اللهجة المصرية ما زالت ممنوعة من «الدبلجة»
ما زالت اللهجة المصرية ممنوعة من دبلجة أفلام «ديزني»، فقد قررت الشركة إيقاف دبلجة أفلام «الأنيميشن» منذ فترة باللهجة المصرية لأسباب تسويقية، كما قالت، وتتم راهناً دبلجة إنتاجاتها كافة إلى اللغة العربية الفصحى.
تؤكد مؤشرات عدة أن قرار منع دبلجة أفلام {ديزني} إلى اللهجة المصرية جاء بعد إبرام اتفاقية بين قناة عربية متخصصة للأطفال والشركة لشراء باقة من أبرز برامجها وأفلامها، على أن تتم دبلجتها إلى اللغة العربية الفصحى فحسب، ما يُفسّر «الأسباب التسويقية» التي أعلنت عنها «ديزني»، عند إعلانها هذا القرار.في هذا السياق، أكّد الفنان الكبير عبدالرحمن أبو زهرة الذي أدى أدواراً عدة بصوته في أفلام مدبلجة إلى اللهجة المصرية أن لهذا العمل متعة خاصة، مشيراً إلى أن كثيراً من الأعمال المدبلجة إلى اللهجة المصرية وصلت بسهولة إلى المتلقين وشاهدها الكبار والصغار بشغف نظراً إلى ما تقدمه من متعة بصرية وسمعية، مؤكداً أن اللهجة المصرية تذهب مباشرة إلى عقل ووجدان المشاهد الذي اعتاد عليها ويفهم مفرداتها جيداً. وأشار إلى أهمية دبلجة بعض الأعمال إلى اللغة العربية الفصحى أيضاً.
الفنان ضياء عبد الخالق المشارك بصوته في أعمال مدبلجة عدة يرى أن انتشار اللهجة المصرية لن يتأثر سلباً بالقرار السابق، ولن تهدده مثل هذه الإجراءات، مشيراً إلى أن القرار سيتم إلغاؤه آجلاً أو عاجلاً لأنه يضر بالأعمال المدبلجة.وأكّد عبدالخالق أن اللهجة المصرية بثت روحاً جديدة في الأعمال لأن الشخصية عندما تتحدث بها تكتسب خفة ظل تجعل المشاهد ينسى أن العمل معرب، مشيراً إلى أن العربية الفصحى مهمة جداً أيضاً للأطفال لكن اللهجة المصرية تصل بصورة أسرع إلى المتلقي.تعمل الفنانة أماني رفعت في الدبلجة، وهي ترى أن قرار منع الدبلجة باللهجة المصرية يسري على جميع اللهجات العربية وليس المصرية فحسب، ولا يتضمّن أي تربص بالمصريين، مؤكدةً أن القرار اتخذته شركة «ديزني» بهدف تسويق أعمالها بسهولة وتوجيهها إلى الدول العربية كافة، وليس إلى مصر أو عشاق اللهجة المصرية فحسب.وأكدت رفعت أن اللهجة المصرية لن تتأثر سلباً ولن ينساها المشاهد العربي، لا سيما أن أعمالاً كثيرة في السينما والدراما تملأ القنوات العربية، مطالبة المصريين بتقبل هذا الإجراء، خصوصاً أن من حق باقي الدول أن تسمع الأعمال بلهجتها أيضاً، لذلك تم توحيد الدبلجة لجميع البلدان العربية.من جانبه، أكد د. عمرو محمود، الأستاذ في قسم الغرافيك بكلية الفنون التطبيقية، أن اللهجة المصرية أصبحت أحياناً عبئاً على الأعمال وعلى مشاهديها بسبب اتجاه شركات دبلجة عدة إلى الكوميديا اللفظية الفجة التي لا تتوافق مع علم النفس التربوي ومع مراحل الصغار العمرية، موضحاً أن بعض الأعمال المدبلجة يحتوي على إيحاءات لا ينبغي أن تعرض على مسامع الأطفال. وطالب محمود بضرورة إنشاء قناة أطفال متخصصة لاستيعاب الأعمال المدبلجة ومئات الفنانين في مجال أفلام التحريك الذين هجروا هوايتهم ومهنتهم التي احترفوها بإتقان إلى أعمال توفر لهم احتياجاتهم ومتطلباتهم، كذلك كي نستطيع بث قيمنا المعتدلة لأطفالنا ولا نتركهم عرضة للتأثر بأعمال نستوردها من الخارج.المسمار الأخيريرى الناقد السينمائي محمود قاسم أن قرار الدبلجة بالعربية الفصحى هو المسمار الأخير في نعش اللهجة المصرية التي كان يعشقها كل العرب من خلال أعمال فنية تنتجها مصر، سواء سينما أو دراما أو مسرحاً، منذ بداية خمسينيات القرن الماضي، مشيراً إلى أن أبناء سورية ولبنان أصبحوا أمهر منا كثيراً في الدبلجة واحتلوا المساحة الشاغرة التي تركها المصريون.وأكد قاسم أن اللغة العربية الفصحى جافة للغاية ولا تساعد في الدبلجة ولا تضفي روحاً مرحة على العمل، على عكس اللهجة المصرية المليئة بالمفردات والإيحاءات، مشيراً إلى أن من اتخذ هذا القرار سيتسبب في قلة انتشار الأعمال، وأن العربية الفصحى لن تغني أبداً عن اللهجة المصرية المحببة للعرب كلهم.وأوضح قاسم أن أعمالاً عدة تمت دبلجتها إلى العربية الفصحى ففقدت كثيراً من روح الفكاهة التي تمتاز بها الشخصيات الكرتونية، موضحاً أن نجوماً أمثال خالد صالح ومحمد هنيدي وعبلة كامل وغيرهم شاركوا في دبلجة أعمال باللهجة المصرية، ما ساعد في انتشارها، أبرزها مثل «البحث عن نيمو» و«شركة المرعبين» و«الأسد الملك» وغيرها، مشدداً على أن بعض المشاهدين بحثوا عن النسخ الأصلية بعدما استمتعوا بمشاهدة النسخة المدبلجة وارتبطوا بها.