ميادين «25 يناير» خالية... والسيسي يطلق 500 سجين
• تفكيك قنبلة بالإسكندرية ومقتل مسلحين بالجيزة
• رئيس «الدوما» يزور القاهرة
• رئيس «الدوما» يزور القاهرة
أجبر الطقس البارد أمس ملايين المصريين على البقاء في منازلهم، وعدم الاحتفال في الميادين بالذكرى الخامسة لثورة "25 يناير"، وبينما خرجت تظاهرات محدودة في مناطق بالقاهرة، بدأت السلطات الإفراج عن 500 سجين بموجب عفو رئاسي، بينهم نشطاء.
بهدوء مصحوب بالطقس البارد والأمطار، مرَّت أمس، الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت نظام الرئيس حسني مبارك، ونجحت قوات الأمن في تمرير الذكرى، من خلال الانتشار الأمني الكثيف في شوارع القاهرة والمحافظات، تحسباً لأي عمليات إرهابية.المصريون الذين انتخبوا مؤخراً برلمانهم، فضلوا الجلوس في منازلهم، لتجنب موجة طقس بارد مصحوبة بأمطار غزيرة تضرب معظم المحافظات المصرية، ما عزز فشل جماعة "الإخوان" في استغلال ذكرى الثورة للحشد الجماهيري.استيعاب النظامالنظام المصري تحرك على أكثر من صعيد لاستيعاب أي تداعيات محتملة لذكرى الثورة، إذ بدأت السلطات الأمنية في الإفراج عن بعض النشطاء السياسيين، أبرزهم الناشط محمد العراقي، ضمن 500 مسجون، تفعيلاً لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعفو عن بعض المحكوم عليهم في مناسبة الاحتفال بعيد الشرطة وذكرى ثورة يناير.وقال مصدر أمني لـ"الجريدة" إنه بدأت إجراءات الإفراج عن المسجونين منذ صباح أمس، بعدما تم الانتهاء من إعداد قائمة بأسماء المفرج عنهم بعفو رئاسي، بينهم صحافيون ونشطاء سياسيون، وأشار إلى أن القائمة تخلو من أسماء الناشط أحمد دومة، ومؤسس حركة "6 أبريل" أحمد ماهر، وعضو الحركة محمد عادل، والناشط علاء عبدالفتاح، الذي بدا محبطاً باحثاً عن الهجرة في حواره مع صحيفة "المصري اليوم"، وتضم قائمة المفرج عنهم بعض الشباب في مراحل دراسية مختلفة.ذكرى الثورة مرت على مصر في هدوء على الرغم من الجدل الدائر حولها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رفض البعض الاعتراف بها ثورة من الأساس، ما جعل شعاراتها الرئيسة (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، تبدو معلقة بسبب ممارسات بعض القوى السياسية، على الرغم من تمسك نظام ما بعد "30 يونيو" بشرعيتها، حيث نص عليها في ديباجة الدستور المُعدل، كما حاول السيسي إنقاذها عبر تلويحه بإصدار تشريع يجرّم الإساءة إلى ثورتي يناير ويونيو.القيادي اليساري عبدالغفار شكر، امتدح ثورة يناير، وقال لـ"الجريدة": "يناير أم الثورات لكن التآمر عليها عطل أهدافها"، بينما قال المرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي، على حسابه الشخصي في موقع "فيسبوك": "يوم عظيم وشعب عظيم، المجد للشهداء، النصر للثورة"، بينما برر الناشط السياسي، حازم عبدالعظيم، فشل ثورة "يناير" بزعمه أن "أجهزة الدولة تآمرت عليها".تشديدات أمنية ميدانياً، أثبتت الخطة الأمنية التي اعتمدتها وزارة الداخلية لتأمين البلاد خلال ذكرى الثورة فعاليتها أمس، إذ أغلقت الأجهزة الأمنية جميع الشوارع المؤدية إلى مقر وزارة الداخلية غير بعيد عن ميدان التحرير وسط القاهرة، الذي شهد بدوره وجوداً مكثفا لرجال الشرطة على أطرافه وسط سيولة مرورية، ورغم عدم إغلاقه، إلا أن الأجهزة الأمنية قررت إغلاق محطة مترو أنفاق "السادات"، أسفل الميدان، لدواع أمنية، والتي لم تمنع عشرات المواطنين من الاحتفال بذكرى الثورة في الميدان والهتاف بشعار: "الجيش والشعب إيد واحدة".ولم يؤثر انتشار قوات الأمن في ميادين القاهرة الكبرى والمحافظات المختلفة في حركة المرور، خصوصا أن معظم الشوارع كانت خالية من المارة، وكان أمس إجازة رسمية بمناسبة عيد الشرطة وذكرى الثورة، فيما نجحت قوات الأمن في إبطال مفعول قنبلة شديدة الانفجار في منطقة المكس غرب مدينة الإسكندرية الساحلية.فشل إخواني جماعة "الإخوان" التي خرجت من الحكم إثر احتجاجات 30 يونيو 2013، حاولت الإطلال على المشهد السياسي المصري عبر الدعوة إلى تظاهرات حاشدة، أملاً في تفجير موجة ثورية جديدة، لكن رفض رجل الشارع التعاطي مع تظاهرات الجماعة المصنفة إرهابية من قبل القاهرة، أدى إلى فشل مخططاتها، التي لم تنجح إلا في جمع العشرات من أنصارها خرجوا في مسيرات محدودة في بعض أحياء العاصمة.وحاول القائم بأعمال المرشد العام لجماعة "الإخوان" محمود عزت، حض المصريين على المشاركة في التظاهر، وقال في بيان له أمس الأول: "نزولكم يُحيي الأمل في قلوب الثوار، ويزيدهم استمساكا بسلميتهم، وقعودكم يصيبهم باليأس من السلمية ويستدرجهم إلى العنف".وبينما أرجع الخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان، فشل خطط الإخوان إلى موجة الطقس السيئ التي ضربت البلاد أمس، وجهت الملاحقات الأمنية ضربات استباقية لتحركات الإخوان، إذ كثفت أجهزة أمن القاهرة من حملاتها على المناطق التي تتواجد بها تجمعات إخوانية في بعض أحياء شمال وشرق القاهرة، وألقت الشرطة القبض على 3 عناصر قبيل الذكرى.وأعلنت وزارة الداخلية أمس قتل مسلحين اثنين في تبادل لإطلاق النار داخل إحدى الشقق السكنية في مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، أمس. وكانت الشرطة تمكنت من قتل "إرهابي" في منطقة كرداسة، أحد معاقل "الإخوان" في محافظة الجيزة، أمس الأول.زيارة روسيةعلى صعيد آخر، يبدأ رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما)، سيرغي ناريشكين، زيارة البرلمان المصري اليوم، وقال قبيل زيارته للقاهرة، إن بلاده مهتمة باستئناف التعاون الكامل مع مصر في مجالي السياحة ورحلات الطيران، وانه لا يستبعد إجراء محادثات بخصوص استئناف رحلات الطيران بين البلدين أثناء زيارته لمصر، إلا أنه شدد على أن ذلك لن يكون ممكناً إلا في حالة الضمان الكامل لسلامة المواطنين الروس، وكانت طائرة روسية سقطت فوق سيناء المصرية في نهاية أكتوبر الماضي، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها.