بعد أيام من وقوع مذبحة "كمين الصفا"، في سيناء، السبت الماضي، التي راح ضحيتها 15 من قوات الأمن، بدا أن الجماعات الإرهابية المنتشرة في شبه جزيرة سيناء، لم يكن عصيا عليها استحداث طرق وممرات جديدة لإدخال الذخائر والمواد المتفجرة إلى محافظة شمال سيناء، واستعمالها ضد قوات الجيش والشرطة، بحكم معرفة بعضهم للطبيعة الجغرافية السيناوية.

Ad

استمرار المواجهة، بين قوات الأمن المصرية والمسلحين، منذ سقوط نظام حكم الرئيس محمد مرسي، عام 2013، في شبه جزيرة سيناء، دفع إلى التساؤل، من أين تأتي هذه المتفجرات، وكيف تنتقل إلى الداخل السيناوي؟

مصدر مطلع شرح لـ"الجريدة" الطريقة المتبعة في هذه الحالات، قائلا إن "العناصر الإرهابية لجأت للممرات والمدقات الجبلية الواصلة بين شمال سيناء ومنطقة غرب السويس، لإدخال المواد المتفجرة والذخائر، تفاديا للقبضة الأمنية على الطرق الرئيسية".

وذكر المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه أن "هناك عناصر خارجة على القانون لجأت خلال الفترة الماضية لتعويض خساراتها من سياسة ردم الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، بالتجارة المربحة في المواد المتفجرة التي يتم تهريبها من محاجر في منطقة غرب السويس، ثم بيعها لوسطاء يتبعون العناصر الإرهابية".

ولفت إلى أن المواد المُتفجرة التي تم استخدامها في عملية استهداف "ارتكاز الصفا الأمني"، تم تهريبها من أحد محاجر غرب السويس، وأن جهاز الأمن الوطني قام بتوقيف ثلاثة عناصر تعمل في تلك المحاجر، متهمة بتسهيل عملية البيع للعناصر الإرهابية، مؤكدا أن إجراءات أمنية جديدة تم اتخاذها لضمان عدم تهريب المواد المُتفجرة من تلك المحاجر.

وعن طرق إدخال المواد المتفجرة إلى شمال سيناء، قال المصدر إن تلك المنطقة بها العديد من الممرات والمدقات الجبلية التي تسلكها العناصر الإرهابية، لذلك بدأت طائرات استطلاع تابعة للجيش القيام بطلعات لمراقبة تلك المنطقة.

وأشار المصدر إلى أن العناصر الإرهابية تتمكن في تهريب تلك المواد في الشاحنات الكبيرة التي تحمل مواد تموينية أو عبر فناطيس المياه.