قال رئيس اتحاد أصحاب المعاشات، النائب البرلماني السابق البدري فرغلي، إن الحكومة المصرية استولت على أموال أصحاب المعاشات، ولا ترغب في تحقيق العدالة الاجتماعية لهم، مشيراً في مقابلة مع «الجريدة» إلى أن الاتحاد سيصعّد ما لم تكن هناك استجابة لمطالبهم، لافتاً إلى أن وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، تنتهج فكراً عدائياً ضد أصحاب المعاشات وتضر بأموالهم، وفي ما يلي نص المقابلة:

Ad

• ما سبب تصعيد اتحاد المعاشات ضد الحكومة؟

- هناك تعنت واضح من جانب وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي تجاه أصحاب المعاشات وإضرارها الواضح بأموالهم التي تصل إلى 620 مليار جنيه (نحو 8 مليارات دولار)، حصلت عليها الحكومة عبر الوزيرة الحالية، التي حولت وديعة دولارية إلى الجنيه المصري، بدعوى أنها ستكون في مصلحة أصحاب المعاشات، في وقت كان الجميع يعلم أن قيمة الجنيه ستنخفض أمام الدولار، إضافة إلى رفضها تطبيق حد أدنى للمعاشات، مثلما تم تطبيق الحد الأدنى للأجور، فهناك مئات الآلاف من الأسر التي تحصل على معاشات تتراوح بين 200 و500 جنيه، وهي مبالغ لا يمكن أن توفر حياة كريمة لأصحابها في ظل الغلاء المعيشي المتزايد.

• لماذا لم تحاولوا التفاوض معها؟

- فشلت جميع الطرق في تغيير وجهة نظرها وسياستها التي تميل إلى انتهاج برامج البنك الدولي القائمة على محاربة العمال والطبقات الكادحة، ونتعجب من تصريحاتها المستمرة بأن الدولة لن تستطيع الاستمرار في الإنفاق على المعاشات، على الرغم من أن الواقع يقول عكس ذلك، فالحكومة حصلت على أموال المعاشات، ولا تريد ردها لأصحابها، فهي نتاج سنوات عمل طويلة لأصحابها، ولا يجوز للحكومة أن تحصل عليها وتتنصل من حقوق أصحابها، مستغلة تقدمهم في العمر وعدم قدرتهم على العمل والسعي وراء المطالبة بحقوقهم، وتقوم بتمويل مشروعات وأجور هيئات أخرى في الدولة بهذه الأموال.

• كيف يمكن الوصول إلى صيغة توافقية بينكم وبين الحكومة؟

- ليس لدينا سوى حزمة من المطالب المشروعة دستورياً وقانونياً بالحفاظ على أموالنا وصرف العلاوات المتأخرة، إضافة إلى عدم تحويل الأموال المتبقية من وزارة التضامن إلى وزارة المالية، لأنها ليست الجهة المختصة بالتعامل مع أموالنا، على أن يتم استثمارها بما يحقق أكبر فائدة ممكنة تنعكس على زيادة المعاشات التي يتم صرفها.

• لكن الحكومة تعاني عجزاً شديداً في الموازنة قد يمنع زيادة المعاشات؟

- الدولة لا تتحمل أموالا في صرف المعاشات، فهي من إيرادات التأمينات التي قام العامل بسدادها، ويقوم العمال الآن بسدادها في عملهم لكي يحصلوا عليها مستقبلا، فالأموال موجودة بالفعل، لكن وزارة التضامن المسؤولة عن التأمينات توجهها إلى جهات أخرى، فالحكومة لا تعطينا منحا أو هبات، لكنها ترد لنا حقوقنا التي استولت عليها بغير وجه حق.

• هل تم التواصل مع البرلمان لشرح المشكلة؟

- جمعنا لقاء مع رئيس البرلمان علي عبدالعال، قبل عدة أيام، ووعد بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة شريف إسماعيل، والانتظار لحين عرض برنامج الحكومة ورؤية وجهة نظره في التعامل مع المشكلة، والطريقة التي سيتم بها حل المشكلة ضمن البرنامج الشامل الذي سيعرضه على مجلس النواب، وفي حال فشلنا بالتواصل معه سنصعد على مستويات من بينها تحركات في الشارع، إضافة إلى إقامة دعاوى أمام القضاء الإداري والمحكمة الدستورية العليا، لإنقاذ أموالنا من عبث الحكومة.

• لكن التظاهرة الأخيرة التي نظمتموها لم يشارك فيها عدد كبير؟

- تظاهرات الضغط تختلف عن تظاهرات التصعيد، وآخر تظاهرة كانت من أجل إبلاغ نواب الشعب بما يحدث من الحكومة بشأن أموالنا، وأبلغنا "الداخلية" بأن هناك 500 شخص فقط سيقومون بالمشاركة فيها، فهناك تواصل دائم بيننا، وفي حال اتخذنا قرارا بالتصعيد سيشارك عدد كبير من مختلف محافظات مصر، فالمعاشات مرتبطة بأكثر من مليوني أسرة مصرية، وأصحابها عندما يشعرون بالخطر سيتحركون في الشارع.