة القديرة فردوس محمد أفضل من جسّدن دور الأم في السينما، الأم البسيطة، الحنونة، كذلك الفنانة آمال زايد {الست أمينة} الأم المصرية التي تعيش لأولادها وزوجها، ولا ننسى الفنانة ناهد سمير التي لم تحصل على حقها من الأضواء والاهتمام الإعلامي رغم أنها إحدى أفضل من قدمن دور الأم في السينما، فكانت أم أحمد زكي في {البريء}، و«الحب فوق هضبة الهرم}، و«الإمبراطور}.

 وبالتأكيد تحضر هنا القديرة كريمة مختار، أشهر وأفضل أم مصرية، لكن أرى أن نجاحها في دور الأم ظلمها فنياً، ولم يتح لها فرصة التنوع في الاختيارات. في فيلم {الرجل الذي فقد عقله} مع فريد شوقي ومسرحية {العيال كبرت} توافرت فرصة للكوميديا وقدمتها، لكنها لم تحصل على فرص أكثر ولا أكبر لتظهر قدراتها التمثيلية.

بدورها، أدّت الراحلة زوزو نبيل أدوار الشر في بدايتها بكل اقتدار، ثم قدمت الأم البسيطة، مثال التضحية بالاقتدار نفسه، كما في فيلم {الهروب} مع أحمد زكي. الراحلة هدى سلطان أيضاً كانت الأم القوية ذات الشخصية والسلطة على بيتها، وفي الوقت نفسه مشاعرها كلها دفء.

وعمن يوجد في سينما اليوم ذكرت: كما قلت، الأزمة في عدم وجود نص جيد يتضمّن شخصية أم مكتوبة بدقة وجودة عالية، لكن لدينا كثيرات يستطعن تقديم دور الأم بكل اقتدار، مثل يسرا إحدى أهم نجمات السينما، وهي في مرحلة عمرية تسمح لها بذلك ومعها عبلة كامل.

ولكن أين النص الذي يُعرض عليهما وفيه مساحة تناسب تاريخهما. كذلك كل من سوسن بدر، سلوى خطاب، وحنان يوسف التي أدّت دور الأم بكفاءة عالية، ولكنها مظلومة في الكم الذي يُعرض عليها، ولو أُتيحت لها فرصة أكبر ستُقدم أداء راقياً. ولا ننسى الأم الأرستقراطية مثل رجاء الجداوي ومها أبوعوف.

وعن طموحها في تجسيد شخصية الأم قالت: أتمنى النجاح في تحقيق تاريخ تراكمي مثل فردوس محمد من خلال تجسيد شخصية الأم البسيطة، الطيبة، في أكثر من عمل يسمح لي بالتمثيل. لكن الأزمة أن هذه الفرص أصبحت الآن مُتاحة في الدراما التلفزيونية فحسب.