هدنة اليمن تصمد في يومها الأول و«التحالف» يتوقّع تَحسّنها

نشر في 12-04-2016 | 00:09
آخر تحديث 12-04-2016 | 00:09
No Image Caption
• عسيري: جرت خروقات وحوادث بسيطة ويجب أن نتحلى بالصبر

• ترحيب أممي ودولي بوقف النار

• ولد الشيخ يجتمع بهادي وفريق التفاوض ويجدد الالتزام بـ «٢٢١٦»

• المخلافي متفائل بنجاح مفاوضات الكويت
صمدت هدنة اليمن التي دخلت حيز التنفيذ ليل الأحد-الاثنين، على الرغم من تسجيل خروقات في الجوف وتعز، في حين اجتمع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وفريق التفاوض في مباحثات السلام المرتقبة مع المتمردين بالكويت بمبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ الذي وصل إلى الرياض أمس.

تنفس اليمنيون الصعداء، أمس، مع صمود اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه منتصف ليل الأحد-الاثنين رغم وقوع خروقات جاءت أبرزها بمحافظات الجوف وتعز، بينما حضت الأمم المتحدة على تثبيت الاتفاق، تمهيداً للبحث عن حل سياسي خلال المفاضات المرتقبة بالكويت الأسبوع المقبل.

وأكد رئيس أركان الجيش الحكومي اللواء محمد المقدشي، صمود وقف إطلاق النار، وقال لوكالة "فرانس برس" إن "الهدنة لم تنهر، ونأمل أن توقف الميليشيات الحوثية وقوات (الرئيس السابق) علي صالح الاعتداءات وتلتزم بالهدنة"، مضيفاً أن المتمردين "خرقوا" الاتفاق خصوصا في تعز ومأرب والجوف.

وأشار المقدشي، إلى قيام الميليشيات بإطلاق صاروخ باليستي من صنعاء باتجاه مأرب بُعيد بدء تنفيذ وقف النار، إلا أنه تم اعتراضه.

عسيري والمتمردون

في موازاة ذلك، قلل العميد الركن أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف العربي الذي بدأ عملياته في 26 مارس 2015 دعما للقوات الحكومية، من أهمية الخروقات.

وقال إن ما جرى ميدانيا هو عبارة عن "حوادث بسيطة"، مضيفا "هذا هو اليوم الأول ويجب أن نكون صبورين"، مؤكداً "يوما بعد يوما سيكون الوضع أفضل".

وأكدت قيادة التحالف "احتفاظها بحق الرد على أي خرق"، مشددة في الوقت نفسه على مواصلتها "دعم الشعب اليمني والحكومة في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة بالكويت، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار، والتفرغ لمكافحة الإرهاب".

وتعهد أطراف النزاع المتمثلون بحكومة هادي المدعوم من التحالف، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية لصالح، بالالتزام بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يعد الرابع منذ بدء عمليات التحالف، تمهيدا لأجواء مفاوضات الكويت.

ويرى خبراء أن الاتفاق الجديد الذي يأتي في أعقاب تهدئة حدودية بين المتمردين الحوثيين والسعودية مارس الماضي، يزيد من الآمال في أن تكون الهدنة الحالية أكثر صمودا من سابقاتها، إلا أن تعثر التجارب الماضية، وآخرها نهاية 2015 تزامنا مع المباحثات، يبقي الحذر سائدا.

وتشمل شروط الهدنة التزامات بحرية دخول غير مقيدة للمساعدات الإنسانية لجميع أرجاء اليمن.

خروقات وتقدم

في غضون ذلك، أفاد المجلس العسكري الموالي لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في تعز عن تسجيل "12 خرقا لوقف إطلاق النار" من جانب المتمردين، مشيراً إلى أنه قام بالرد في إطار "الدفاع عن النفس".

واتهمت الحكومة الحوثيين باستخدام المدفعية الثقيلة بعد دقائق من بدء الهدنة في تعز، في حين قال الحوثيون إن طائرات التحالف شنت ثلاث ضربات على المدينة.

وبينما عاشت العاصمة صنعاء ليلة هادئة دون طائرات أو إطلاق نار أو قنابل، شهدت محافظة الجوف شمال البلاد تقدما للقوات الحكومية التي سيطرت على مقر مديرية المصلوب.

وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية أن تقدم قوات الحكومة نحو مواقع الحوثيين وقوات صالح، جاءت بعد خرق الحوثيين للهدنة من خلال شن عدة هجمات على مواقع المقاومة.

جهود أممية

من جانب آخر، التقى موفد الأمم المتحدة الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ الرئيس اليمني المتواجد بالعاصمة السعودية الرياض. واجتمع ولد الشيخ الذي وصل إلى المملكة أمس مع رئيس الوزراء اليمني أحمد بن دغر وناقش معه التحضيرات الجارية للمشاورات التي ستجرى في الكويت بحضور فريق التفاوض الحكومي.

وجدد ولد الشيخ موقف المجتمع الدولي المساند لليمن، مشيراً إلى أن أي حديث مستقبلي بين الأطراف اليمنية سيكون تحت مظلة قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يطالب الميليشيات المتمردة بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح للحكومة.

وقال إن "النقاط الخمس التي سبق الإعلان عنها ستكون المحور الرئيسي لمشاورات الكويت"، معرباً عن تفاؤله بنجاح الهدنة التي تشير مؤشراتها الأولية من الجبهات بأنها جيدة.

وحضر اللقاء نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي.

من جهته، قال بن دغر: "نريد سلاما دائما يحقق آمال كل اليمنيين، ويكون السلاح بيد الدولة فقط وليس بيد أطراف أخرى"، مؤكداً أن حكومته أصدرت توجيهات لجميع قوات الشرعية بضبط النفس ووقف إطلاق النار التزاما بالهدنة.

ووصل ولد الشيخ للرياض أمس على أمل النجاح في تثبيت الهدنة ولتمهيد الطريق أمام مفاوضات السلام.

وتأمل المنظمة الدولية أن تؤدي جولة المباحثات في الكويت، إلى حل النزاع الذي أدى إلى مقتل زهاء 6300 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، منذ نهاية مارس 2015.

وستكون جولة المباحثات الثانية منذ ديسمبر الماضي، حينما رعت المنظمة الدولية مفاوضات في سويسرا لم تفض إلى أي نتيجة.

تفاؤل وتحذير

في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية اليمني عن أمله أن تنجح مفاوضات الكويت في ايجاد حل سلمي وتسوية سياسية للنزاع في بلاده.

وقال إنه متفائل بنجاح مفاوضات السلام، مضيفاً في تصريح لـ"كونا"، "إن الشعب اليمني تسوده حالة من الارتياح والتفاؤل لثقته في قدرة دولة الكويت على لم شمل الأطراف اليمنية المتنازعة على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سلمي على غرار نجاح مبادراتها السابقة".

من جانب آخر، حذر المخلافي من تمادي الميليشيات في خرق الهدنة. وقال في تصريح لقناة "العربية": "إذا اتضح أن الخروقات ممنهجة وتعبر عن رغبة في عدم التزام بوقف إطلاق النار، ساعتها أعتقد أن التحالف سيرد بشكل طبيعي (على هذه الخروقات)".

الكبار يرحبون

في السياق، رحب وزراء خارجية دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى "جي7" أمس بوقف إطلاق النار في اليمن، كما رحبوا بمباحثات السلام المقررة في الكويت.

بدوره، أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالهدنة، وأعلن عن ارتياحه لاقتراب موعد المفاوضات في الكويت، وهو الأمر الذي اعلنته الأمم المتحدة أيضاً.

back to top