توفي الفنان التشكيلي حميد خزعل أمس الأول في لندن، التي كان يتلقى العلاج في أحد مستشفياتها، وبغيابه فقدت الحركة الفنية الكويتية واحدا من أبرز التشكيليين المحليين، لاسيما أنه كان رساماً ونحاتاً، وسيصل جثمان الراحل غداً وسيكون الدفن بعد غد.

Ad

واتصف الفنان الراحل بالدقة والنظام إضافة إلى دماثة الخلق والصبر برغم المعاناة، ولم يكن كثير الكلام مفضلاً ترجمة كل ما يجول في خياله عبر إبداع بصري يعتمد على دقة التكوين وجمال الشكل، وكان نموذجاً للفنان الجاد الذي لا يجند نفسه للصراعات، بل كان يركز في عمله متجاهلاً هذه المهاترات.

وتتميز تجربة الفنان حميد خزعل بالثراء والنضج إذ منحته موهبته القدرة على ترجمة مشاعره عبر الرسم والنحت إضافة إلى ممارسة النقد الفني، ومن أحدث مؤلفاته في التشكيل إصدار بعنوان «أوراق تشكيلية كويتية»، الذي يوثق للتشكيليين في الكويت من خلال التركيز على نتاج مجموعة من الفنانين في الجزء الأول من الإصدار.

وتتضمن السلسلة بعض الاسماء المضيئة في مجال التشكيل المحلي، ويسلط الإصدار الضوء على سبعة فنانين تشكيليين هم: حسين مسيب، ومحمد البحيري، ومحمود أشكناني، وسهيلة النجدي، وفاضل العبار، وناجي الحاي، وسوزان بوشناق.

وعقب إعلان نبأ الوفاة، قدم زملاء المهنة ومحبوه التعازي إلى أسرة الفقيد، مستذكرين مناقبه ونبل أخلاقه.

وبدوره، قدّم الفنان سامي محمد التعازي إلى عائلة الفقيد وإلى جميع أفراد الأسرة الفنية، مستذكراً أبرز صفات الراحل الذي اشتهر بالدقة والنظام والعمل الجاد بعيداً على الصراعات والمهاترات، وقال:» رحيله خسارة كبيرة للمشهد التشكيلي المحلي، لأن من زامله يعي جيداً المواقف السديدة لهذا الرجل وصلابته في مواجهة الظروف الصعبة، فقدناه كإنسان وفنان ولا اعتراض على إرادة الخالق».

ومن جانبه، أعرب الفنان التشكيلي محمود أشكناني عن حزنه العميق لرحيل الفنان حميد خزعل، معتبراً أن غيابه خسارة كبيرة للمشهد البصري المحلي، وقال: «أعزي نفسي أولا لأني فقدت الصديق والزميل والشقيق الصادق الصدوق، وأعزي أسرته بهذا المصاب الأليم».

وبصوت خافت قال أشكناني:» لقد انطفأ في هذه الليلة في سماء الكويت نور نجم من نجوم الفن التشكيلي الكويتي، والألم يعتصرنا على فراقه».

أما الفنان التشكيلي فاضل العبار، فقال: «افتقدنا صديقا عزيزا وفنانا وناقدا فنيا مجتهدا على مستوى الوطن العربي هو حميد خزعل، رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وعظم الله أجركم».

ومن جهته، قدم الفنان عبدالرضا باقر العزاء إلى ذوي الراحل، معتبراً غيابه خسارة كبيرة، كما شارك الكثير من الفنانين في الكويت وخارجها في تقديم التعازي بهذا الرحيل، ومن الفنانين الذي قدموا التعازي ناجي الحاي ومشعل الخلف وفاضل الريس وعلي نعمان وغيرهم.

معرضه الأخير

وكان آخر معرض للفنان حميد خزعل في الكويت، نظمته قاعة بوشهري للفنون وعرضت فيه مجموعة أعمال للراحل تحت عنوان «هوامش من سيرة شهرزاد». غير أن خزعل لم يحضر لأنه كان يستكمل علاجه خارج البلاد ضمن رحلة علاج بدأها في منتصف العام الماضي في مستشفى الأميرة غريس بلندن.

مشوار منوع

• بدأت مواهب الفنان حميد خزعل التشكيلية بالبروز منذ المرحلة الابتدائية، إذ كان يدرس في مدرسة الفحيحيل الابتدائية التي سميت لاحقاً عثمان بن عفان، وبعد اجتياز المرحلة المتوسطة في مدرسة المعري المتوسطة، وبناء على توجيهات مدرسي التربية الفنية التحق بمعهد المعلمين، وأنهى بعد أربع سنوات دراسته بحصوله على دبلوم التربية الفنية سنة 1970.

• عمل مدرساً للتربية الفنية في المرحلة الابتدائية خمسة أعوام، حصل بعدها على إجازة تفرغ دراسية، سافر خلالها إلى القاهرة والتحق بكلية الفنون الجميلة، قسم الرسم والتصوير الزيتي، وتتلمذ خلال فترة الدراسة على يد مجموعة كبيرة من أساتذة الكلية الفنانين منهم حامد ندا، وكمال السراج، ومصطفى الفقي، ومحمد رياض، وأحمد نبيل وغيرهم، وحصل بعد ذلك على بكالوريوس الفنون الجميلة سنة 1980- 1981، ثم عاد ليدرس في ثانوية الصباحية، ثم عين موجهاً فنياً في قسم النشاط الفني بمنطقة حولي التعليمية.

• مارس النقد التشكيلي في بعض الصحف المحلية والعربية، ومن مؤلفاته كتاب عن الحركة التشكيلية الكويتية المعاصرة، بالاشتراك مع الدكتور عادل المصري، بتكليف من منظمة اليونسكو- المكتب العربي للتربية والعلوم والثقافة، و»أوراق تشكيلية كويتية».

• انتسب خزعل إلى مجموعة جمعيات وروابط مهنية، منها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وجمعية الصحافيين الكويتية، ومنظمة الصحافيين العالمية.