تواصلت أمس، مساعي مصر على أكثر من مستوى، لاحتواء أزمة مقتل طالب إيطالي في ظروف غامضة.
وعلمت «الجريدة»، أن وفداً رفيع المستوى سيغادر القاهرة إلى روما، لمنع أي تداعيات سلبية على مستقبل العلاقات المصرية - الإيطالية، وخاصة أن روما تعد الشريك التجاري الأول لمصر في أوروبا.واصلت القاهرة مساعيها أمس، لاحتواء أزمة نشبت مع روما، إثر العثور على جثة طالب إيطالي في العاصمة المصرية أمس الأول. ففيما أعلنت أجهزة الأمن المصرية الاستنفار، لكشف غموض الحادث، دخل الرئيس عبدالفتاح السيسي على خط الأزمة سريعا، وأجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، قدم خلاله العزاء في وفاة جوليو ريجيني، الذي لقي حتفه في ظروف غامضة.وكان ريجيني (28 عاما)، وهو طالب بجامعة كامبريدج البريطانية، وفد إلى مصر، بغرض استكمال دراساته العليا في تخصص العلوم السياسية، اختفى منذ 25 يناير الماضي، بالتزامن مع الذكرى الخامسة للثورة المصرية، قبل أن يتم العثور على جثته بطريق مصر ـ إسكندرية الصحراوي، أمس الأول، لكن تقرير النيابة المصرية أكد أن الجثة بها آثار اعتداءات وتعذيب.القاهرة سعت، فيما يبدو، لاحتواء الغضب الإيطالي، المتمثل في انسحاب وفد اقتصادي برئاسة وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية فيدريكا جويدي، أمس الأول، واستدعاء الخارجية الإيطالية السفير المصري بروما، إذ أكد السيسي أن الجانب الإيطالي سيجد "تعاونا بناء من قبل السلطات المصرية المعنية"، وأنه أصدر توجيهاته لوزارة الداخلية بمواصلة جهودها، بالتعاون مع النيابة العامة، من أجل كشف غموض الحادث.وأعرب الرئيس المصري عن خالص العزاء لرئيس الوزراء الإيطالي ولحكومة وشعب إيطاليا، فيما أشاد رينزي بروح التعاون الإيجابية التي يبديها الجانب المصري إزاء التعامل مع الحادث، مؤكداً أن مثل تلك المواقف تعكس عمق علاقات الصداقة الحقيقية التي تجمع بين البلدين والشعبين المصري والإيطالي.وكشف مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة"، أن الرئيس السيسي طلب من وزير الداخلية مجدي عبدالغفار، إعداد تقرير كامل عن الحادث، وبيان الأسباب الحقيقية وراء مقتل الطالب الإيطالي، وأن الرئيس وجه بضرورة التعاون الكامل مع الجانب الإيطالي، إذ يصل وفد أمني وقضائي إيطالي رفيع المستوى إلى القاهرة خلال ساعات، للمشاركة في التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية.وأكد المصدر ـ الذي شدد على ضرورة عدم نشر اسمه ـ أن وفدا مصريا رفيع المستوى، برئاسة مستشارة الرئيس للأمن القومي فايزة أبوالنجا، ووزير الصناعة والتجارة طارق قابيل، سيتوجه إلى إيطاليا خلال الأيام القليلة المقبلة، لتهدئة الأجواء، وشرح ملابسات الحادث للجانب الإيطالي، والتأكيد أن مصر آمنة، للحيلولة دون أي تردٍ في العلاقات بين مصر وشريكها الاقتصادي الأول في أوروبا، والعمل على تجنب وقف الجانب الإيطالي تفعيل أي اتفاقيات اقتصادية.وتحظى قضية الطالب الإيطالي باهتمام سلطات القاهرة، إذ أمر النائب العام المصري نبيل صادق، بفتح تحقيقات موسعة للكشف عن ملابسات مقتل ريجيني، وكلف باستعجال الانتهاء من تقرير تشريح الجثمان بمعرفة مصلحة الطب الشرعي، لبيان أسباب الوفاة على وجه الدقة، وكيفية تعرضه لتلك الإصابات التي تؤكد تعرضه للتعذيب، فيما صرحت نيابة حوادث جنوب الجيزة، بتسليم الجثمان إلى أسرته ودفنه.في الأثناء، أبدى عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين استياءهم من مقتل الطالب الإيطالي بعد تعذيبه، وينظم نشطاء وقفة تضامنية بالورد والشموع، اليوم أمام السفارة الإيطالية بحي الزمالك (غرب القاهرة)، تضامنا مع الإيطالي القتيل، والمطالبة بمحاسبة المقصرين من دون تهاون.أزمة المطريةعلى صعيد آخر، وفيما ينذر بتصاعد أزمة اعتداء أفراد شرطة على أطباء بمشفى المطرية العام، الأسبوع الماضي، أمر النائب العام بإعادة تشغيل المشفى، الذي توقف العمل به بعد الحادث، وفتح تحقيقات في واقعة إغلاقه، إذ قرر الأطباء الامتناع عن العمل، لحين إعادة الاعتبار لهم، لكن تحقيقات النيابة العامة اعتبرت أن توقف المنشأة الصحية وامتناع القائمين عليها عن تقديم خدماتها العلاجية للمواطنين، يعد جريمة قائمة دستوريا، ويعاقب عليها القانون.في المقابل، قال المتحدث الرسمي باسم نقابة الأطباء حسام كمال، لـ"الجريدة"، إن "مجلس النقابة سيعقد اجتماعا اليوم، لبحث تداعيات قرار النائب العام، على أن يعقبه استمرار الجهود لحشد الأطباء للجمعية العمومية المقررة الجمعة المقبل"، لافتاً إلى أن اتحاد النقابات المهنية ونقابة المهندسين ونقابة الصحافيين أعلنوا تضامنها مع نقابة الأطباء، وقرروا حضور الجمعية العمومية.أمنياً، وفي حين قتل ضابط وضابط صف بالجيش المصري في مواجهة مع مهربين، بالقرب من الحدود المصرية الليبية، مساء أمس الأول، كشف مصدر عسكري لـ"الجريدة"، أن قوات الجيش نجحت في قتل 20 تكفيريا مسلحا، وإصابة نحو 25 آخرين، من العناصر التابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، في شمال سيناء أمس.لائحة البرلمانبرلمانياً، تواصل اللجنة الخاصة بتعديل اللائحة الداخلية لمجلس النواب مشاوراتها للانتهاء من مناقشة بنود لائحة المجلس، والمنظمة لأعمال المجلس، وخلافا لتأكيدات رئيس اللجنة المستشار بهاء أبوشقة، ومطالبات رئيس المجلس علي عبدالعال، بسرعة الانتهاء من إعداد لائحة جديدة للبرلمان، وعرضها على الجلسة العامة للبرلمان غداً، ثارت تكهنات بأن يتم تأجيل عرضها لمدة أسبوع كامل، نظرا لوجود نقاط خلافية.وكشف عضو اللجنة النائب إيهاب الخولي، لـ"الجريدة"، أن اللجنة ستعقد اجتماعا اليوم، لمناقشة الصيغة النهائية للائحة، ومتوقعا أنه إذا ما تم الانتهاء من النقاط الخلافية، فإنه سيتم أخذ التصويت عليها بشكل نهائي من قبل أعضاء اللجنة (25 عضوا)، قبل عرضها على الجلسة العامة خلال الأسبوع الجاري.وقال عضو اللجنة النائب محمد مرعي، إن أهم الأزمات التي تواجه عمل اللجنة المتعلقة بمسألة "الائتلافات" البرلمانية، والتي نشب بشأنها سجال لم ينته، حول أحقيتها في تشكيل هيئة برلمانية، أسوة بأحزاب الأكثرية، وأن يكون لها ممثل باللجنة العامة للمجلس.
دوليات
القاهرة تسعى لاحتواء «أزمة الإيطالي» وترسل وفداً إلى روما
06-02-2016