قد تؤدي الانتخابات التمهيدية في ولاية ويسكونسن الأميركية التي ستجري اليوم، إلى تغيير المشهد الانتخابي رأساً وعقباً في الحزب الجمهوري.

Ad

هكذا يتوقع معظم المحللين وكذلك استطلاعات رأي كثيرة.

لكن من المجحف اعتبار ولاية ويسكونسن العنصر الوحيد في توقع هذا التغيير، رغم أن نتائجها قد تعني ان الناخبين الاميركيين او على الاقل قسما كبيرا منهم قد عادوا الى رشدهم.

هناك من يرى ان قيادة الحزب او ما يعرف "بالاستابلشمنت" تدير المعركة الانتخابية في قواعدها ببراعة واطمئنان، بعدما سمحت "لظواهر الغضب" في التعبير عن نفسها بكل الاشكال الممكنة والانحياز وراء المرشح المفضل.

أغلب الظن أن خسارة دونالد ترامب المتوقعة لانتخابات ويسكونسن اليوم، ستكون ورقة إضافية رابحة ستلعبها هذه القيادة في معركتها مع كل المرشحين الجمهوريين من دون استثناء.

نصائح رئيس الحزب رينس بريبوس لترامب بعدم الترشح كمستقل فيما لو لم ينجح في الحصول على 1237 صوتا قبل مؤتمر الحزب في يوليو المقبل، تعكس تلك البراعة في ادارة اللعبة. تلك الخسارة ستضاف الى رصيد الحزب والى شرعية اعلانه بأن المؤتمر هو الجهة الوحيدة التي ستحسم هوية مرشحه الى انتخابات نوفمبر العامة.

وهذا يشمل أيضا منافس ترامب الرئيسي تيد كروز، فحتى الساعة لم يعلن قادة الحزب عن أي "تسوية" حقيقية معه رغم تواتر التسريبات عن بعض التنازلات المتبادلة. لكن كروز قد لا يكون هو المرشح المفضل لدى الجمهوريين، خصوصا أن استطلاعات الرأي الوطنية لم تمنحه حتى الساعة اي صدقية في خوض المنافسة مع منافسه الديمقراطي كائنا من كان. هذا فضلا عن تطرفه السياسي ومواقفه الاكثر تحفظا سواء في قضايا السياسة الداخلية او الخارجية ومواقفه من المهاجرين والمسلمين والعلاقة مع إسرائيل.

مسؤولو حملة جون كايسك يردون على حملات التشكيك التي تطالبه بالانسحاب من السباق بالقول إن معركة ويسكونسن، المعروفة بولاية صناعة الاجبان، ستجعل حملة ترامب تبدو كالجبنة السويسرية؛ كلما زادت الفجوات فيها زادت امكانية حصول منافسيه على مندوبين اكثر، في الولايات الكبرى المقبلة، وصولا الى مؤتمر يوليو حيث قوانين الحزب تعطيه الحق في اختيار "المرشح المناسب". وهذا ما يناسب كايسك في نهاية المطاف.

ولعل أفضل ما تحقق للحزب الجمهوري خلال الاسبوع الماضي هو التخبط الذي وقع فيه ترامب لاستدراك "السقطات" التي أصيب بها، من دفاعه عن مدير حملته الذي أدين بالتهجم على احدى الصحافيات الشهر الماضي، الى تراجعه عن ضرورة معاقبة النساء اللواتي يخضعن للاجهاض، وصدور استطلاعات أظهرت ان اكثر من 73 من النساء على المستوى الوطني لا يريدونه رئيسا.

وفي استطلاع آخر للواشنطن بوست مع شبكة اي بي سي نيوز رفض 67 في المئة من الاميركيين تأييد ترامب في الانتخابات العامة، وهي اسوأ نتيجة يحصل عليها مرشح خلال اكثر من ثلاثة عقود على تنظيم هذا النوع من الاستطلاعات.

وعلى الرغم من ان منافسته هيلاري كلينتون قد حصلت على نسبة عالية ايضا من الرفض بلغت 52 في المئة، الا انها تبقى اكثر قبولا عنه في الانتخابات العامة.

ومع هذه النسبة المرتفعة من السلبية في اوساط النساء اللواتي تمثل اصواتهن اكثر من نصف عدد الناخبين، وارتفاعها على المستوى الوطني عموما تبدو أسارير الحزب منفرجة، بعدما تأكدوا أنه بالإمكان النيل من ترامب في نهاية المطاف.