للعام الخامس على التوالي وفي مركز أكسبو الشارقة، نظم مركز الشارقة الإعلامي في من 20 إلى21 من الشهر الحالي النسخة الجديدة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي تحت شعار "نحو مجتمعات ترتقي"، وهو يعد أكبر تجمع إقليمي لمناقشة أفضل الممارسات العالمية في أساليب التواصل الحكومي، وكيفية تطوير العلاقة القائمة بين الاتصال الحكومي والمواطن، والدور الذي يؤديه الاتصال الحكومي في خدمة الإنسان بشكل عام، ناهيك عن تناول المواضيع الحياتية والقطاعات الحيوية، وعرض دراسات حالة متخصصة في هذا المجال، الأمر الذي جعل ذلك المنتدى مرجعا لدراسات الحالات العالمية في الاتصال الحكومي.

Ad

إن أول ما يلفت الاهتمام في ذلك المنتدى هو تلك الكوكبة الشبابية التي تسير أعماله بدقة متناهية واستمرارية حثيثة للتعامل مع كل تفاصيل أعمال المنتدى لتخرج بأفضل صورة، تحت قيادة شابة متمثلة برئيس مركز الشارقة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي وزميله مدير المركز الأستاذ طارق سعيد علاي، وهو ما يبرهن على أن الرهان على الشباب دائما ما يكسب.

النسخة الجديدة من جلسات المنتدى الدولي للاتصال الدولي واصلت التحدي في تنويع الأسماء والتجارب بما يضفي على كل واحدة منها نكهة خاصة، أولها ذلك الشاب الأيرلندي جوردان كاسي (16 عاما) أصغر مدير تنفيذي في عالم الإنترنت من الجلسة الأولى (الاتصال الحكومي وبناء مجتمعات المعرفة) وهو المؤسس والمدير التنفيذي لشركة الألعاب Casey Games، كاسي الذي برز في مجال البرمجيات حول أهدافه نحو تطوير التعليم وتقديم الحلول من خلال لعبة كرتونية، أعلن تحديه للمهتمين بتطوير التعليم بأنهم سيأخذون ما يقوم به على محمل الجد قريبا، وهذه الجلسة نفسها ضمت إلى جانب كاسي السيد فريدريك راينفيلدت رئيس وزراء السويد (2006-2014) والسيد ضياء الدين يوسفزاي المستشار الخاص للأمم المتحدة حول التعليم الدولي، وهو نفسه والد الطفلة ملالا الحائزة جائزة نوبل للسلام.

الجلسة التالية طرحت قضية مهمة هي مواجهة التطرف وكيفية صناعة الثقافة الإنسانية وتوجيهها نحو الشباب خاصة، وقد تحدث فيها رئيس وزراء فرنسا الأسبق دومينيك دو فيليبان وسعادة ناصر بن عبدالعزيز النصر الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وفي اليوم التالي طرحت قضية الكوارث الطبيعية والإنسانية وسبل إدارتها، في تلك الجلسة قال برنار كوشنير مؤسس ورئيس منظمة أطباء بلا حدود (1971– 1979) ووزير الشؤون الخارجية والأوروبية الفرنسي (2007– 2011) عن أزمة اللاجئين السوريين "إن تعاطي أوروبا مع قضية اللاجئين عار كبير على جباهنا جميعا لكن المستشارة الألمانية ميركل تمكنت من حفظ ماء وجهنا"، وتحدث إلى جانب كوشنير كل من وزير خارجية المملكة المتحدة السابق ديفيد ميليباند الذي شدد على "ضرورة إبعاد المؤسسات الإنسانية عن العمل السياسي لأن مصالح الحكومات فيها دوما متغيرة".

وفي جلسة افتتاح أعمال المنتدى الدولي للاتصال الحكومي ألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كلمة مؤثرة مليئة بالتفاؤل بمستقبل الشارقة أوضح فيها: "أن التقدم في نظرنا يحتاج إلى خطة علمية مدروسة ميدانها التقدم العلمي مرفودا من التقدم الأخلاقي والاجتماعي والتطور في سياق هذا التقدم العلمي سيكون بطيئاً حقاً لكنه مستدام"، مضيفا أن "التقدم الذي نسعى إليه علم وفكر وليس أهواء ولا ارتجالا"، خاتما كلمته قائلا "قد يقول البعض منكم إنني كل يوم آتي بجديد ولكنني بعد أن بلغت الثمانين من العمر وما زلت أفكر وأبحث عن سبل التقدم السليم، ولكل من يتساءل منكم ماذا اكتشفت أقول غدا ستبحثون في مكتبتي وستجدون رسالتي الأخيرة فيها ما تبقى من فكر لإصلاح هذا المجتمع".