يصل وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وايران محمد جواد ظريف أبرز مهندسي الاتفاق النووي الايراني السبت إلى فيينا لوضع اللمسات الأخيرة لإعلان بدء تطبيق الاتفاق الذي ينص على رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.

Ad

وغادر ظريف طهران صباح السبت متوجهاً إلى فيينا للمشاركة في مراسم إعلان بدء تطبيق الاتفاق النووي، حسبما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ايرنا.

وتشير وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن المراسم ستتم يوم السبت، لكنها لا تستبعد يوم الأحد.

ومن المقرر أن يلتقي ظريف الذي يرافقه رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي وعدد من معاونيه، نظيره الأميركي جون كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني، بحسب وسائل الإعلام الإيراني.

ومن المتوقع أن يتوجه كيري الموجود حالياً في لندن إلى فيينا السبت لإجراء «مشاورات» مع موغيريني وظريف، بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر.

وأعلنت طهران أن بدء تطبيق الاتفاق الموقع في 14 يوليو مع الدول العظمى بات وشيكاً.

ويهدف الاتفاق إلى ضمان عدم حيازة ايران للقنبلة الذرية لقاء رفع تدريجي للعقوبات الدولية عنها.

ولم تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسمياً بعد أن ايران التزمت بكامل التعهدات التي قطعتها في إطار الاتفاق النووي، ومن «المرجح» أن يصدر تقرير في هذا الصدد السبت، بحسب مصادر دبلوماسية في فيينا.

ويتعين بعدها أن يباشر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة برفع تدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد في ايران البالغ عدد سكانها 77 مليون نسمة والغنية بموارد النفط والغاز.

ازدهار

ومن المفترض أن تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران خفضت كما هو متفق عدد أجهزة الطرد المركزية المستخدمة لتخصيب اليورانيوم وأنها أرسلت إلى الخارج القسم الأكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب.

كما على مفتشي الوكالة أن يؤكدوا على أن ايران سحبت فعلاً كما تقول قلب مفاعل المياه الثقيلة في موقع اراك النووي وأنها طمرت قسماً من المنشأة بالاسمنت بحيث لا يعود من الممكن تصنيع البلوتونيوم فيها لاستخدام عسكري.

وشكل توقيع الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) نجاحاً دبلوماسياً كبيراً للرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الإيراني المعتدل حسن روحاني.

وكان روحاني وعد الإيرانيين الأثنين بأن بلادهم ستدخل «عاماً من الازدهار الاقتصادي» مع رفع العقوبات المفروضة عليها.

وكانت نسبة النمو تزيد عن 40% عندما تولى روحاني السلطة في أغسطس 2013، وانخفضت منذ ذلك الوقت إلى نسبة 13%، طبقاً لوكالة الإحصاءات الوطنية.

ويرغب روحاني في الاستفادة من التوقيع على الاتفاق النووي لتحقيق نجاحات في السياسة الداخلية.

تراجع

وفي هذا السياق، تراجع سعر برميل النفط الخام الجمعة إلى ما دون 30 دولاراً للبرمبل إذ تخشى الأسواق تدفق النفط الإيراني في السوق التي تعاني أصلاً من فائض في العرض.

ومن المقرر أن يتم رفع كامل العقوبات بشكل تدريجي على مدى عشر سنوات، وسيظل من الممكن إعادتها بشكل تلقائي على مدى 15 عاماً في حال أخلت ايران بالتزاماتها، وسيظل الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على الأسلحة التقليدية والصواريخ البالستية قائماً حتى العام 2020 و2030 تباعاً.

ويشكل اتفاق فيينا بداية لمصالحة بين واشنطن وطهران بعد أكثر من 35 عاماً على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.

ويثير هذا التقارب المحتمل غضب الحلفاء التقليديين لواشنطن في المنطقة وفي مقدمها السعودية واسرائيل.

وسعى كيري إلى طمانة نظيره السعودي عادل الجبير خلال لقاء بينهما الخميس في لندن وشدد على أن «الصداقة بين الولايات المتحدة والسعودية هي الركن الأساسي» في سياسة البلدين في الشرق الأوسط.

وتنفي ايران باستمرار أي نية في حيازة سلاح نووي إلا أنها تتمسك في الوقت نفسه بحقها في برنامج نووي.

إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أشارت في تقريرها في ديسمبر إلى أن ايران قامت حتى العام 2009 بتجارب بهدف الحصول على قنبلة نووية، إلا أن واشنطن اعتبرت أن ذلك يجب ألا يحول دون «المضي قدماً» في الملف.