خامنئي: الاعتداء على السفارة السعودية أضرَّ بإيران والإسلام

نشر في 21-01-2016 | 00:00
آخر تحديث 21-01-2016 | 00:00
No Image Caption
● دبلوماسي إيراني إلى جدة لحضور اجتماع إسلامي

● قائد «الحرس الثوري» يشن هجوماً لاذعاً على المملكة

● «الخارجية» السعودية تكشف عن 57 هجوماً إرهابياً تقف طهران خلفها

● الجبير: ظريف كاذب
في خطوة قد تؤدي إلى خفض التوتر بين طهران والرياض، أقر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بأن الاعتداء على سفارة المملكة في طهران أضر بإيران وبالإسلام، إلا أن قائد "الحرس الثوري شن في الوقت نفسه هجوماً لاذعاً على المملكة، وذلك غداة عرض "الخارجية" السعودية ملفاً للعمليات الإرهابية التي تقف طهران خلفها.

في ما بدا أنه إقرار قد يؤدي الى حلحلة الأزمة بين السعودية وإيران، أقر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أمس، بأن "الاعتداء على السفارة السعودية كان أمرا سيئا وأضر بإيران والإسلام".

وفي تصريح خلال استقباله القائمین علی انتخابات مجلس الشوری (البرلمان) وانتخابات مجلس خبراء القیادة المقررة في 26 فبراير المقبل، قال خامنئي إن "التفاهم النووي إنجاز كبير، وما تحقق من مطالبنا مهم، رغم أن ليس كل ما كانت تطالب به إيران تحقق".

ووجه المرشد الإيراني الشكر لـ "الحرس الثوري" لاعتقالهم البحارة الأميركيين قبل أيام، واصفا ذلك بأنه "خطوة صحيحة"، ومشددا على أنه "يجب التصدي لأي انتهاك بقوة".

وفی ما یتعلق بالانتخابات، قال إنه "على الشعب أن يختار الأكفاء الذين لا يبيعون الوطن للأعداء عندما يتسلمون السلطة"، مضيفا أن "جمیع الأنظمة السیاسیة في العالم لا تقبل بإدخال من لا یعترف بها الی مراکز القرار، وأنا دعوت هؤلاء الذین لا یقبلون النظام السیاسي في إیران للمشارکة في الانتخابات، لکن هذا لا یعني ادخالهم الى مجلس الشورى".

دبلوماسي في جدة

وكانت وكالة "فارس" الإيرانية أعلنت مساء أمس الأول أن مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية، عباس عراقجي، غادر طهران متوجها إلى جدة، لتمثيل إيران في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي المقرر عقده اليوم، والمخصص لمناقشة اعتداءات إيران على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.

قائد الحرس

وفي موقف مناقض لهذه الأجواء، شن القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد جعفري، أمس، هجوماً لاذعا على السعودية، معتبراً أنها "باتت أكثر تشددا من الصهاينة" على حد زعمه. وجدد جعفري تصريحه الكثير للجدل الذي قاله قبل أيام، ومفاده أن طهران ساهمت في تشكيل "قوات شعبية" في عدد من دول المنطقة يصل تعدادها الى 200 ألف عنصر.

57 هجوماً

وكانت وزارة الخارجية السعودية عرضت ملفا وثقت فيه 57 هجوما إرهابياً تقف طهران خلفها. وصرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، في بيان مساء أمس الأول بأنه "منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، وسجل إيران حافل بنشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها، والضرب بعرض الحائط بكل القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية، والمبادئ الأخلاقية". وأضاف البيان أن "المملكة مارست سياسة ضبط النفس طوال هذه الفترة، رغم معاناتها ودول المنطقة والعالم المستمرة من السياسات العدوانية الإيرانية".

وأضاف المصدر أن "هذه السياسة الإيرانية استندت في الأساس على ما ورد في مقدمة الدستور الإيراني، ووصية (مؤسس الجمهورية الإسلامية الايرانية آية الله) الخميني، التي تقوم عليها السياسة الخارجية الإيرانية، وهو مبدأ تصدير الثورة، في انتهاك سافر لسيادة الدول وتدخل في شؤونها الداخلية تحت مسمى نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها".

وقال إن إيران "تجند الميليشيات في العراق ولبنان وسورية واليمن، ودعمها المستمر للإرهاب من توفير ملاذات آمنة له على أراضيها، وزرع الخلايا الإرهابية في عدد من الدول العربية، بل والضلوع في التفجيرات الإرهابية التي ذهب ضحيتها العديد من الأرواح البريئة، واغتيال المعارضين في الخارج، وانتهاكاتها المستمرة للبعثات الدبلوماسية، بل ومطاردة الدبلوماسيين الأجانب حول العالم بالاغتيالات أو محاولتها".

الجبير

من ناحيته، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة من "سي إن إن" "أعتقد أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نشر الكثير من المعلومات الخاطئة، عندما قال إن السعودية تسعى بجدية لمقاومة الصفقة النووية، وأننا ضدها. موقف حكومتي هو دعم أي اتفاق يمنع إيران من امتلاك قدرات نووية، والذي يشمل نظام تفتيش صارما ومستمرا، وفيه أحكام جزائية. وبالتالي أيدنا الاتفاق".

وأضاف: "قلقنا هو مما ستفعله إيران في ما بعد، من حيث الإيرادات الإضافية التي ستجنيها نتيجة لرفع بعض العقوبات، نخشى أنها ستستخدم لدعم الإرهاب ونشر عدم الاستقرار في المنطقة، وأنها لن تُستخدم لتطوير البلاد وتحسين حالة الشعب الإيراني الذي هو في أمس الحاجة إلى تنمية دولته".

وأوضح: "ونخشى أن الاتفاق النووي لن يردع إيران عن مواصلة سياستها في التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، ولن يمنع استمرار سياستها بدعم الإرهاب وتسليح وتدريب ودعم الميليشيات المتطرفة التي تهدف إلى توسيع نفوذ إيران في المنطقة. ونرى أن هذا ما كان يفعله الإيرانيون في سورية والعراق واليمن والبحرين وغيرها من الأماكن".

وشدد على أن "السعودية ستقوم بكل ما يلزم لحماية شعبها من أي ضرر"، معددا العمليات الإرهابية التي تقف طهران وراءها، ومشيرا الى أن "ايران دولة استضافت قادة القاعدة، بمن فيهم أحد أبناء أسامة بن لادن، هذه دولة ليست لديها ما يردعها عن الانخراط في دعم الإرهاب والقتل والدمار، وهي مسؤولة عن تدريب وإرسال مقاتلين في حرب أهلية سمحت لبشار الأسد بقتل ربع مليون شخص من شعبه".

وأشار الجبير الى أن "الإيرانيين زعموا أننا قصفنا سفارتهم في صنعاء، وقد طلبنا في اليوم نفسه من وسائل الإعلام الذهاب إلى صنعاء وتصوير السفارة هناك، وقد ظهرت الصور بسرعة وجرى دحض تلك المزاعم، أما بالنسبة إلى وزير الخارجية الإيراني الذي كتب مقالا يتهمنا بضرب سفارة بلاده، في حين أن ذلك لم يحصل يشرح كثيرا مدى فهمهم لأهمية الصدق".

ظريف

وفي تراجع واضح، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في منتدى دافوس الاقتصادي، أن "المواجهة بين ايران والسعودية ليست في مصلحة أحد، وعلى جيراننا السعوديين أن يفهموا ذلك"، وقال موجهاً كلامه إلى المملكة، التي قطعت علاقتها الدبلوماسية مع طهران، "لا أعتقد يا أصدقاءنا أن هناك سببا للذعر، فإيران تسعى إلى العمل معكم ولا تريد إقصاء أي طرف من هذه المنطقة".

وإذ اعتبر ظريف أنه لا يوجد حل عسكري للحرب المدمرة في سورية، داعيا الى حل سياسي، أكد أن قرار واشنطن الأحد بإعادة فرض بعض العقوبات على ايران بشان برنامجها الصاروخي "خطوة غريبة لأن هذا البرنامج دفاعي، ولا ينتهك اية قوانين دولية حالية".

البحرين: دول «الخليج» تبني نظام دفاع صاروخي مشترك

قال قائد سلاح الجو الملكي البحريني اللواء الركن حمد بن عبدالله آل خليفة أمس، إن دول الخليج العربية تتعاون لبناء نظام دفاع صاروخي، وإنها تأمل إعلان النتائج قريبا، في تلميح لتحقيق تقدم في الجهود التي تعطلت طويلا لإقامة نظام إقليمي للتصدي لقدرات إيران الصاروخية المتنامية.

وتعثرت جهود سابقة بسبب توترات داخل مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول، لكن مسؤولين أميركيين وخليجيين قالوا إن الوقت حان للتحرك قدما مع بدء قيام دول عربية بمزيد من المهام العسكرية المشتركة.

وتخشى دول خليجية عربية أيضا من أن رفع العقوبات عن إيران خصمها القديم قد ينعش اقتصادها ويمكنها من الحصول على صواريخ أكثر دقة.

back to top